آخر الأخبار

كاتبة فرنسية: التجويع سلاح حرب في السودان كما في غزة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قالت الكاتبة "مايليس دو دي"، في تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، إن الأزمة الغذائية غير المسبوقة في السودان تفاقمت منذ بداية العام الجاري، مؤكدة أن الأطراف المتنازعة تستغل التجويع كسلاح لتحقيق أهدافها، تماما مثلما تفعل إسرائيل في قطاع غزة .

وأوضحت الكاتبة أن المدنيين يدفعون ثمنا باهظا منذ اندلاع الصراع في أبريل/نيسان 2023 بين مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والقوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان ، حيث أجبرت الحرب ملايين السودانيين على النزوح والتنقل بين المخيمات.

وينتهج طرفا الصراع -وفقا للكاتبة- سياسة الأرض المحروقة للسيطرة على المدن، كما أنهما أصبحا يستخدمان التجويع كأداة من أدوات الحرب، على غرار ما يشهده قطاع غزة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 28 يوليو/تموز الماضي خلال قمة الأمم المتحدة للأمن الغذائي التي استضافتها إثيوبيا، إن "النزاعات تفاقم المجاعة في غزة والسودان وأماكن أخرى، ولا ينبغي مطلقا قبول استخدام الجوع كسلاح حرب".

أكبر أزمة غذائية في العالم

ونقلت الكاتبة عن روب فوس، مدير الأسواق والتجارة والمؤسسات في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية قوله: "لقد تدهورت الأوضاع إلى حد نعتبر فيه اليوم أن السودان يواجه أخطر أزمة غذائية في العالم، حيث يعاني أكثر من 20 مليون إنسان من انعدام الأمن الغذائي الحاد".

ومع توقف عجلة الاقتصاد ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص، أصبح السودانيون يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتهم الغذائية، غير أن المنظمات الدولية تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى المناطق النائية والمعزولة.

وتوضح جوستين بيكيمال، المديرة الإقليمية لمنظمة "التضامن الدولية" أنه "في السابق، كانت هناك طرق تجارية رئيسية بين دارفور و تشاد ، لكن منذ اندلاع النزاع لم يعد التجار يمرون إلا عبر منفذ حدودي واحد. وإيصال المواد الغذائية يستغرق أسابيع، ومع طول المسار والزمن المطلوب، ترتفع تكاليف القوافل الغذائية إلى مستويات باهظة".

مجاعة من المستوى الخامس

ووفقا لمعايير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن إعلان حالة مجاعة من المستوى الخامس في منطقة محددة يعني معاناة 20% على الأقل من العائلات من نقص حاد في الغذاء، ومعاناة 30% من الأطفال من سوء تغذية حاد، بالإضافة إلى وفاة أكثر من شخصين بالغين أو 4 أطفال لكل 10 آلاف نسمة يوميا بسبب المجاعة أو بسبب التفاعل بين سوء التغذية والأمراض، وهو الواقع الذي تعيشه المناطق التي تشهد أعنف المعارك في السودان حاليا، وفقا للكاتبة.

إعلان

تُدين جوستين بيكيمال هذا الوضع قائلة: "من خلال فرض حالة حصار دائم، كما هو الحال في مدينة الفاشر ، وقطع جميع طرق النقل التي تسمح بإيصال الغذاء، نواجه في الواقع احتجازا للسكان كرهائن. هذه أساليب تُستخدم بشكل غير مباشر لقتل الناس".

وتضيف: "لا يُسمح بدخول أو خروج أي شخص، بينما يتصرف المقاتلون المسيطرون على نقاط التفتيش بعنف شديد على الطرق المؤدية إلى المدينة".

وفقا لشهادات نقلتها منظمات غير حكومية ونشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اضطرت العديد من العائلات إلى تناول طعام مخصص للماشية

طعام مخصص للماشية

وذكرت الكاتبة أن برنامج الأغذية العالمي لم يتمكن من إيصال أي قافلة مساعدات إنسانية إلى الفاشر منذ بداية الحصار، وقد شهدت أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفاعا غير مسبوق، حيث تجاوز سعر القمح في المدينة متوسط الأسعار في باقي أنحاء السودان بنسبة 460%.

ووفقا لشهادات نقلتها منظمات غير حكومية ونشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اضطرت العديد من العائلات إلى تناول طعام مخصص للماشية.

وحسب الكاتبة، سُجل مستوى مماثل من المجاعة منذ أبريل/نيسان 2024 في مناطق شمال وجنوب دارفور، وفي كردفان الغربية والجنوبية، ومنطقة الجزيرة، وكذلك في ضواحي العاصمة الخرطوم .

منع وصول المساعدات

ترى الكاتبة أن طرفي الصراع في السودان يتحملان المسؤولية المباشرة عن الأزمة الغذائية الحادة التي تشهدها البلاد، موضحة أن من بين الحوادث التي رُصدت في هذا الإطار هجوم شنته قوات الدعم السريع على قافلة تضم 15 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسيف في 2 يونيو/حزيران الماضي.

وفي هذا الصدد، يقول روب فوس: "تم تدمير البنى التحتية في العديد من المناطق، لذلك أصبح من الصعب جدا الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون بشكل عاجل إلى الغذاء. وحتى عندما تنجح القوافل في المرور، فإن نقص إمدادات المياه والطاقة يمنع المستفيدين من المساعدات من طهي المواد الغذائية الموزعة".

ووفقا لإحصاءات اليونيسيف، تلقى أكثر من 40 ألف طفل في شمال دارفور العلاج من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، وهو ضعف عدد الأطفال الذين تم علاجهم في الفترة نفسها من عام 2024.

وفي 27 يونيو/حزيران، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه تواصل مع القائدين المتحاربين في محاولة للتوصل إلى هدنة، وقد رد عبد الفتاح البرهان بالموافقة، فيما لم يتلقَّ الأمين العام ردا من حميدتي.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا