آخر الأخبار

مشافي غزة بلا أكياس للدم في بنوكها والمجاعة تقيد المتبرعين

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

غزة- تمثّل أزمة نقص وحدات الدم معضلة يومية للطبيب معتز حرارة، رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي، بمدينة غزة.

وحينما يسمع أصوات سيارات الإسعاف، يعرف أنه على موعد مع موجة جديدة من المصابين: عشرات الحالات تصل دفعة واحدة، بعضها في حالة حرجة، ينزفون بغزارة ويحتاجون فورا إلى وحدات دم لإنقاذ حياتهم.

وفي الوضع الطبيعي، كان الأطباء يمنحون الجريح 3 أو 4 وحدات دم على الفور، بينما تصل وحدات إضافية من بنك الدم خلال دقائق. أما الآن، فالوضع مختلف كليا.

مصدر الصورة الطبيب معتز حرارة: نعيش قلقا دائما على حياة الجرحى بسبب نقص وحدات الدم (الجزيرة)

قلق دائم

يقول الطبيب حرارة للجزيرة نت "نطلب 4 وحدات دم لجريح حالته خطيرة، فيأتينا بنك الدم بواحدة فقط لا تكفي، ونظل ننتظر متبرعين".

ويأتي معظم المصابين الذين يصلون إلى قسمه إثر قصف جوي أو مدفعي على منازل أو خيام مكتظة بالنازحين، أو على تجمعات للمواطنين. وفي تلك اللحظات الحرجة، لا يجد الفريق الطبي ما يكفي من الدم لإجراء تدخل جراحي عاجل أو حتى لتعويض النزف الأولي.

ويضيف الدكتور حرارة بنبرة أسف "نعيش قلقا دائما، نخشى أن يتأخر وصول الدم وأن نخسر المريض بين أيدينا فقط لأن كيس دم لم يصل في الوقت المناسب".

مصدر الصورة أماني أبو عودة: نعيش منذ عامين نقصا متواصلا في وحدات الدم (الجزيرة)

وداخل بنك الدم في المجمع ذاته، تعمل أماني أبو عودة، المسؤولة في دائرة المختبرات، على تدوين بيانات وحدات دم، وصلت توا من متبرعين قلائل. وتقول للجزيرة نت "منذ عامين، ونحن نعيش نقصا متواصلا في وحدات الدم، فالحرب الحالية جعلت الأمر أكثر كارثية، نحن نستنزف يوميا، فعدد الجرحى في ارتفاع مستمر وأعداد المتبرعين في هبوط حاد".

وتشرح المسؤولة الطبية السبب، وتوضح أنه يعود إلى "سوء التغذية، والمجاعة، الناس تخاف التبرع بالدم لأنها لا تملك ما يعوّض الفاقد، البعض يُغمى عليه أثناء التبرع بسبب نقص الهيموغلوبين، ونضطر لتحويله إلى قسم الطوارئ".

مصدر الصورة أبو القاسم الدلو سعيد بأنه يستطيع التبرع بالدم كل 3 أشهر (الجزيرة)

أزمة متفاقمة

ورغم المناشدات اليومية وتكرار دعوات وزارة الصحة، فإن الأزمة تتوسع، فحتى وحدات الدم التي وصلت مؤخرا من الضفة الغربية ، جاءت بكميات قليلة، لا تكفي أمام موجات المصابين اليومية، خاصة في المجازر الجماعية، كما تضيف المسؤولة بدائرة المختبرات.

إعلان

وتتابع "أحيانا تأتينا إصابات مهولة من مجزرة ولا تتوفر وحدات دم كافية، نبدأ الاتصالات مع مستشفيات أخرى، ومع جمعية بنك الدم (أهلية)".

وفي قاعة التبرع داخل بنك الدم، تمدد المواطن أبو القاسم الدلو على الكرسي الخاص بسحب الدم ليبدأ الأخصائي بعمله، وبينما يمتلئ الكيس الملقى على الأرض بدمه ببطء، يقول الشاب "كل 3 شهور أتبرع، الحمد لله نسبة الهيموغلوبين عندي عالية، دمي هذا قد ينقذ جريحا. هذا واجب وطني وإنساني".

مصدر الصورة جمال الدحدوح يؤكد أنه لم يعد قادرا على التبرع بالدم بانتظام بسبب الجوع (الجزيرة)

لكن مواطنه جمال الدحدوح، الذي كان ينتظر دوره في التبرع، أقر أنه لم يعد يقوم بذلك بانتظام كما في السابق بسبب المجاعة التي يعيشها سكان قطاع غزة . ويردف "كنت أتبرع بشكل منتظم قبل الحرب. الآن، وبسبب الجوع، لا أستطيع".

أما المتبرع الثالث أدهم عبد الرزاق، فقال بصوت خافت "كل يوم نرى بالأخبار عشرات المصابين، هذا يدفعني للتبرع، ربنا يقدرنا على فعل الخير، ونأمل أن تكون هذه الحرب في ساعاتها الأخيرة".

مصدر الصورة مريضة الكلى معزوزة الخطيب لا تجد متبرعا بالدم جراء تفشي المجاعة في غزة (الجزيرة)

صورة قاسية

داخل قسم غسل الكلى في المجمع نفسه، الصورة أكثر قسوة، فالمرضى لا يستطيعون التبرع، ولا يجدون من يتبرع لهم، بينما تقلصت جلسات غسل الكلى من 3 جلسات في الأسبوع إلى اثنتين، ومن 4 ساعات إلى ساعتين، وسط انقطاع الكهرباء وشحّ المياه.

معزوزة الخطيب (68 عاما) واحدة من هؤلاء، تقول بنبرة احتجاج "حينما أطلب وحدة دم، يقولون لي: أحضري متبرعا، ولمّا أجد واحدا يكون دمه أضعف من دمي، من أين نأتي بالمتبرعين؟ الكل جائع وضعيف".

زينات العيماوي (يسار) تعجز عن الحصول على متبرع بالدم وهي مريضة بالفشل الكلوي (الجزيرة)

أما زينات العيماوي (55 عاما) التي لم تقوَ على الحديث فتتكلم ابنتها بدلا منها قائلة "أمي الهيموغلوبين عندها لا يزيد على 8 (غرامات/ديسيلتر) وبنك الدم يطلب متبرعين ولا نجد، حالتها معقدة. عندها مرض في الغدد الجار درقية، تحتاج علاجا غير موجود، واستئصال الغدد غير ممكن هنا، وتحتاج سفرا عاجلا للعلاج".

وفي زاوية أخرى، تجلس أريج السموني (30 عاما) وهي تعاني من فشل كلوي منذ 6 سنوات، وتقول "بعد كل غسل، يضعف دمي بشكل كبير، ذهبت لبنك الدم، قالوا: أحضري متبرعا، لكن كل الناس دمهم ضعيف، لا أحد يستطيع التبرع" وتختم بحزن "لا نعرف أين نذهب، نريد حلا لأننا نموت ببطء".

مدخل بنك الدم في مجمع الشفاء الطبي (الجزيرة)

وكان الطبيب محمد أبو سلمية ، مدير عام مجمع الشفاء الطبي قد حذر -في تصريح صحفي- من خطورة أزمة نقص وحدات الدم، ودعا للتبرع بالدم من خارج قطاع غزة.

وقال على حسابه في موقع فيسبوك إن ما تم صرفه للجرحى خلال يونيو/حزيران الماضي هو 10 آلاف وحدة دم ومشتقاته، منها 3500 وحدة وصلت من الضفة الغربية و"الباقي تم توفيره من المُجوَّعين في غزة" مضيفا أن أهل القطاع "لا يستطيعون التبرع بالدم بسبب المجاعة وسوء التغذية".

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل سوريا بشار الأسد

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا