آخر الأخبار

زياد الرحباني: لبنان يودّع أحد أبرز أقطاب الفن العربي الحديث

شارك
مصدر الصورة

رحل السبت 26 يوليو/ تموز 2025، الفنان اللبناني زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، ترك خلالها بصمته العميقة في الموسيقى والمسرح، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية.

وزياد هو نجل الفنان الراحل عاصي الرحباني، والفنانة نُهاد حدّاد المعروفة بفيروز، ويُعد أحد أبرز المجددين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر. بدأ مسيرته الفنية مطلع السبعينيات، حين قدّم أولى مسرحياته الشهيرة "سهرية"، وكتب ولحّن لاحقاً لوالدته فيروز العديد من الأعمال.

تميزت أعماله المسرحية بالكثير من النقد السياسي والاجتماعي المغلف بالسخرية والفكاهة.


* لمتابعة أهم الأخبار وأحدث التطورات في منطقة الشرق الأوسط، انضم إلى قناتنا على واتساب ( اضغط هنا ).
* فيروز: المغنية اللبنانية في لقاء خاص مع راديو بي بي سي عام 1961

ونعى الرئيس اللبناني، جوزاف عون، الرحباني قائلاً في بيان: "لم يكن زياد الرحباني مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، كان ضميراً حيّاً، وصوتاً متمرّداً على الظلم، ومرآة صادقة للمعذبين والمهمّشين"، معتبراً أنه "كان يكتب وجع الناس، ويعزف على أوتار الحقيقة، من دون مواربة".

وكتب رئيس الوزراء، نواف سلام، في منشور عبر منصة إكس: "بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فناناً مبدعاً استثنائياً، وصوتاً حرّاً ظل وفيّاً لقيم العدالة والكرامة".

وقال وزير الثقافة اللبناني، غسان سلامة، عبر منصة إكس: "كنّا نخاف من هذا اليوم، لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة".

ولم تُعرف بعد أسباب وفاته، لكن زياد الرحباني عانى خلال السنوات الأخيرة من وعكات صحية عدّة أثّرت على نشاطه الفني.

مصدر الصورة

وُلد زياد الرحباني في الأول من يناير/كانون الثاني 1956، ونشأ في ظل أسرة فنية كانت لها بصماتها الواضحة، ليس فقط في لبنان، بل في العالم العربي أجمع. عُرف أبوه وعمّه، عاصي ومنصور الرحباني، بالأخوين الرحباني، واستطاعا برفقة الفنانة فيروز، زوجة عاصي، إحداث ثورة تجديدية في الغناء والتلحين والتأليف والمسرح.

كان لهذه النشأة أثرها الكبير على زياد، إذ بدت علامات اهتمامه بعالم الفن في سنّ مبكرة.

ولعلّ أبرز الأحداث التي أسهمت في انطلاقة مسيرة زياد، ما حدث عام 1973، حين كان زياد في عمر السابعة عشرة فقط، إذ أُصيب والده بوعكة صحية ألزمته المستشفى، وتزامن ذلك مع تحضير فيروز لتأدية الدور الرئيسي في مسرحية "المحطة"، فاستلهم منصور الرحباني من ذلك الموقف كلمات أغنية: "سألوني الناس"، التي تعبّر فيها فيروز عن افتقادها لزوجها المريض، وقدّم زياد في تلك الأغنية لحنه الأول لوالدته، لتكون تلك باكورة أغاني كثيرة لحنّها زياد، وأدتها فيروز، كان من أشهرها: "أنا عندي حنين"، "حبيتك تَنسيت النوم"، " سلملي عليه"، "وحدُن".

ولم يقتصر دوره على التلحين، إذ كتب الكثير من الأغاني التي أدتها والدته، نذكر منها: "عودك رنان"، " صباح ومسا"، "تنذكر ما تنعاد"، "البوسطة".

تزوّج الرحباني من دلال كرم ولهما ولد، لكنّ زواجهما لم يدم. وجمعته قصة حب طويلة مع الفنانة اللبنانية كارمن لبس استمرت 15 عاماً، وانتهت بالفراق.

مصدر الصورة

ولعل شهرة زياد تعدّت ارتباطه بأعمال فيروز، إذ أدّى الكثير من الأغاني بصوته، وكان بعضها علامة فارقة ردّدها الكثيرون على مرّ الأجيال، نذكر منها:

"بلا ولا شي"، "عايشة وحدا بلاك"، "أنا مش كافر".

وبالعودة إلى مسرحية "المحطة" التي مثّلت أيضاً ظهوره الأول على الخشبة بدور الشرطي، والدور ذاته أدّاه أيضاً في مسرحية "ميس الريم"، وهي المسرحية التي لحّن مقدمتها.

واتجه زياد نحو كتابة وإخراج مسرحياته الخاصة به، التي حملت بصمته المميزة وتضمنت آراءه السياسية والاجتماعية التي لم تخلُ من السخرية ونقد الواقع، ومن مسرحياته: "سهرية"، "نزل السرور"، "بالنسبة لبكرا شو"، "شيء فاشل"، "بخصوص الكرامة والشعب العنيد".

وفي العام 1980، حصدت مسرحية "فيلم أمريكي طويل" التي كانت وقائعها تجري في مستشفى للأمراض النفسية نجاحاً منقطع النظير، وقد اختصر فيها مشاكل المجتمع اللبناني وطوائفه التي كانت تغذّي آنذاك نار الحرب الأهلية.

مصدر الصورة

شارك زياد في تقديم برامج إذاعية عدة، تزامنت مع أحداث كبيرة عصفت بلبنان، أبرزها الحرب الأهلية بين سنوات 1975 و1990، وعبّر خلالها عن مواقفه السياسية من الأحداث المتسارعة، مثل برنامج " بعدنا طيبين... قول الله"، و"نص الألف خمسمية"، و"العقل زينة"، و"الإعلان رقم 1، 2، 3، 4" الذي أعقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

وتخللت أحاديثه تعليقات ساخرة، وعبارات بارزة، اقتبسها كثيرون فيما بعد لوصف المشهد السياسي في العديد من البلدان العربية.

شارك زياد في أدوار سينمائية صغيرة، مثل دوره في الفيلم اللبناني "طيّارة من ورق"، والفيلم الجزائري "نهلة" نهاية السبعينات، وفي كلا الفيلمين، كان هو المؤلف للموسيقا التصويرية، وهو جانب آخر من جوانب إبداعه الفني.

كتب زياد كذلك سلسلة من المقالات الصحفية، أبزرها العَمود الذي واظب على كتباته لصحيفة الأخبار بين أعوام 2006 و2018.

وبداية السبعينات، نُشر لزياد الرحباني كتاب "صديق الله"، وهو ديوان شعري كتبه في بداية مراهقته.

وعُرف عن زياد الرحباني، لا سيما في شبابه، أنه كان صاحب أفكار سياسية يسارية ومتمردة.

وكان أيضا عازفاً موسيقياً، لا سيما على البيانو، وتنوعت أعماله الموسيقية بين الجاز والشرقي.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا