آخر الأخبار

سوريا: هل تتحول السويداء إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية؟

شارك
مصدر الصورة

بعد أن انقشع غبار الاشتباكات، في الجولة الأحدث من التوترات، في محافظة السويداء جنوب سوريا، يبدو السؤال الأهم والذي ينشغل به كثيرون داخل سوريا وخارجها، هو لماذا باتت السويداء، بؤرة لتوترات متكررة، منذ الإطاحة بحكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وقدوم السلطة الجديدة للبلاد؟

وتشير الرواية المتداولة، لآخر جولة من الاشتباكات في السويداء، إلى أن الاشتباكات الدامية الأخيرة، اندلعت بين" مقاتلين دروز وعشائر من البدو" بعد تعرض شاب درزي من أبناء السويداء للسلب والضرب على يد رجال من أبناء العشائر قبل أن يطلق سراحه وهو بحالة حرجة.

وفي الوقت الذي يُرَد فيه التوتر، الحاصل في محافظة السويداء، منذ قدوم السلطة الجديدة، إلى عداءات بين جماعات خارجة عن القانون، تبدو رواية سوريين من السويداء، ومحافظات سورية أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، غير متفقة مع هذه الرواية.

ويعتبر هؤلاء أن ما شهدته السويداء، من اشتباكات مؤخرا، لايمكن رده فقط إلى عداءات بين جماعات درزية، وأخرى عشائرية من البدو، لكن ما حدث من وجهة نظرهم هو مجرّد "شرارة"، أشعلت ناراً تتراكم دوافعها يوما بعد يوم في ظل واقع سياسي معقد.

ويضيف هؤلاء أن السبب الجذري، لما يحدث في السويداء وغيرها من المناطق، هو شعور متفاقم لدى عدد من المكونات السورية - من بينها الدروز والأكراد والعلويين والمسيحيين وشريحة من السنة - بأن المسار السياسي الحالي لا يُمثلهم.

الأعنف منذ شهور

تمثل اشتباكات السويداء الأخيرة، أعنف جولة من العنف الطائفي، التي تشهدها المحافظة منذ شهور، كما تعد الأولى منذ توقيع اتفاق تهدئة بين ممثلين عن الحكومة السورية، وأعيان دروز، بعد اشتباكات عنيفة بين الدروز وقوات الأمن، في نيسان/ إبريل وأيار/ مايو الماضيين، أوقعت عشرات القتلى.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد قتلى الجولة الأحدث من العنف في السويداء، بلغ 116 قتيلا هم 64 من أبناء المحافظة بينهم طفلين وسيدتين، و 52 من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام ومسلحي البدو.

وكان وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، قد أعلن الثلاثاء 15 تموز/يوليو، وقفاً تاماً لإطلاق النار في السويداء عقب الاتفاق مع وجهاء المدينة، وذلك بعد ساعات من بدء دخول قواته إليها، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة وقصف إسرائيلي.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بأن الجيش السوري بدأ بسحب الآليات الثقيلة من السويداء، تمهيداً لتسليم أحياء المدينة لقوى الأمن الداخلي.

من جانبه قال الشيخ حكمت الهاجري ، الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، في كلمة مصورة وجهها لأبناء السويداء، إن البيان الصادر مؤخراً باسم الرئاسة الروحية، والذي تضمن ترحيباً بدخول قوات الداخلية والدفاع إلى المدينة، جاء تحت الضغط والإكراه، وليس بمحض إرادتهم.

وكان البيان الذي نُشر في وقت سابق من اليوم، باسم الرئاسة الروحية، قد تضمن ترحيباً بتدخل قوات الدولة ودعوة لتسليم السلاح، ما أثار استياءً واسعاً بين الأهالي، الذين شعروا أن البيان لا يعكس حقيقة موقف القيادة الروحية.

نقطة صراع اقليمي

بعيدا عن الأسباب والتعقيدات الداخلية، في محافظة السويداء السورية، تبدو المنطقة وفقا للعديد من المراقبين، بقعة يتجسد عليها الصراع المكتوم، بين قوتين إقليميتين هما إسرائيل وتركيا.

وكان لافتا خلال هذه الجولة الأخيرة من الاشتباكات، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو، يظهر فيه استهداف دبابات سورية، بين بلدتي المزرعة وسميع، غرب السويداء، وقوله في بيان رسمي إن هذه الدبابات، كانت تتقدم باتجاه المدينة، وهو ما اعتبره تهديداً أمنياً محتملاً لإسرائيل على حد قول البيان.

من جانبهما، أكد كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، أنهما أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي، بضرب قوات الحكومة والأسلحة التي أدخلت إلى السويداء .

وأكد نتانياهو وكاتس في بيان لهما أن "جيش الدفاع الإسرائيلي لن يسمح بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا وسيواصل مراقبة التطورات". وأضافا أن إسرائيل "تلتزم بمنع الإضرار بالدروز في سوريا"، مشيرين إلى "رابطة الأخوّة العميقة التي تربط بين مواطني إسرائيل الدروز وأبناء طائفتهم في سوريا، سواء من خلال علاقات تاريخية أو عائلية".

وكانت إسرائيل قد كررت مرارا، أنها ملتزمة بالدفاع عن الطائفة الدرزية في سوريا، منذ تولي النظام الجديد سدة الحكم في دمشق، في وقت يعتبر فيه محللون، أن دخول إسرائيل بقوة على خط السويداء، ربما يهدف إلى كسب موقع متقدم، في أي مفاوضات مستقبلية، مع النظام الجديد في سوريا، في ظل ما تروج له الولايات المتحدة، من احتمالات للتطبيع بين دمشق وإسرائيل.

على الجانب الآخر تبدو تركيا، مهتمة بالاستقرار في سوريا، ومنع إسرائيل من التدخل فيها، خاصة في تلك المرحلة الانتقالية المليئة بالتحديات، وترى أن الاستقرار في سوريا يمثل عنصرا مهما لأمنها القومي.

وكانت تركيا قد طالبت الاثنين 14 تموز/يوليو، الحكومة السورية بالتحرك العاجل، لحسم التوترات الأمنية المتصاعدة في السويداء ، داعية إلى اعتماد الحوار المحلي، سبيلاً لاستعادة الأمن والاستقرار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيتشيلي، في بيان مقتضب عبر منصة (إكس): " في ظل أعمال العنف المتزايدة في جنوب سوريا، نأمل أن تعمل الحكومة السورية على إنهاء هذا العنف بأسرع ما يمكن من خلال الحوار المحلي، لضمان استعادة الأمن والاستقرار".

وأكد كيتشيلي على تمسك أنقرة بوحدة وسلامة الأراضي السورية، قائلاً إن "سيادة سوريا ووحدتها يجب أن تكونا الأولوية في هذه العملية"، مضيفاً أن تركيا ستواصل التعاون مع الشركاء الدوليين لدعم جهود تحقيق الاستقرار والمصالحة في البلاد.


* هل تتحول السويداء السورية إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية؟
* إذا كنتم في السويداء كيف ترون السبب الحقيقي لموجة العنف الأخيرة؟
* لماذا لا تتمكن السلطات السورية من كبح جماح الجماعات المتقاتلة في السويداء؟
* كيف ترون مايقوله بعض السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي من أن الاشتباكات عرض لاحساس بالتهميش من السلطة الجديدة؟
* وماهي برأيكم الأهداف الإسرائيلية من التدخل في السويداء بحجة حماية الدروز؟
* هل تسعى إسرائيل إلى التمركز في نقاط جديدة في سوريا استعدادا لمفاوضات محتملة مع الحكم الجديد في البلاد؟
* كيف يؤثر التدخل الإسرائيلي على ما يروج له حاليا من سعي أمريكي للتطبيع بين سوريا وإسرائيل؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 16 تموز/يوليو.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا