قُتل موظف وأصيب ثلاثة آخرون، فجر الأحد، جراء قصف إسرائيلي استهدف مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة خان يونس.
وأوضحت الجمعية في بيان صحفي مقتضب، أن "قوات الاحتلال قصفت الطابق الأول من مبنى الجمعية، ما أدى الى استشهاد أحد الموظفين وإصابة ثلاثة آخرين، واشتعال النيران في الطابق".
يأتي ذلك غداة مقتل 37 فلسطينياً على الأقل، فجر السبت، بينهم 14 من منتظري المساعدات، مع استمرار القصف والغارات الجوية على القطاع المدمّر.
وبحسب الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل فقد سقط "5 شهداء ومصابين بينهم حالات خطرة جراء استهداف الاحتلال بالنار تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع المساعدات في شارع صلاح الدين جنوب منطقة جسر وادي غزة" في وسط القطاع.
وفي جنوب القطاع، أكد بصل سقوط "4 شهداء ومصابين بنيران الاحتلال في منطقة الطينة قرب مركز المساعدات في جنوب غرب خان يونس"، إضافة الى ثلاثة "من منتظري المساعدات قرب محور موراغ جنوب خان يونس"، وقتيلين آخرين قرب مركز مساعدات الشاكوش شمال غرب رفح.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)عن مصادر طبية في مستشفيات القطاع، أن "أعداد المرضى والجرحى باتت تفوق القدرة الاستيعابية للمستشفيات، إذ بلغت نسب إشغال الأسرّة في مستشفى الشفاء 240 في المئة، وفي مستشفى الرنتيسي 210 في المئة، وفي مستشفى ناصر 180 في المئة، أما في المستشفى الأهلي العربي فقد بلغت 300 في المئة".
على الصعيد السياسي، أعلنت حركة حماس، السبت، أنها "لن تضع السلاح إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وقالت الحركة في بيان لها إن "المقاومة المسلحة (..) لا يمكن التنازل عنها إلا من خلال استعادة حقوقنا الوطنية بالكامل، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة، والقدس عاصمتها".
وجاءت هذه التصريحات بعد انهيار المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل التي كانت تهدف إلى تأمين هدنة لمدة 60 يوماً في حرب غزة، بالإضافة إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن، حيث انتهت هذه المفاوضات الأسبوع الماضي في طريق مسدود.
ويبدو أن بيان حماس يأتي في سياق تصريحات نقلت عبر الإعلام الإسرائيلي عن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بأن "حركة حماس منفتحة على التخلي عن سلاحها".
والتقى ويتكوف، بعدد من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، في ساحة الرهائن بتل أبيب، وقال إن "معظم الإسرائيليين يريدون عودة الرهائن إلى ديارهم، ومعظم سكان غزة يريدون عودتهم لأنهم يريدون إعادة إعمار غزة".
وزار ويتكوف غزة لمدة تزيد عن خمس ساعات، الجمعة، متعهداً بزيادة المساعدات ونقل صورة واضحة للرئيس ترامب عن الوضع الإنساني.
وتزامنت زيارته مع إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي وتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل.
على صعيد منفصل، شهدت عواصم ومدن أوروبية السبت تظاهرات واسعة دعماً لفلسطين، حيث ندد المشاركون بالعدوان الإسرائيلي وطالبوا بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
صباح السبت، تجمع مئات الأشخاص، وقد ارتدى معظمهم ملابس سوداء، في ساحة بتل أبيب التي بات يطلق عليها "ساحة الرهائن"، وصارت ملتقى عائلات الرهائن والمتظاهرين المطالبين بوقف القتال.
وقال يوتام كوهين، شقيق الرهينة نمرود كوهين، لوكالة فرانس برس "يجب أن تنتهي الحرب. لن تُنهي الحكومة الإسرائيلية الحرب بإرادتها. ... يجب إيقافها... لم يعد هناك وقت".
كما حضر آدم حجاج، قريب الرهينة الألماني الاسرائيلي روم براسلافسكي الذي ظهر في فيديو للجهاد الإسلامي خلال الساعات الماضية.
وقال "لم أستطع مشاهدة ذلك الفيديو أكثر من مرة... لا يمكننا تحمّل أكثر من ذلك، ولا دقيقة واحدة أخرى، دون إعادته".
وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس قد نشرت الجمعة، مقطع فيديو لرهينة إسرائيلي محتجَز في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحمَل الفيديو، ومُدّته نحو دقيقة و20 ثانية، عنوان "يأكلون مما نأكل"، وظهر فيه رهينة بدا مُتعباً ونحيلاً في نفق، يجلس حيناً ويمشي حيناً آخر.
ولم تتمكن "وكالة الصحافة الفرنسية" من التدقيق في صحة المقطع أو تاريخ تسجيله.
فيما نشرت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، الخميس، فيديو لرهينة إسرائيلي آخر، يطالب الحكومة الإسرائيلية بالتحرك للإفراج عنه.
ونددت عائلة رهينة إسرائيلي محتجز في قطاع غزة منذ العام 2023، باستخدامه من قبل حماس في حملة "دعائية"، وذلك بعدما نشرت الحركة مقطع فيديو له لليوم الثاني توالياً.
وقالت عائلة أفيتار دافيد البالغ 24 عاماً: "نحن مجبرون على أن نشاهد ابننا وأخينا الحبيب أفيتار ديفيد وهو يموت جوعاً عمداً وباستهتار في أنفاق حماس في غزة، مدفون حياً بهيكل عظمي".
ونشرت حماس السبت نسخة أطول تمتد حوالي خمس دقائق من مقطع فيديو أفيتار نفسه الذي يظهر فيه الشاب نحيلاً جداً ويقف بصعوبة، في نفق بقطاع غزة.
وقالت العائلة إن "حماس تستخدم ابننا كتجربة حيّة في حملة تجويع دنيئة" معتبرة أن "التجويع المتعمد لابننا جزء من حملة دعائية، هو من أفظع الأفعال التي شهدها العالم".
حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بأن "المعركة ستستمر بلا هوادة" ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، متحدثا أثناء تفقد قواته في القطاع.
وقال زامير في بيان عسكري تلقته وكالة فرانس برس السبت "بتقديري أننا سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائننا. وإلا، فإن المعركة ستستمر بلا هوادة".
وجاء في البيان أن زامير "قام بزيارة ميدانية وبتقييم للوضع" الجمعة في قطاع غزة برفقة عدد من كبار ضباط الجيش.
وأضاف "الحرب متواصلة، وسنكيفها على ضوء الواقع المتبدل بما يخدم مصالحنا" معتبراً أن "الانتصارات التي تحققت تمنحنا مرونة في العمليات".