آخر الأخبار

سكان غزة يخشون "حربا جديدة" وسط طبول حرب لهجوم إسرائيلي وشيك

شارك

( CNN )-- تُقرع طبول الحرب على أعتاب مدينة غزة. ويخشى سكان أكبر مدينة في شمال غزة، المكتظة بالسكان المحليين واللاجئين، أن الساعات تدقّ قبل هجوم إسرائيلي وشيك.

تجمع العشرات الخميس وسط مباني المدينة المنكوبة بالحرب في احتجاج صغير لكنه حازم، رافضين مغادرة منازلهم قبل الهجوم الإسرائيلي الواسع، ودعا البعض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التدخل.

وخوفًا من المزيد من النزوح وتصاعد القصف، خرج الرجال والنساء والأطفال إلى الشوارع، رافعين الأعلام الفلسطينية، حاملين لافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية" و"غزة تموت".

وقال رجل فلسطيني في الميكروفون: "نوجه نداءً أخيرًا للعالم أجمع: أوقفوا الحرب، لا للتهجير". وأضاف: "نقول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إذا كنتَ مهتمًا بجائزة نوبل للسلام، فعليكَ إيقاف جميع الحروب في العالم، بدءًا من الحرب على قطاع غزة، التي أودت بحياة آلافٍ من شعبنا الفلسطيني خلال العامين الماضيين".

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخميس، إلى أنه سيوافق على خطة عسكرية للسيطرة على مدينة غزة. وكان رئيس الوزراء قد أمر بتقصير الجدول الزمني الأولي للخطة في اليوم السابق.

وقال نتنياهو في خطابٍ مُصوَّر: "نحن في مرحلة اتخاذ القرار. جئتُ اليوم إلى فرقة غزة للموافقة على الخطط التي عرضها (جيش الدفاع الإسرائيلي) عليّ وعلى وزير الدفاع للسيطرة على مدينة غزة وهزيمة حماس".

وأضاف نتنياهو أنه أصدر تعليماتٍ "ببدء مفاوضات فورية" لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة و"إنهاء الحرب بشروطٍ مقبولةٍ لدى إسرائيل".

سيتطلب الاستيلاء على أكبر مدينة في شمال غزة، التي وصفها نتنياهو بأنها أحد آخر معاقل حماس، واحتلالها، من الجيش استقدام 60 ألف جندي احتياطي إضافي وتمديد خدمة 20 ألف جندي آخرين، بالإضافة إلى أولئك الذين تم استدعاؤهم بالفعل.

مصدر الصورة مركبات عسكرية إسرائيلية متمركزة على طول الحدود مع قطاع غزة في 21 أغسطس/آب 2025. Credit: JACK GUEZ/AFP via Getty Images

أثارت الخطة إدانة متزايدة على الصعيدين الدولي والمحلي، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية وأزمة الجوع المتفاقمة أصلاً في غزة، وتعرض حياة الرهائن المتبقين للخطر جراء العملية العسكرية الموسعة.

يرفض محمد حمد، وهو متظاهر نزح عدة مرات، مغادرة مدينة غزة. وقال لشبكة CNN : "إذا غادرنا غزة، فلن نعود إليها مرة أخرى. نقول للعالم لا للتهجير. نقول للعالم إنه يجب ألا نغادر مدينة غزة، لأن رحيلنا يعني دقّ المسمار الأخير في نعش وجودنا في غزة".

وقال زكريا بكر، وهو نازح فلسطيني يقيم في مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة، إنه يعتقد أن التهجير القسري القادم سيكون "تحت النار".

وقال بكر لشبكة CNN : "سيرتكبون مجازر، ويقصفون المنازل فوق رؤوس أصحابها لإرسال رسائل إرهاب وترهيب لإجبار الناس على الرحيل". وأضاف: "في الوقت نفسه، سيحاصرون مدينة غزة ويمنعون دخول الطعام".

وأضاف بكر أنه غير متأكد مما إذا كان سيبقى على قيد الحياة بحلول الوقت الذي يحاول فيه المغادرة، قائلاً إنه خائف مما هو آت.

وقال مصدر إسرائيلي إن الجيش سيمنح الفلسطينيين مهلة شهرين تقريبًا لإخلاء المنطقة المكتظة بالسكان قبل بدء الهجوم، وحدد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو الذكرى السنوية الثانية للحرب، موعدًا نهائيًا.

بداية حرب جديدة

ويقول أحمد العجلة، وهو محامٍ يبلغ من العمر 38 عامًا من حي الزيتون بمدينة غزة، إنه لا مكان يلجأ إليه سكان المدينة إذا شردت إسرائيل سكانها قسرًا، فالخيام بالفعل "متراكمة فوق بعضها".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه حذر المسؤولين الطبيين ومنظمات الإغاثة الدولية في شمال غزة من التخطيط لإجلاء جماعي، وكان قد صرح سابقًا بأنه سيزود الفلسطينيين بالخيام قبل نقلهم.

وقالت جمعية العون الطبي للفلسطينيين ( MAP )، الخميس، إن السلطات الإسرائيلية تستعد لتهجير حوالي 800 ألف فلسطيني قسرًا إلى جنوب القطاع، محذرة من أنه "من المرجح أن يُحرم جميع سكان مدينة غزة من الرعاية الصحية أو يُدمروا بالكامل".

مصدر الصورة فلسطينيون يهرعون للاحتماء بينما تصاعد الدخان بعد غارة إسرائيلية على مبنى في جباليا شمال قطاع غزة في 20 أغسطس/آب 2025. Credit: BASHAR TALEB/AFP via Getty Images

وأكد كثيرون في غزة أن شدة القصف على مدينة غزة قد ازدادت في الأيام الأخيرة.

وقال إسماعيل زايدة، وهو فلسطيني يقيم في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، إن الوضع "يبدو وكأنه بداية حرب جديدة".

في هذه الأثناء، ألحقت غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين في دير البلح، وسط قطاع غزة، دمارًا هائلًا بما كان ملاذًا للكثيرين، والذي كان من المرجح أن يلجأ إليه بعض النازحين من مدينة غزة عند بدء الهجوم الإسرائيلي الجديد.

وقال فلسطينيون في المخيم إنهم تلقوا مكالمات هاتفية من الجيش الإسرائيلي تأمرهم بإخلاء المخيم قبل قصفه. وقالوا لشبكة CNN إنهم لم يكونوا يعلمون أن الغارة ستدمر مخيمهم بالكامل، مضيفين أنهم الآن لا يملكون مكانًا يذهبون إليه سوى الخروج إلى الشوارع.

وأظهرت لقطات لـ CNN الغارة الهائلة على المخيم، حيث تصاعد الدخان من مكان الحادث بينما فر الناس من الشظايا. وصلت قوات الدفاع المدني لتجد الخيام المؤقتة مشتعلة، وأكوامًا من الأمتعة المدمرة مدفونة تحت الأنقاض.

مصدر الصورة نازحون فلسطينيون يتجمعون حول حفرة ناجمة عن ضربة إسرائيلية، في مخيم للنازحين في دير البلح، وسط قطاع غزة، في 21 أغسطس/آب 2025. Credit: EYAD BABA/AFP via Getty Images

وقال وليد أبو مساعد، أحد سكان المخيم، لـ CNN وهو يشاهد الدمار: "لم يبقَ شيء، لا خيمة مؤقتة واحدة ولا أي شيء، كل ما كنا نعيش به هنا اختفى، لم يعد لدينا ما نعيش فيه".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "ردًا على هجمات حماس الوحشية، يعمل جيش الدفاع الإسرائيلي على تفكيك القدرات العسكرية لحماس".

وأضاف: "على النقيض تمامًا من هجمات حماس المتعمدة على الرجال والنساء والأطفال الإسرائيليين، يلتزم جيش الدفاع الإسرائيلي بالقانون الدولي ويتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار المدنية".

وقامت امرأتان نازحتان، نسرين ورنين، بتفتيش الأنقاض بحثًا عن ما تبقى من ممتلكاتهما.

وقالت رنين إن الجيش الإسرائيلي أمهل السكان 30 دقيقة لإخلاء منازلهم، وبعدها شاهدت "حزامًا ناريًا" يسقط على المخيم، ويدمره بالكامل.

وجدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوته لوقف إطلاق النار، الخميس، قائلاً إنه "سيجنبنا الموت والدمار الهائلين اللذين ستسببهما أي عملية عسكرية ضد مدينة غزة حتمًا".

سي ان ان المصدر: سي ان ان
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا