في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
واشنطن- تتزايد شكوك خبراء أميركيين بشأن إمكانية عقد القمة الثنائية بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ، والتي ينتظر أن تعقبها قمة ثلاثية تجمعهم بالرئيس الأميركي دونالد ترامب .
ورغم تأكيد البيت الأبيض بدء خطوات عقد القمة، لم يعط الجانب الروسي أي إشارة إلى أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع ثنائي أو ثلاثي مع أوكرانيا و الولايات المتحدة .
وقال ترامب في تغريدة على منصة تروث سوشيال أثناء انعقاد قمة واشنطن إنه اتصل بالرئيس الروسي، وإن الترتيبات لعقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي في مكان سيحدد لاحقا قد بدأت، وأضاف أنه سينضم إلى الزعيمين بعد ذلك إن سارت الأمور على ما يرام.
ويقول البيت الأبيض إن خطط اجتماع بوتين وزيلينسكي "جارية"، وأكدت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، كارولين ليفينت ، يوم الثلاثاء، أن خطط عقد اجتماع ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني جارية الآن، مع مناقشة العديد من الخيارات والبدائل.
وقالت ليفيت إن الزعيمين "أعربا عن استعدادهما للجلوس مع بعضهما، ومن ثم فإن فريق الأمن القومي لدينا سيساعد كلا البلدين على القيام بذلك".
وعند سؤالها عن كيفية تحول الاجتماع الثنائي إلى قمة ثلاثية، قالت ليفيت إنها كانت فكرة تطورت في سياق محادثات الرئيس ترامب مع بوتين وزيلينسكي والقادة الأوروبيين، مشيرة إلى أن "الجميع يتفقون على أن هذه خطوة أولى عظيمة".
وأضافت أن ترامب "موافق" على فكرة عقد اجتماع ثنائي من دون وجود أميركي، وأنه يرى أن "هناك نقاط خلاف في هذه الحرب يجب مناقشتها واتخاذ قرار بشأنها من قبل هذين البلدين. وهكذا، فهو يريد من هذين البلدين الانخراط في دبلوماسية مباشرة".
في غضون ذلك، أكد ترامب أن بلاده لن ترسل قوات إلى كييف في إطار أي اتفاق محتمل، لكنها قد تقدم دعما جويا.
واستبقت تصريحات ترامب اجتماع رؤساء الأركان الافتراضي لدول حلف شمال الأطلسي ( الناتو )، أمس الأربعاء، الذي بحث ملف أوكرانيا في ضوء التطورات السياسية باتجاه جهود وقف الحرب بعد قمتي ألاسكا وواشنطن.
وتباحث المسؤولون العسكريون خيارات الضمانات الأمنية التي تطالب بها أوكرانيا في إطار اتفاق سلام محتمل مع روسيا .
وكانت قمة واشنطن بين الرئيس الأميركي وقادة أوروبا قد تطرقت إلى فكرة الضمانات الأمنية لأوكرانيا خاصة ما يتعلق منها بموافقة ترامب على تقديم دعم عسكري للمساعدة في تأمين أوكرانيا في حال انتهاء الحرب، وهو ما رحب به الأوكرانيون والأوروبيون.
ويدرك القادة الأوروبيون أن بوتين لا يريد مقابلة زيلينسكي وأنه لن يسمح للقوات الغربية بالدخول إلى أوكرانيا، لكنهم يعبرون عن تفاؤلهم بأن هذه الأشياء يمكن أن تحدث تحت ضغط الرئيس ترامب الشخصي على بوتين.
وللموافقة على اتفاق سلام مع روسيا تخسر معه أوكرانيا بعض أراضيها، والتي قدرها خبراء بما لا يقل عن 20% من مساحتها، تريد كييف ضمانات أمنية تضمن عدم تعرضها لأي غزو روسي مستقبلي، وتمكنها من ردع أي هجمات مستقبلية من قبل الجيش الروسي .
من جانبه، أقرّ الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي، ماثيو والين، بعدم وضوح ما يقصد بالترتيبات الأمنية الخاصة بأوكرانيا.
