آخر الأخبار

4 مناطق باردة جنوبي مراكش تستحق الزيارة صيفا

شارك

ضواحي مراكش – لا يحتاج المرء إلى الابتعاد كثيرا عن مدينة مراكش المغربية ليجد نفسه وسط نسيم عليل ومياه متدفقة تنبع من قمم الأطلس الكبير.

في هذه الضواحي، تتراجع حرارة الصيف قليلا مقارنة بعاصمة السياحة المغربية، وتحضر الطبيعة بكامل جمالها، وديان جارية، وأشجار وارفة، وشلالات صافية، وهضاب خضراء، وبحيرات اصطناعية، وقرى بسيطة تغري بسكينتها.

تنتظم هذه المناطق مثل عقد من الواحات الجبلية، وتشكل ملاذا مثاليا للهاربين من وهج الصيف. وتتوزع على 4 محاور رئيسية تقودك إلى أوريكة، أو إمليل، أو أمزميز أو تغدوين.

في هذه الجولة، يرافق الجزيرة نت المرشد محمد إمهران لاكتشاف تفاصيل كل منطقة، من طبيعتها ومعمارها، إلى طعامها وناسها، في رحلة قصيرة مسافة، طويلة بحب السفر.

مصدر الصورة رواد وادي الزات بضواحي مراكش يتخيرون أماكن بجوانب الأنهار والجداول للتنعم بالهدوء والبرودة (الجزيرة)

يقول محمد "لك أن تختار كل يوم زيارة منطقة تنعم ببرودتها، ثم تعود إلى مراكش في المساء، أو تبيت لعدة ليال في أحضان الطبيعة، ثم تواصل رحلتك إلى مناطق أخرى عبر طرق جبلية ثانوية تنبض بالحياة والجمال".

جمال أوريكة

تعد منطقة أوريكة (35 كيلومترا جنوب مراكش) أكثر الأماكن شعبية في إقليم الحوز لجمالها الأخاذ، وتدفق المياه في واديها على مدار السنة، يقصدها الزوار من كل حدب وصوب للتمتع بلحظات صفاء لا تنسى.

مصدر الصورة يفضل بعض الناس الاستمتاع بجلسة في المقاهي البسيطة المتراصة حول جداول المياه في أوريكة (الجزيرة)

على طول الطريق إلى سفح الجبل، يغريك منظر المياه الجارية في الوادي وسط بساتين الرمان والتين.

يفضل البعض الجلوس في مقهى بسيط وسط الجدول المتدفق في تجمعات سياحية صغيرة مثل أغبالو وولماس، لأن ذلك كفيل بإعادة التوازن النفسي والشعور بالراحة. يجد الأطفال متعة السباحة في البرك، والكبار متعة النظر في الأشجار وتشكيلات الجبال.

إعلان

في حين يتجه آخرون نحو منطقة "ستي فاطمة" أعلى تجمع سياحي، بهدف إتمام المسير إلى الشلالات المتدفقة في جو من المتعة والتحدي، يمرون عبر دواوير أمازيغية تنبع منها رائحة الخبز الطازج، وتُسمع فيها لهجة الأطلس الخفيفة.

مصدر الصورة السياح يمرون عبر دواوير أمازيغية تنبع منها رائحة الخبز الطازج وهم في طريقهم إلى ستي فاطمة (الجزيرة)

ظلال إمليل

لا تختلف إمليل (55 كيلومترا جنوب شرق مراكش) عن أوريكة من حيث الشهرة والجمال، غير أنها تشكل منطلق الباحثين عن المغامرة والوصول إلى جبل توبقال، أعلى قمة في شمال أفريقيا (4167 مترا).

مصدر الصورة منطقة الرحى في مولاي إبراهيم توفر الجلوس أمام مجرى الوادي في طبيعة خلابة (الجزيرة)

قبل الوصول إلى القرية الهادئة وسط الطبيعة، يمر الزائر بمنطقة "الرحى" أسفل مولاي إبراهيم، القرية المشهورة بزاوية الولي الصالح الذي يحمل اسمها. هناك يمكن شرب شاي على جانب الوادي والقيام بجولة على ظهور الخيل أو الجمال.

بعدها يمكن الصعود نحو إمليل، والذي يشبه التحليق البطيء، فكلما ارتفعت، زاد الهواء برودة، وازدادت الأرض بهاء.

تأخذك الممرات الترابية نحو شلالات متخفية، ونحو أشجار الجوز التي تظلل الدروب.

وتتناثر بيوت حجرية، وتُعرض منتجات محلية من العسل والأعشاب البرية وفواكه الكرز الطرية. يسير الزائر في صمت كأنه في حضرة شيء أعمق من السياحة، لأن في "إمليل" لحظة نقاء لا تتكرر.

مصدر الصورة الشلالات المتخفية إحدى الممرات المفضلة للسياح في منطقة إمليل (الجزيرة)

متعة ورغان

على مسافة قريبة من إمليل، تتربع منطقة ورغان بين السفوح الخضراء، وتخترقها جداول ماء تنبع من منابع عليا.

يجد الزائر بحيرة اصطناعية صغيرة تتوسط المشهد، وحولها تنتشر مجموعة من المقاهي التي تقدم الطاجين على إيقاع هدير الماء.

تمر المسالك بجانب الحقول والوديان، وتدعو السائح لتأمل تفاصيل الطبيعة من دون استعجال. القرية نفسها بسيطة، لكنها تخبئ الكثير من الهدوء، حيث يمكن الاستلقاء تحت شجرة لوز، أما مراقبة النجوم ليلا في جوء هادئ فتلك قصة لا تنسى.

وكما في أوريكة وإمليل، يمكن التقدم قليلا للاستمتاع بشلالات أمادين، حيث يبدو الجبل أكثر حنانا، والنسيم أكثر ودا، وكل شيء يوحي بأن البساطة لا تحتاج إلى تزيين.

طمأنينة في تغدوين

في محور يميل قليلا إلى الجنوب في اتجاه ورزازات، توصلك الرحلة إلى منطقة تغدوين (55 كيلومترا جنوب شرق مراكش) المشهورة بينابيع مياهها المعدنية الصافية.

يجد الأطفال متعتهم في السباحة في بركة أقيمت على مجرى وادي الزات (الجزيرة)

هي قرية زراعية أصيلة، تخفي بين بيوتها الطينية ملامح الماضي القريب، لكن الهواء هنا أكثر كثافة، ومشبع برائحة الأعشاب الجبلية، والطريق يمر بمحاذاة مدرجات فلاحية تبدو مثل فسيفساء خضراء.

يجد الأطفال متعتهم في السباحة في بركة أقيمت على مجرى وادي الزات، بينما يجد الكبار راحة وطمأنينة في كل مكان.

ويمكن للزائر أن يكمل المسير نحو هضبة ياغور، حيث النقوش التاريخية والمساحات الخضراء على مرمى النظر، في جو بهيج يقل نظيره، وحيث يغيب الصخب، ويحضر المعنى العميق للإجازة.

إعلان

مغامرة أمزميز

في الطريق إلى أمزميز (55 كيلومترا جنوب غرب مراكش)، تجد بحيرة لالة تكركوست ممتدة مثل مرآة وسط الأطلس الكبير، تعكس مراكب صغيرة ووجوها مستمتعة بالهدوء.

الطيران الشراعي من الأنشطة المفضلة في منطقة أمزميز (الجزيرة)

يمكن للزائر أن يمارس أنشطته بلطف، مثل قوارب التجديف أو التنزه على الضفاف أو جلسة شاي على حافة الماء، كما يمكن تجربة الطيران الشراعي في منطقة أغرغور القريبة وسط طبيعة خلابة.

ويفضل البعض إتمام المسير إلى ضواحي أمزميز، وهي قرى حافظت على ذاكرتها، بأزقتها الضيقة وبيوتها الطينية حتى يصل إلى منبع العين الصافية "إمين تلا"، في حين الأسواق الأسبوعية لا تزال تقام كأن شيئا لم يتغير.

وبين تكركوست وأمزميز، تتعدد الملامح وتتناسق: جبال، وأشجار وقرى، وحكايات تنتظر من يسمعها.

بحيرة لالة تكركوست توفر جوا مثاليا لقضاء الصيف في أجواء باردة (الجزيرة)

سهولة الوصول

تنطلق سيارات الأجرة الجماعية نحو أوريكة ولالة تكركوست وتغدوين وإمليل، بأسعار لا تتجاوز 50 درهما (5 دولارات)، وكلها مناطق جبلية بإقليم الحوز، لا تبعد أكثر من ساعة واحدة عن المدينة الحمراء، وتصنف بمثابة حدائق خلفية لها.

ويمكن أيضا استئجار سيارة خاصة ما بين 300 وألف درهم (30 إلى 100 دولار) لليوم الواحد أو تنظيم رحلة عبر وكالة محلية، خصوصا للوجهات المرتفعة قليلا.

والطريق معبدة بشكل جيد، وإن كانت بعض المقاطع الجبلية تتطلب الحذر أثناء القيادة.

أما داخل القرى، فالتنقل يكون غالبا سيرا على الأقدام أو باستخدام دراجات هوائية أو البغال التي تؤجر محليا.

تتوفر في منطقة وزكيتة القريبة من أمزميز إقامات سكنية تطل على مناظر طبيعية خلابة (الجزيرة)

كل منطقة قريبة من الأخرى، ويمكن الجمع بينها في يومين أو 3، بينما ينصح ببدء المسار من أقرب نقطة ثم التدرج نحو الأعالي.

راحة المبيت

تعد الضيافة في هذه القرى جزءا من التجربة، حيث توفر بيوت ضيافة نظيفة ومجهزة بأسعار تبدأ ما بين 200 وألف درهم (20 إلى 100 دولار) لليلة الواحدة.

وغالبا ما تضم هذه البيوت ساحة صغيرة أو شرفة مطلة على الجبال، وتُقدم فيها وجبة فطور تقليدية.

وتسمح بعض الدور بالتخييم، وأخرى توفر حماما تقليديا وتجربة حياة يومية. ويمكن الحجز مباشرة أو عبر وسطاء محليين أو عبر الإنترنت.

في إمليل وأوريكة، توجد خيارات أكثر تنوعا، في حين تبقى تغدوين وورغان الأفضل للراغبين في العزلة والهدوء، حيث المبيت هنا ليس للراحة فقط، بل للاقتراب من حياة لا تتكرر.

متعة التذوق

تعتبر المائدة في إقليم الحوز جزءا من ذاكرة جماعية، ففي كل بيت أو مقهى يطهى الطاجين على مهل، وتقدم الخضر الطازجة المقطوفة للتو. اطلب الطاجين بلحم المعز أو الدجاج بالأعشاب، إلى جانب الكسكس يوم الجمعة.

تعتبر المائدة في إقليم الحوز جزءا من ذاكرة جماعية والبعض يفضل الكسكسي يوم الجمعة (الجزيرة)

تتراوح الأسعار ما بين 60 و150 درهما (6 إلى 15 دولارا) حسب المكونات. ولا تنس الشاي بالزعتر أو الشيبة، والذي يقدم في أكواب زجاجية صغيرة. ويطهى الخبز غالبا في فرن تقليدي، ويُؤكل ساخنا مع زيت الزيتون أو العسل.

وفي بعض القرى، يمكن للزائر المشاركة في إعداد الطعام، أو تذوق منتجات محلية مثل الجبن والزبدة.

شغف الهدايا

لك أن تختار بين هدايا متنوعة منتجة يدويا، مثل العسل الجبلي، والزعتر، زيت أركان، أو القبعات التقليدية والسلال المصنوعة من الدوم، أو الصابون البلدي.

توجد في منطقة أوريكة محلات تبيع منتجات محلية مثل زيت أركان والعسل وهي هدايا مناسبة للزوار (الجزيرة)

لا تتجاوز الأسعار غالبا 100 درهم (10 دولارات)، وكلما أحببت المنطقة، زاد شغفك بمنتجاتها.

وتعرض هذه المنتجات القروية المحلية على طول الطريق، وتوفر المتاجر أماكن للاستراحة تطل على مناظر خلابة.

الرياضة الجبلية من الأنشطة المتداولة في منطقة إمليل (الجزيرة)

وفي هذه المرتفعات، قد تصادف منسوجات صوفية أو أدوات نحاسية وقطعا فخارية من صنع حرفيين محليين.

إعلان

ولا تكلف رحلة لمدة أسبوع إلى هذه المناطق كثيرا، لكنها تمنحك تجربة غنية في حضن الطبيعة، حيث البرودة، الجمال، والبساطة.

كل يوم يحمل قصة جديدة، وكل قرية تفتح دربا نحو قرية أخرى، أما اكتشاف أعالي الجبال، فتلك حكاية أخرى نكتبها لاحقا.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا