في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
على وقع قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، احتلال قطاع غزة، أكد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أن الخطوة الإسرائيلية ستجعل الفلسطينيين يهاجرون قسراً خارج أرضهم بفعل موقف تل أبيب الذي يعرض الأرواح للخطر.
وأمل المسؤول الفلسطيني في حديثه لـ"العربية.نت" أن تتجاوز ردود الفعل الشعبية المنددة للحرب على غزة في شوارع تل أبيب، إلى "الاتجاه بالتفكير في نشوء تيار كاسح داخل المجتمع الإسرائيلي لكي يلتف حول خيارات السلام وإنهاء الاحتلال، والانسحاب من الأرضي الفلسطينية، وإنجاز حل الدولتين"، كما ذكر.
ويصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطوة الإسرائيلية بأنها "قرار خطير" اتخذته حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه إلى الجنوب، هو جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية في الضفة بما فيها القدس"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
وتحمل تفاعلات قرار الاحتلال على غزة ردود فعل منددة، إذ نددت السعودية بأقوى وأشد العبارات بقرار الاحتلال الإسرائيلي، كما دانت بشكل قاطع إمعانها في ارتکاب جرائم التجويع والممارسات الوحشية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، وفقاً لما ذكرته وزارة الخارجية السعودية. وقالت السعودية في بيانها: "إن الأفكار والقرارات اللاإنسانية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلية دون رادع، تؤكد مجدداً أنها لا تستوعب الارتباط الوجداني والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بهذه الأرض"، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني صاحب حق فيها، استناداً للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية.
ومنذ الإعلان عن خطة نتنياهو بشأن احتلال غزة، ضاعفت السعودية وتيرة اتصالاتها مع قادة دول المنطقة، إذ أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مباحثات مع نظرائه وزراء خارجية تركيا، هاكان فيدان، وألمانيا، يوهان فاديفول، والفرنسي جان نويل بارو، والمصري بدر عبد العاطي، لمناقشة التداعيات الأمنية والإنسانية في القطاع وأهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لوقف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية.
في خضم هذا كله، رأى الباحث السياسي السعودي، الدكتور سالم اليامي أن مضامين البيان السعودي حَملت غضباً، مؤطراً بحالة انتقاد عجز المواقف الدولية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الأدوار المنوطة بمجلس الأمن مثل حفظ الأمن، والسلم الدوليين.
كما أشار إلى أن الممارسات الإسرائيلية تدلل على توافر تصعيد محتمل في المراحل المقبلة ما يغذي انسداد منافذ العمل السياسي السلمي الذي تبذله أطراف إقليمية ودولية منذ اندلاع أحداث ما يُعرف بـ 7 أكتوبر 2023، وفقاً لرأيه. وقال اليامي: إن البيان السعودي الذي ندد بخطوات نتنياهو ليس الوحيد، إذ جاء بالتوازي أيضاً البيان المصري الذي يحمل نفس المضامين ونستطيع أن نقول إن المزاج السياسي العربي في هذه المرحلة يتشكل عبر هذه البيانات والمواقف التي تؤكد أن الممارسات الإسرائيلية تسد كل منافذ الحلول السلمية، وتعيد الصراع إلى مربعاته الأولى في منطقة الشرق الأوسط".
في الوقت ذاته، دانت اللجنة الوزارية العربية – الإسلامية برئاسة السعودية الإعلان الإسرائيلي، معتبرة إياه تصعيداً خطيراً وانتهاكاً للقانون الدولي، مؤكدة أن توجه إسرائيل يعد امتداداً لانتهاكات جسيمة تشمل القتل والتجويع ومحاولات التهجير القسري وضم الأراضي الفلسطينية.
كما شددت اللجنة على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، داعية المجتمع الدولي، خاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى التحرك العاجل لوقف السياسات العدوانية الإسرائيلية، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات التي ترقى لجرائم إبادة، وتنفيذ مخرجات المؤتمر رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية الذي عُقد برئاسة السعودية وفرنسا في نيويورك.
يذكر أنه يرتقب أن يصدر مجلس الوزراء الإسرائيلي بكامل هيئته موافقته، اليوم على خطة احتلال غزة، التي طرحها نتنياهو وأقرها الكابينت المصغر قبل يومين. وتتضمن تفاصيل تلك الخطة استخداما مكثفاً واسعاً للنيران وتنفيذ عمليات قضم لمناطق عدة في مدينة غزة. كما تقضي بـ توزيع مساعدات إنسانية على المدنيين الفلسطينيين خارج مناطق القتال"، وفق ما أفاد سابقا مكتب نتنياهو، ما فسر بحسب مراقبين على أنه خطة لدفع المدنيين إلى خارج مدينة غزة و"تهجيرهم" نحو جنوب القطاع.
كما كشفت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية أن الخطة ستقوم على تطويق مدينة غزة وإجلاء نحو مليون شخص إلى مناطق جديدة ستُنشأ داخل القطاع، مع إقامة 12 نقطة إضافية لتوزيع الطعام.