القدس المحتلة ـ أقر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال إيال زامير مساء أمس الأحد خطة احتلال شاملة لمدينة غزة خلال اجتماع خاص جمعه مع قادة المنطقة الجنوبية وكبار ضباط هيئة الأركان، وسط تقديرات بأن العملية العسكرية ستستمر نحو 4 أشهر متواصلة بهدف السيطرة الكاملة على المدينة ومحيطها.
ومن المقرر أن يعرض زامير الخطة العملياتية لاحتلال غزة، والتي تمت مناقشتها وإقرارها مبدئيا في جلسة فرقة غزة ، على وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للموافقة النهائية يوم الثلاثاء أو الأربعاء، قبل رفعها لاحقا إلى المجلس الوزاري المصغر ( الكابينت ) للمصادقة عليها.
وشارك في الاجتماع أيضا مسؤولون عن ملف المختطفين الإسرائيليين، في محاولة لتقليل المخاطر التي قد تهدد حياتهم خلال العمليات العسكرية، وسط تقديرات تشير إلى وجود بعضهم داخل المدينة.
وتحتاج الخطة، بحسب خبراء، إلى تعديلات إضافية قبل الشروع في عملية الإخلاء، حيث يعتزم الجيش حشد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لتعويض الجنود النظاميين في ساحات القتال المختلفة وقيادة العمليات داخل المدينة.
ورغم موافقة زامير على الخطة، لا تزال هناك خلافات قائمة بين القيادة السياسية وكبار ضباط الجيش حول المخاطر التي قد يتعرض لها المختطفون الإسرائيليون، بالإضافة إلى إرهاق الجنود بعد عامين من القتال المستمر. وبناء على طلب أميركي، ستعرض تل أبيب على واشنطن مقترحا لإجلاء سكان غزة قبل بدء التوغل البري.
تقسم خطة احتلال غزة إلى أربع مراحل رئيسية، بحسب ما أعده الجيش الإسرائيلي:
واستعرض يوسي يهوشع المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" التحديات الكبرى التي تواجه الجيش في تنفيذ العمليات داخل غزة، موضحا أن تهجير نحو مليون مواطن يشكل "تحديا صعبا للغاية"، خاصة مع تدمير نحو 75% من المباني في القطاع وإمكانيات محدودة لنقل النازحين إلى جنوبه.
ويتوقع الجيش أن تعيق حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) المخطط الإسرائيلي، خاصة بعد إعادة إعمار مواقعها وتطوير مواقع دفاعية جديدة خلال فترة عدم التوغل، إضافة إلى تعقيدات التعامل مع شبكة الأنفاق داخل المدينة، والتي تعتبر حيوية لتحقيق أهداف الاحتلال دون تعريض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
في إطار التحضيرات، حسب الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة معظم قواته من قطاع غزة ، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية ، مع بقاء خمسة ألوية فقط، أي نحو ثلث القوات المشاركة سابقا في عملية " عربات جدعون ".
ويهدف هذا التراجع إلى منح الجنود والضباط فترة راحة وإعادة تأهيل بعد خوضهم قتالا متواصلا، إضافة إلى تدريب الألوية على الخطط الجديدة وتجهيز المعدات الهندسية والعسكرية اللازمة.
كما يسعى جيش الاحتلال إلى تقليص الاعتماد على قوات الاحتياط لضمان مشاركة أكبر للقوات النظامية في المراحل الأساسية للعمليات، واستدعاء نحو 100 ألف جندي احتياط لتعزيز قدرات الجيش خلال عملية الاحتلال، بما يضمن إعادة الهيكلة والتحضير للمرحلة الأكثر حساسية من العملية مع تقليل المخاطر على الجنود والمعدات.
أكد رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب مايكل ميلشتاين أن نهج إسرائيل في غزة لا يرتبط فقط بصدمة أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل يشمل اعتبارات سياسية وأيديولوجية تسعى الحكومة من خلالها لإقناع الرأي العام بعدالة خطواتها، رغم التكاليف الباهظة وعدم وضوح النتائج المثالية، بما في ذلك القضاء على حماس وإطلاق سراح الرهائن في الوقت نفسه.
ويشير ميلشتاين إلى أن الاحتلال الجزئي أو الكامل لغزة سيكون عملية معقدة للغاية، وسط حرب استنزاف قد تؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية، لاسيما مع التهديد الإيراني المحتمل، مع استمرار تأثيرها المباشر على حياة المدنيين في القطاع.