آخر الأخبار

تداعيات حرب غزة.. فتح تحذر من تهجير ملايين الفلسطينيين

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

الجيش الإسرائيلي يؤكد عزمه إخلاء مدينة غزة من سكانها

في ظل تصعيد الجيش الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة، وتأكيده عزمه على إخلاء المدينة من سكانها، تتصاعد المخاوف الإنسانية والسياسية مع اقتراب مرحلة ما بعد الحرب.

يتزامن هذا مع اجتماع أميركي برئاسة الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، يهدف إلى رسم ملامح خطة لما بعد الحرب في غزة، وسط تحذيرات فلسطينية من مخاطر تهجير أكثر من مليوني فلسطيني.

ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل قصفها لمدينة غزة، بما في ذلك تفجير منازل في حيي الزيتون والصبرة جنوب المدينة، إلى جانب استمرار العمليات العسكرية في مناطق جباليا وضواحي المدينة.

هذه التطورات تتزامن مع جهود أميركية لإظهار الجانب الإنساني للأزمة، حيث أعلنت إدارة ترامب عن خطط لتوفير مساعدات وإقامة مراكز وخيام لنقل السكان إلى جنوب القطاع، في محاولة لتخفيف تداعيات الإخلاء الإجباري.

أميركا وسياسة ما بعد الحرب

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أكد أن الإدارة الأميركية تضع خطة شاملة لليوم التالي للحرب، متوقعًا تسوية ملف غزة بحلول نهاية العام.

ومن المتوقع أن يشمل الاجتماع الأميركي حضور شخصيات بارزة مثل توني بلير وجاريد كوشنر، لمناقشة سبل زيادة تدفق المساعدات إلى غزة، في ظل استمرار الانتقادات الفلسطينية لغياب الرؤية السياسية الواضحة لمستقبل القطاع.

مصادر أميركية تحدثت عن محاولات لتقديم مقترحات مختلفة بشأن مستقبل غزة، من بينها اقتراح سابق للرئيس ترامب بتحويل القطاع إلى ما وصفه بـ"ريفيرا الشرق الأوسط"، مع نقل حوالي مليوني فلسطيني إلى دول مجاورة، قبل أن يتم التراجع عن هذه الفكرة لاحقًا.

كما قدم المبعوث ويتكوف مقترحات تتعلق بوقف إطلاق النار مع انسحاب حماس وتفكيك وجودها في غزة، مؤكدة الإدارة الأمريكية أن أي دور لحماس بعد الحرب سيكون منعدمًا.

فتح وتحليل الموقف الأميركي

في حديثه إلى برنامج "التاسعة" على سكاي نيوز عربية، أكد المتحدث باسم حركة فتح، إياد أبو زنيط، أن الإدارة الأميركية تركز أكثر على مستقبل إسرائيل منه على مستقبل قطاع غزة.

وقال: "مستقبل قطاع غزة بالنسبة للولايات المتحدة مرتبط بما يلائم إسرائيل ويلائم سياسة إسرائيل، وهذا ينسجم مع موقف واشنطن منذ اليوم الأول لحرب الإبادة على القطاع، الذي تبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل سياسيًا ودبلوماسيًا وعسكريا".

وأضاف أبو زنيط أن غياب الصوت العربي، والسلطة الفلسطينية، والأطراف المشاركة الأخرى يعكس أن صياغة مستقبل غزة يتم وفق رؤية أميركية مرتبطة بمشروع إسرائيل الاستعماري في المنطقة.

وأوضح أن مقترحات الإدارة الأميركية حول ما بعد الحرب، مهما اختلفت تفاصيلها، "تصاغ بما يلائم القواعد والأنظمة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أكثر منها تسويقًا سياسيًا، أقل منها واقعًا".

وتابع أبو زنيط: "الحل موجود بالفعل، وهو عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وانسحاب حماس من المشهد السياسي، ومن ثم إدارة فلسطينية متكاملة، لكن هذا الحل لن يروق لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لأنه يتعارض مع مشروع فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وتهجير القطاع وتحويل الضفة إلى كانتونات".

الانتقادات الفلسطينية للضغط الأميركي على إسرائيل

أوضح أبو زنيط أن "كل حديث أميركي عن الوضع الإنساني في غزة يأتي ضمن استعراض إعلامي، بينما الواقع السياسي والإنساني على الأرض أكثر تعقيدًا".

واعتبر أن الولايات المتحدة، رغم قدرتها على الضغط على إسرائيل، تتبنى موقفًا ثابتًا في دعم الاحتلال، مما يضعف فرص تحقيق اختراق حقيقي لصالح الفلسطينيين.

وأشار إلى أن "الموضوع يتعلق بإسرائيل، التي تتعنت في هذه المسألة، وبالتالي الموقف الأميركي مرتبط أكثر بإسرائيل منه بالفلسطينيين".

ورأى أن أي اختراق سياسي قد يصطدم بمشروع نتنياهو، الذي أدام الانقسام الفلسطيني طوال السنوات الماضية، ويستفيد من هذا الانقسام لتثبيت سيطرة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية.

أوسلو والسلطة الفلسطينية

وأكد أبو زنيط أن اتفاقية أوسلو لم تمُت، بل دفنتها إسرائيل على أرض الواقع من خلال عنجهيتها وإجرامها في الضفة وغزة، وأنه على الولايات المتحدة تحمل مسؤولياتها تجاه هذا الاتفاق، الذي وُقع في البيت الأبيض.

وأضاف أن الحلول المطروحة دوليًا يجب أن تضع في الاعتبار إعادة سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية على غزة، بما يشمل انسحاب حماس وتسليم السلاح، ليكون هناك نظام واحد وقانون واحد وجغرافيا فلسطينية موحدة.

وأوضح أن السلطة الوطنية الفلسطينية، رغم محاصرتها الاقتصادية والسياسية، تبقى ملتزمة بالضغط على إسرائيل ومنع التهجير أو استنزاف الشعب الفلسطيني، بالتنسيق مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي ومنظمات العالم.

موقف فتح من حماس

أكد أبو زنيط أن "لا مستقبل لحماس في غزة أو الضفة بشكلها الحالي"، داعيًا الحركة إلى مراجعة أيديولوجيتها وفكرها السياسي بما يتوافق مع مصالح الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن فتح منفتحة على أي وحدة وطنية، شريطة ألا تُرهق القضية الفلسطينية أو تُستنزف، وأن أي اعترافات دولية يجب أن تشمل السلطة الفلسطينية وليس حماس إلا إذا اعترفت بشروط منظمة التحرير.

وأشار إلى أن حماس استُخدمت كذريعة لتدمير الشعب الفلسطيني، وأن استهدافها عسكريًا في غزة كان جزءًا من استراتيجية إسرائيل لتوسيع نفوذها والسيطرة على الضفة الغربية أيضًا.

وأضاف أن أي محاولة إسرائيلية لإزالة الديمغرافيا الفلسطينية لن تمر، وأن فتح ستواصل الكفاح بالطرق السلمية والمقاومة المشروعة، مع تنسيق دولي لحماية الشعب الفلسطيني.

تضخيم الأحداث واستخدام الدعاية

أوضح أبو زنيط أن إسرائيل استغلت أحداث 7 أكتوبر لتضخيم الخطر على وجودها، وكسب الدعم العالمي، وتقديم نفسها كضحية، بينما تستمر في إبادة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 70 عامًا.

وأكد أن السيطرة على غزة وحماس كانت نتيجة لتخطيط إسرائيلي، وأن كل ما يحدث على الأرض من تدمير للقطاع جزء من مشروع الاحتلال لإنهاء القضية الفلسطينية كليًا.

فلسفة فتح واستراتيجيتها

وأشار أبو زنيط إلى أن فلسفة فتح ترتكز على حماية الفلسطينيين ومنع استنزافهم بالطرق العسكرية المباشرة، مع الاستفادة من الظروف الدولية لتغيير المعادلة لصالح الفلسطينيين، دون إلحاق ضرر كارثي بالشعب.

وقال: "إسرائيل تواجه مشكلة ديمغرافية فلسطينية، ومقدار ما تستطيع إزالة الديمغرافيا، ستجد حلًا لمشكلتها؛ لكننا لن نسمح بذلك، وسنكافح بالأدوات المتاحة بالتنسيق مع المجتمع الدولي".

تصريحات إياد أبو زنيط تسلط الضوء على واقع مأساوي ومعقد في غزة، حيث تتقاطع الحرب العسكرية مع مخططات سياسية أميركية إسرائيلية، في حين تبقى السلطة الفلسطينية وحركة فتح السند الأساسي للفلسطينيين في مواجهة الاحتلال.

الموقف الأميركي، بحسب أبو زنيط، يركز أكثر على حماية إسرائيل ومصالحها، فيما تتعرض الحقوق الفلسطينية للتهديد من خلال سياسات التهجير والفصل بين الضفة وغزة.

ختامًا، تؤكد فتح أن الحلول الواقعية تتمثل في عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، انسحاب حماس من المشهد السياسي، وحدة فلسطينية تحت إدارة فلسطينية، ودعم دولي لحماية الحقوق الوطنية، بعيدًا عن الحسابات الأميركية الإسرائيلية التي لا تأخذ بعين الاعتبار إلا مصالح الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا