عمّان، الأردن ( CNN )-- أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان السبت، التوصل إلى تفاهم ثلاثي أردني سوري أمريكي مشترك، بشأن اتخاذ خطوات عملية تستهدف دعم سوريا في تنفيذ اتفاق تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء .
وجاء هذا الإعلان بعد عقد لقاءين، الأول ثنائي جمع بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي إلى سوريا وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا توم باراك، ثم لقاء ثلاثي جمعهما مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، لبحث تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُنجز فجر السبت في محافظة السويداء السورية، "حمايةً لسوريا ووحدتها ولمواطنيها، وبما يحقن الدم السوري، ويضمن حماية المدنيين، وسيادة الدولة والقانون" .
الصفدي، الذي ثمّن، بحسب التصريحات الرسمية، دور الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، أكّد "استمرار الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة في هذا المجال، مع التأكيد على وقوف واشنطن وعمّان، وتضامنهما الكامل مع سوريا، وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها ومواطنيها، مشددًا على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة لاستقرار المنطقة" .
وتأتي هذه التطورات في وقت جرى تناقل فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول أنباء عن تكثيف انتشار القوات المسلحة الأردنية على طول الشريط الحدودي مع سوريا شمالًا، كما أصدرت عشائر أردنية تُعرف باسم "عشائر أهل الجبل" بيانًا تناقلته وسائل محلية أيضًا، أدانت فيه ما قالت إنه "جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري" يتعرض لها أبناء العشائر البدوية في محافظة السويداء، وطالبت الحكومة الأردنية والمجتمع الدولي بالتدخل .
في الأثناء، أكد الصفدي، بحسب البيان الرسمي، "إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا وتدخلها في شؤونها، معتبرًا إياها خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، وانتهاكًا لسيادة سوريا يهدد أمنها واستقرارها ووحدتها وسلامة مواطنيها" .
وفيما يخص اللقاء الثلاثي، فقد تناول الأوضاع في سوريا، وجهود تثبيت وقف إطلاق النار الذي أُنجز فجر اليوم في محافظة السويداء السورية. وتم الاتفاق بين الصفدي، والشيباني، وبراك على خطوات عملية تستهدف دعم سوريا في تنفيذ الاتفاق، بما يضمن أمنها واستقرارها، ويحمي المدنيين، ويُرسّخ سيادة الدولة وسيادة القانون على كامل الأراضي السورية .
وتضمنت الخطوات العملية موضوعات تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار، ونشر قوات الأمن السورية في محافظة السويداء، وإطلاق سراح المحتجزين لدى جميع الأطراف، وجهود المصالحة المجتمعية في المحافظة، وتعزيز السلم الأهلي، وإدخال المساعدات الإنسانية .
كما رحّب الصفدي وتوم باراك بالتزام الحكومة السورية بمحاسبة جميع المسؤولين عن التجاوزات بحق المواطنين السوريين في محافظة السويداء، ودعم الجهود الهادفة إلى نبذ العنف والطائفية ومحاولات بث الفتنة والتحريض والكراهية .
وثمّن الشيباني دور وجهود المملكة والولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وجهود تنفيذه، وضمان أمن سوريا واستقرارها وسلامة مواطنيها .
وتجد عمّان نفسها، في ظل هذه التطورات المتصاعدة في سوريا، بحسب ورقة تقدير موقف أصدرتها مؤسسة "مسارات" البحثية الأردنية، أمام اختبار أمني وسياسي جديد مع الجارة الشمالية، إذ انخرطت في جهد دبلوماسي وأمني لدعم ضبط الجنوب السوري المحاذي للمملكة، خشية تحوّل السويداء إلى كيان شبه مستقل، أو إلى منطقة تحت حماية جوية إسرائيلية غير معلنة .
ويرجّح باحثون ومراقبون أعدّوا الورقة أن غياب التفاهم الدبلوماسي بين دمشق وعمّان وواشنطن، "قد يؤدي إلى واقع جديد قد يُقنَّن بحكم الأمر الواقع، يتمثل في وجود كيان عازل على مرمى النظر من المدن والبلدات الأردنية الشمالية، بدءًا من الأزرق ومرورًا بالرمثا، وصولًا إلى عمق الحدود الشرقية، وهو ما كان سيفاقم التحديات الجيو - أمنية ويعيد صياغة مشهد الحدود الأردنية - السورية بأكمله ".
ويُخشى، بحسب هؤلاء المراقبين، من تحوّل السويداء إلى كيان شبه مستقل بدعم إسرائيلي، وآخر في درعا يخضع لنفوذ إيراني - سوري - روسي متشابك، بما قد يحوّلهما إلى سلسلة من الجبهات الرمادية التي يصعب التنبؤ بحركتها، ويدفع أطرافًا أخرى للتمدد نحو الجنوب السوري .