في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
غزة – في الوقت الذي صادق فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير على خطط احتلال مدينة غزة ، تبرز تحديات ميدانية أمام تنفيذ العملية التي وصفها زامير خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر " الكابينت " بالفخ الإستراتيجي، لأنها ستنهك الجيش لسنوات، وتعرّض حياة الأسرى للخطر.
ومع توقع الجيش الإسرائيلي أن يستغرق احتلال مدينة غزة 4 أشهر، تزداد الخشية في الأوساط الأمنية من حجم الخسائر التي سيتكبدها جنوده، بعد مقتل ما يقرب من 900 عسكري منذ 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023، بينهم 454 لقوا حتفهم خلال العمليات البرية داخل قطاع غزة.
ويثير حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- عن "خطة الحسم" التساؤل حول قدرة جيشه على تحمل التكلفة التي سيدفعها مقابل ذلك، بعدما أخفق في تحقيق أهداف العمليات العسكرية على مدار 23 شهرا من الحرب.
وتكشف المناورات البرية للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة عن تكبده خسائر غير متوقعة، سيما مع تكرار إعلانه مع انتهاء كل عملية عسكرية عن تمكنه من القضاء على قدرات المقاومة.
ففي بداية العام الحالي أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 56 جنديا خلال عملية " خطة الجنرالات "، التي هدفت لتهجير سكان محافظة شمال غزة، رغم أنها كانت العملية البرية الثالثة للجيش في تلك المناطق منذ بداية الحرب.
كما أعلن مقتل أكثر من 55 جنديا خلال معاركه داخل مدينة رفح ، التي بدأ احتلالها مطلع مايو/أيار 2024، فيما كبدته عملية " مركبات جدعون " الأخيرة أكثر من 40 قتيلا، رغم أنها لم تحقق مكاسب ميدانية توازي كلفتها، وانتهت بانتكاسات إعلامية أضعفت صورة الجيش.
وفي السياق، يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني ياسر أبوهين أن أرقام القتلى المعلن في صفوف الجيش الإسرائيلي على مدار نحو عامين من الحرب، يدلل على صعوبة الحسم السريع للمعركة بما يحقق الأهداف التي يريدها نتنياهو، وقد تجر عملية احتلال مدينة غزة الجيش إلى عملية استنزاف طويلة بلا غطاء بشري كاف، وهو ما يحاول قادة المنظومة الأمنية تجنبه.
ويستشهد أبو هين، في حديثه للجزيرة نت، بما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي عن دراسة الجيش التوجه إلى الجاليات اليهودية في الخارج لتشجيع تجنيد شبّان يهود من خارج البلاد إلى صفوفه، بسبب النقص الحاد في الجنود، والمقدر بين 10 و12 ألف جندي، مع عدم تجنيد اليهود المتدينين " الحريديم "، مما يدفع الجيش لمحاولة استغلال كل إمكانية أخرى لملء الصفوف من جديد.
ويرى أبو هين أن قرار احتلال غزة يتزامن مع معاناة جيش الاحتلال من أزمات متعددة ستدفع المؤسسة العسكرية للبحث عن بدائل وخيارات لتقليل آثار هذه التحديات، تكمن في:
ورغم كل محاولات الجيش لتعويض خسائره في المعركة، بعدما لم ينصع نتنياهو لتحذيرات رئيس أركانه من الإقدام على احتلال غزة، يُرجِّح الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن تكلفة العملية ستكون مرتفعة جدا على الجيش الإسرائيلي، سواء على صعيد فقدانه المزيد من الجنود على أرض المعركة، أو التبعات المالية التي ستستنزف خزينة الحكومة الإسرائيلية في ظل تراجع الدعم الغربي للحرب على غزة.
ومع أن الاحتلال يستخدم سياسة القتل الجماعي والأرض المحروقة في تدمير المناطق السكنية قبل الدخول إليها، فإن القرا يقول للجزيرة نت إن هناك أسبابا ستؤدي لإنهاك الجيش داخل قطاع غزة وتكبده خسائر أكثر، تكمن في:
ويشار إلى أن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أعد دراسة قال فيها إن "احتلال قطاع غزة من جديد سيكون باهظ التكلفة من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية".
وحسب التقديرات، فإن إسرائيل ستضطر لإنفاق ما يتراوح بين 16 و18 مليار شيكل سنويا (نحو 4.5 إلى 5 مليارات دولار) إذا قررت إعادة احتلال القطاع بالكامل.
وتشمل هذه التكاليف نشر 3 إلى 4 فرق عسكرية ميدانية، وتأمين شبكة مواصلات، وتعزيز البنية التحتية الأمنية، إضافة إلى الأعباء غير المباشرة على الاقتصاد.