آخر الأخبار

"مدارس الأزواج" في السنغال تهدف إلى تغيير الأدوار الجندرية

شارك

في إحدى الأمسيات في العاصمة السنغالية دكار، شرح الإمام إبراهيم ديان لمجموعة من الرجال سبب وجوب انخراطهم بشكل أكبر في الأعمال المنزلية.

قال ديان، البالغ من العمر 53 عاما "الرسول نفسه (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الرجل الذي لا يساعد زوجته وأطفاله ليس بمسلم صالح"، وذلك أثناء حديثه عن استحمام طفله ومساعدته لزوجته في المهام المنزلية الأخرى.

ضحك بعض الرجال، غير مقتنعين تماما، بينما صفق آخرون.

مصدر الصورة المصلّون يدخلون المسجد الكبير في نيتي مبار الواقع في حي تياروي بضواحي العاصمة دكار(أسوشيتد برس)

كان ديان يشارك في "مدرسة الأزواج"، وهي مبادرة مدعومة من الأمم المتحدة، يتعلّم فيها رجال يحظون بالاحترام المجتمعي مفاهيم "الذكورة الإيجابية" في ما يتعلق بالقضايا الصحية والاجتماعية، ويقومون بنشر هذه المفاهيم داخل مجتمعاتهم.

في السنغال، كما هو الحال في العديد من دول غرب أفريقيا ذات الكثافة السكانية الريفية أو المحافظة، غالبا ما تكون الكلمة الأخيرة للرجال في القرارات الأسرية الكبرى، بما في ذلك تلك المتعلقة بالصحة.

مصدر الصورة أُطلق البرنامج في السنغال عام 2011، لكنه جذب في السنوات الأخيرة اهتمام وزارة المرأة والأسرة والنوع وحماية الطفل (الأوروبية)

قد تحتاج النساء إلى إذن أزواجهن لاتخاذ قرارات مصيرية، مثل الحصول على خدمات تنظيم الأسرة أو خدمات الصحة الإنجابية الأخرى، وكذلك الولادة في المستشفيات أو تلقي الرعاية السابقة للولادة.

مصدر الصورة التجارة تنشط بمحيط المسجد الكبير في نيتي مبار (أسوشيتد برس)

بعد التحاقه بمدرسة الأزواج، بدأ ديان يُلقي خطبا منتظمة خلال صلاة الجمعة، يناقش فيها قضايا النوع الاجتماعي والصحة الإنجابية، من العنف القائم على النوع إلى مكافحة الوصمة المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية.

قال ديان "الكثير من النساء يُثنين على خطبي"، وأضاف "يقلن إن سلوك أزواجهن تغيّر منذ حضورهم لها".

إعلان

كما أشار إلى أن بعض الرجال أخبروه أن هذه الخطب ألهمتهم ليكونوا أزواجا وآباء أكثر اهتماما ورعاية.

مصدر الصورة المصلّون يستمعون للإمام إبراهيم ديان أبرز الداعين لإنهاء العنف ضد المرأة في مسجد بنيتي مبار (أسوشيتد برس)

أُطلق البرنامج في السنغال عام 2011، لكنه جذب في السنوات الأخيرة اهتمام وزارة المرأة والأسرة والنوع وحماية الطفل، التي تعتبره إستراتيجية فعالة لمكافحة وفيات الأمهات والأطفال.

قالت عايدة ديوف، وهي عاملة صحية تبلغ من العمر 54 عاما وتتعاون مع البرنامج "من دون إشراك الرجال، لن تتغير المواقف تجاه صحة الأم". وأوضحت أن العديد من الأزواج يفضلون ألا تُعالج زوجاتهم على يد عاملين صحيين من الذكور.

كما ركزت النقاشات المخصصة للرجال على حقوق الفتيات، والمساواة، والآثار الضارة لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.

ويعمل البرنامج حاليا في ما لا يقل عن 20 مدرسة في أنحاء السنغال، وقد تم تدريب أكثر من 300 رجل.

مصدر الصورة حركة التجّار بجوار المسجد الكبير في نيتي مبار بحي تياروي بضواحي دكار (أسوشيتد برس)

في بعض المجتمعات، أصبح رجال كانوا يُكرّسون الأعراف الذكورية يروّجون اليوم للمساواة الجندرية، وهو تحول أدى إلى انخفاض عدد الزيجات القسرية، وزيادة تقبّل تنظيم الأسرة، وفقا لوزارة النوع السنغالية.

ينضم الرجال إلى هذه المجموعات بعد اختيارهم بناء على الثقة والقيادة والالتزام. ويُشترط أن يكون المرشحون متزوجين، ويحظون بالاحترام المحلي، ويدعمون صحة النساء وحقوقهن.

بعد التدريب، يعمل هؤلاء الرجال كمثقفين، يزورون المنازل ويعقدون جلسات نقاش غير رسمية.

الإمام إبراهيم ديان (يسار) يتحاور مع الحاج مالك، منسق برنامج "مدرسة الأزواج" بمسجد بنيتي مبار (أسوشيتد برس)

ورغم انخفاض معدلات وفيات الأمهات والأطفال في السنغال خلال العقد الماضي، فإن الخبراء يؤكدون أن الطريق لا يزال طويلا.

فقد سجلت البلاد 237 حالة وفاة للأمهات لكل 100 ألف ولادة حية في عام 2023، ووفاة 21 مولودا من كل ألف خلال الشهر الأول.

وتطمح الأمم المتحدة إلى خفض هذه الأرقام إلى 70 و12 على التوالي بحلول عام 2030.

قال الحاج مالك، أحد منسقي البرنامج "من خلال تثقيف الرجال حول أهمية دعم زوجاتهم أثناء الحمل، وأخذهن إلى المستشفى، والمساعدة في الأعمال المنزلية، فإننا نحمي صحة الناس".

وأشار إلى أنه لا يزال يواجه صعوبات في تغيير بعض المواقف.

وأضاف "لكن عندما نُركّز على حق النساء في الصحة، فإننا نُضفي بُعدا إنسانيا على المفهوم، فيصبح عالميا".

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا