في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في محاولة للتواصل بشكل أفضل مع الناخبين ومواجهة تأثير الرئيس دونالد ترامب ، يتبنى الديمقراطيون أسلوبا أكثر ارتجالا وجرأة وحِدة في خطابهم دون اتباع نص مكتوب، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
ويشمل ذلك استخدام الشتائم، والسخرية اللاذعة، وتسجيل مقاطع فيديو عفوية، والظهور في برامج بودكاست شعبية.
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، فقد انطلق الاجتماع السنوي هذا العام لفريق التواصل الاجتماعي التابع للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي بتخفيف القيود على منشوراته على الإنترنت وذلك باستخدام لغة أكثر مباشرة وقوة، تتضمن شتائم وهجمات على شخصيات مثل الملياردير إيلون ماسك .
وأوضحت أن ماسك -حليف ترامب السابق- عندما ألمح "دون أدلة" إلى أن الرئيس متورط في فضيحة بطلها الملياردير ورجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين ، ردّت اللجنة بفرح: "انشروا ملفات إبستين!".
وقالت إن الحزب الديمقراطي وجد صعوبة في جذب اهتمام الناخبين خلال الأشهر الأولى من ولاية ترامب الثانية، ولا يزال أعضاؤه مختلفين بشأن كيفية تصحيح مسارهم وسط تراجع غير مسبوق في استطلاعات الرأي. لكن هناك إجماعا متزايدا على ضرورة الابتعاد عن الحذر والتصنع.
ونقلت عن تيم هوغان، مدير "غرفة الحرب" في اللجنة، القول إن إدارة ترامب والجمهوريين في الكونغرس يفعلون كل يوم "شيئا قاسيا وفاسدا وسخيفا، وهم بذلك يستحقون السخرية".
وأضاف أن إستراتيجية حزبه لم تعد تتطلب من المرء قراءة 40 صفحة وفحصها قبل نشرها، "بل تعمل على استقطاب أشخاص يعرفون كيف يسجلون النقاط مباشرة".
واعتبرت الصحيفة أن الحضور الأقوى على وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر تحررا من القيود، هو جزء من تحوّل أوسع داخل الحزب، حيث يسعى الديمقراطيون إلى التخلص من صورتهم المنضبطة وإظهار موقف أكثر حدة تجاه ترامب والجمهوريين.
بحسب واشنطن بوست، فإن البعض يشير إلى أن الديمقراطيين بحاجة إلى التعلّم من أسلوب ترامب الهجومي، ولكن دون التخلي عن المضمون السياسي
ويقود هذا التوجه الجديد داخل الحزب الديمقراطي، سياسيون مثل السيناتور كريس ميرفي وعضو مجلس النواب روبرت غارسيا، اللذين يظهران في مقاطع فيديو منتشرة يهاجمان فيها الجمهوريين بشدة. وينضم إليهم نواب شباب -مثل إريك سوالويل وماكسويل فروست- يميلون إلى استخدام ألفاظ نابية ليظهروا بمظهر أكثر صدقا وواقعية.
البعض -مثل بيت بوتجيج وزير النقل في إدارة الرئيس السابق جو بايدن ، وعضو مجلس النواب رو خانا- شاركوا في برامج بودكاست يمينية أو فكاهية لمحاولة الوصول إلى جمهور أوسع، حتى وإن كان أسلوبهم غير ودي سياسيا.
وبحسب واشنطن بوست، فإن البعض يشير إلى أن الديمقراطيين بحاجة إلى التعلّم من أسلوب ترامب الهجومي، ولكن دون التخلي عن المضمون السياسي.
ورغم تحذيرات البعض من أن هذا النهج قد يبدو غير أصيل أو مبتذل، فإن الكثير من الديمقراطيين يرون أن إظهار الغضب الحقيقي والقوة ضروري لإعادة بناء ثقة الناخبين وحماسهم.
وأفادت الصحيفة، في تقريرها، بأن بعض الديمقراطيين يستلهمون من فوز زهران ممداني المفاجئ في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه لمنصب عمدة نيويورك، حيث نجح في حملة بسيطة تعتمد على وسائل التواصل، مقابل حملة كلاسيكية ومنضبطة للحاكم السابق أندرو كومو.
كما خاض ممداني منصات غير مريحة اعتاد الديمقراطيون تجنّبها، مثل بودكاست يديره ضباط شرطة نيويورك السابقون، الذين اعترفوا بأن جمهورهم ميّال للمحافظة وسيرفض الاشتراكي الديمقراطي.
ولفتت واشنطن بوست إلى أن الديمقراطيين الذين نجحوا في جذب جمهور أوسع كانوا عادة من الذين يتحدثون بعفوية ويظهرون في أماكن لا تحتضن بالضرورة وقائع غير سياسية.