قُتل 25 فلسطينياً على الأقل من جراء ما وُصف بـ "عمليات قصف وإطلاق نار من جانب الجيش الإسرائيلي" استهدفت منتظري المساعدات في شمال ووسط وجنوبي قطاع غزة، على ما ذكرت مصادر فلسطينية.
وأشارت المصادر، إلى أن من بين القتلى 10 من "عناصر تأمين المساعدات التابعين للعشائر الفلسطينية في شمال غربي غزة"، وكذلك نحو 10 آخرين قرب ما يُعرف بمحور موراغ الواقع بين مدينتي خان يونس ورفح.
وارتفع عدد القتلى في القطاع المدمر منذ فجر الاثنين، إلى 91 شخصاً، بينهم 48 من منتظري المساعدات وطالبيها.
ولم يعقب الجيش الإسرائيلي على الفور على الاتهامات الجديدة لجنوده، باستهداف هؤلاء الأشخاص.
أعلن المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، أن بلاده ستقيم مع الأردن "جسراً جوياً للمساعدات الإنسانية" مع قطاع غزة، بهدف مساعدة سكانه الذين يواجهون "مستويات مقلقة" من سوء التغذية بحسب الأمم المتحدة.
وقال المستشار خلال مؤتمر صحافي في برلين، إن "وزير الدفاع بوريس بيستوريوس سيعمل بتنسيق وثيق مع فرنسا وبريطانيا المستعدتين أيضاً لإقامة جسر جوي مماثل لإيصال المواد الغذائية واللوازم الطبية".
وأضاف ميرتس الذي يستقبل، الثلاثاء، ملك الأردن عبد الله الثاني في برلين: "نعلم أن هذا الأمر لا يمثل سوى مساعدة ضئيلة لسكان غزة، لكنه مع ذلك مساهمة ونحن سعداء بتقديمها".
ودعا ميرتس، إسرائيل، إلى "تحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة فوراً وعلى نحو كامل ومستدام"، معتبراً أن التدابير التي اتّخذها رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، في نهاية الأسبوع هي مجرّد خطوة أولى.
تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن مؤشرات "مجاعة حقيقية" في غزة، لافتاً إلى أن بلاده ستعمل مع دول أخرى لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة، قائلاً: "سننشئ مراكز طعام"، دون أسوار أو حواجز لتسهيل الوصول.
وشكر ترامب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على مساهمته في جهود إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، لكنه أشار إلى أن حماس ترفض الإفراج عن آخر الرهائن المتبقين لديها، واصفاً إياهم بأنهم "درع" تستخدمه الحركة.
وفي تصريحات للصحفيين، قال ترامب إن "القتال بين غزة وإسرائيل يجب أن يكون مختلفاً بعض الشيء في المستقبل"، مضيفاً أنه أبلغ نتنياهو بضرورة التعامل مع الصراع "بطريقة مختلفة"، مؤكداً أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة أمر "ممكن".
وأوضح ترامب أن "التعامل مع حماس أصبح صعباً في الأيام القليلة الماضية"، مشيراً إلى أنه تحدث مع نتنياهو حول "خطط مختلفة" لتحرير الرهائن.
بدوره، قال ستارمر إنه لا ينبغي لحركة حماس أن تلعب أي دور في أي حكومة مستقبلية لدولة فلسطينية.
وأورد مكتب ستارمر أن الأخير أطلع ترامب، خلال زيارته الأخيرة لاسكتلندا، على "الخطط التي يعمل عليها مع القادة الأوروبيين لتحقيق سلام دائم" في الشرق الأوسط.
ورداً على ترامب، قال القيادي البارز في حماس وعضو مكتبها السياسي، باسم نعيم، لبي بي سي إن تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن رفض الحركة الإفراج عن الرهائن وصعوبة التعامل معها "لا تستحق التعليق".
وانتقد نعيم، تناقض التصريحات الأمريكية بشأن المفاوضات، قائلاً: "أصبحنا نسمع كل ساعة شيئاً جديداً متناقضاً مع ما قبله أو من مسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية".
في حين، حث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ترامب، على بذل كل الجهود لإنهاء الحرب في غزة والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع.
وقال السيسي: "أوجه نداء خاصا للرئيس ترامب، لأن تقديري له الشخصي، بإمكانياته، وبمكانته، هو القادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه المعاناة".
وأكد السيسي أن مصر عملت من أجل إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى غزة خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن التنسيق بين إسرائيل ومصر ضروري لتحقيق ذلك.
أكدت منظمتا بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان الإسرائيليتان، الاثنين، أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، استناداً إلى تحقيقات أجرتاها.
وفي بيان مشترك خلال مؤتمر صحفي في القدس نددت المنظمتان الحقوقيتان بتطوير "نظام إبادة جماعية في إسرائيل يعمل على تدمير وإبادة المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة".
وتنتقد المنظمتان سياسات الحكومة الإسرائيلية بشكل متكرر، لكن اللغة المستخدمة في مؤتمرهما المشترك لإعلان صدور تقريريهما هي الأكثر حدة.
من جانبه، رفض المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد منسر هذا الاتهام، وقال خلال إحاطة صحافية "لدينا حرية تعبير في إسرائيل، لكننا نرفض هذا الاتهام بشدة .. قواتنا المسلحة تستهدف الإرهابيين فقط".
خلال 24 ساعة ماضية، سجّلت مستشفيات قطاع غزة، 14 حالة وفاة جديدة، نتيجة الجوع وسوء التغذية، بينهم طفلان أنهكهما الجوع، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة في القطاع.
وفي سياق ذلك، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن سوء التغذية في غزة بلغ مستويات خطيرة، بسبب الحظر المتعمد للمساعدات، ما أدى إلى وفيات يمكن تفاديها. وسُجلت 63 وفاة في يوليو/تموز من أصل 74 خلال 2025، بينهم 24 طفلاً دون الخامسة.
وأكدت المنظمة أن معظم الضحايا توفوا عند أو بعد وصولهم للمرافق الصحية، مع ظهور علامات الهزال الشديد.
وأفادت بأن طفلاً من كل خمسة في مدينة غزة يعاني من سوء التغذية الحاد، وقد تضاعفت الحالات ثلاث مرات منذ يونيو/حزيران، خصوصاً في غزة وخان يونس.
كما أشارت إلى أن الأرقام قد تكون أقل من الواقع بسبب صعوبة الوصول، مضيفة أن أكثر من خمسة آلاف طفل تلقوا العلاج خلال أول أسبوعين من يوليو/تموز، 18 في المئة منهم بحالة حرجة.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الاثنين، في الأمم المتحدة أن "لا بديل" عن حل الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين، في افتتاح مؤتمر مخصص لبحث مصير هذه المسألة.
وقال بارو "وحده حل سياسي يقوم على دولتين يسمح بتلبية التطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين للعيش بسلام وأمان. لا بديل" عن ذلك، داعياً إلى اتخاذ "تدابير ملموسة" من أجل الحفاظ على إمكان قيام دولة فلسطينية "قابلة للحياة".
وأبدت الولايات المتحدة رفضها للمؤتمر، واصفة إياه بأنه "مسرحية دعائية".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس في بيان "هذه مسرحية دعائية تأتي في خضم جهود دبلوماسية دقيقة لإنهاء الصراع. وبعيدا عن تعزيز السلام".
وأضافت: "سيُطيل المؤتمر أمد الحرب وسيُشجع حركة حماس ... وسيُقوّض الجهود الحقيقية لتحقيق السلام".
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى خلال المؤتمر، حماس، بإلقاء السلاح والتخلي عن سيطرتها على غزة للسلطة الفلسطينية لاستعادة الأمن في القطاع.
وقال: "يجب أن تنسحب إسرائيل بالكامل من قطاع غزة ويجب على حماس التخلي عن سيطرتها على القطاع وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية".
وما تزال إسرائيل تطبق "الهدنة التكتيكية" التي أعلنتها الأحد، بوقف العمليات في بعض مناطق قطاع غزة لمدة عشر ساعات يومياً.
وكانت قوافل المساعدات قد عبرت معبر رفح من الجانب المصري، الأحد، بعد أن وصلت إلى معبر كرم أبو سالم من الجانب المصري والذي يؤدي إلى جنوب قطاع غزة.
واقترحت المفوضية الأوروبية، الاثنين، تعليق عمليات تمويل لشركات إسرائيلية ناشئة بسبب الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وقالت المفوضية في بيان "رغم أن إسرائيل أعلنت هدنة إنسانية يومية في المعارك في غزة واحترمت بعض التزاماتها ... فإن الوضع يبقى خطيراً".
قام الأردن والإمارات، الاثنين، بتنفيذ إنزالين جويين جديدين في مناطق مختلفة من القطاع، تضمنت 17 طناً من المساعدات الغذائية والاحتياجات الأساسية.
وعلمت بي بي سي أن مساعدات بريطانية كانت على متن الطائرتين الأردنية والإماراتية التي أسقطت مساعدات على القطاع الأحد.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن المساعدات المُسقَطة بالمظلات "باهظة الثمن وغير فعالة، وقد تؤدي حتى إلى مقتل مدنيين جوعاً" إذا لم تُنفّذ بشكل صحيح، وحث إسرائيل على السماح بمزيد من عمليات التسليم بالشاحنات.
وقال رشدي أبو العوف، مراسل بي بي سي لشؤون غزة، من إسطنبول، إن مشاهد "فوضوية" سادت خلال نهاية الأسبوع، حيث "تَقاتل الناس على أولى عمليات الإنزال الجوي".
وقال عماد قداية، وهو صحفي في غزة، يعمل لبي بي سي "إن المساعدات سقطت في مناطق خطرة".