وقال في حديث للجزيرة نت "لا نعرف حقا ما يعنيه هذا حتى الآن. لم يتم الإعلان عن أي من تفاصيل هذه الجزئية منذ انتهاء الاجتماع حتى الآن".
وأعرب عن اعتقاده بأن ترامب لا يريد إشراك القوات الأميركية بشكل مباشر على الأرض في أوكرانيا، وقد أكد ذلك بنفسه، مضيفا "ما قيل لا يزيد عن أن الولايات المتحدة قد توفر غطاء جويا، لكن لا توجد تفاصيل متينة. ويؤمن ترامب أن أوكرانيا وأوروبا يجب أن تكون مسؤولية في المقام الأول".
وفي السياق، قال خبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي، للجزيرة نت، إنه "يبدو أن الرئيس الأميركي مستعد لدعم الضمانات الأمنية الأوروبية لأوكرانيا بشكل مباشر، والتي قد تشهد حتى قوات من دول الناتو الأوروبية متمركزة على الأرض في أوكرانيا".
وأضاف أن ذلك يمكن أن يشمل دعم القيادة والتحكم والاتصالات والخدمات اللوجستية وخاصة الاستخبارات، وقال "لا أتوقع من الولايات المتحدة أن تلتزم بقوات قتالية أو طائرات مقاتلة أو أن تتولى قيادة هذه القوة الأوروبية".
ورجح الخبير الأميركي أن يتجنب الرئيس ترامب أي شيء قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع عسكري مع روسيا حول أوكرانيا.
وتابع أن من المرجح ألا تردع الضمانات الأمنية الأوروبية من دون دعم من القوات المقاتلة الأميركية بوتين، "لأن أوروبا ببساطة تفتقر إلى القوة العسكرية للقيام بذلك. ومن ثم، قد يؤدي ذلك إلى حرب أوروبية كبرى في حالة تجدد العدوان الروسي".
وعن الظروف التي قد تدفع ترامب إلى نشر قوات في أوكرانيا، قال بوستزتاي: "أنا متأكد جدا من أن الولايات المتحدة لن تنشر قوات على الأرض لمهمة سلام نهائية في أوكرانيا تحت أي ظرف من الظروف".
وقال إن خطر انجرار القوات الأميركية إلى مواجهة مسلحة، ليس بالضرورة مع القوات الروسية النظامية، ولكن ربما مع الجماعات المسلحة غير النظامية من روسيا مرتفع للغاية. قد يخرج هذا عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة".
ويعتقد بوستزتاي أن من غير المرجح أن توافق روسيا على نشر القوات الأوروبية في أوكرانيا على أي حال، "فبالنسبة لهم إن قوات الناتو أو القوات من دولة الناتو في أوكرانيا أمر محظور، لكن من وجهة نظري هذا لا يهم حقا. إن الضمان الأمني الأفضل والأكثر مصداقية والأكثر موثوقية لأوكرانيا هو وقف لإطلاق النار يتبعه التعبئة السريعة للقوات المسلحة الأوكرانية القوية والمجهزة بشكل حديث".
ويدرك المعلقون الأميركيون أنه لن يكون من السهل جمع الرئيسين بوتين وزيلينسكي في غرفة معا، لكن التوسط في وقف إطلاق النار على طريق سلام دائم يردع روسيا عن غزو أوكرانيا سيكون تحديا دبلوماسيا كبيرا لا يدرك ترامب حجم وصعوبة الوصول إليه.
وستكون هناك أسئلة عما إذا كان ينبغي تجميد الخطوط الأمامية في مناطق أخرى من أوكرانيا، وما دور الدول الأوروبية على طاولة المفاوضات أو في قوة طمأنينة تحمي كييف على المدى الطويل، وما الضمانات الأمنية من أوروبا والولايات المتحدة التي يريدها زيلينسكي والتي يمكن لبوتين قبولها.
ويخلص الخبراء إلى أن ما قام به ترامب رفع سقف التوقعات الأوروبية بقدرته على وقف القتال والتوصل إلى اتفاقية سلام دائمة بين كييف و موسكو ، لكن ذلك يعد اختبارا صنعه بنفسه، وسيدرك حجم صعوبته خلال الأيام القليلة المقبلة.