في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "يريد فقط قتل الناس"، في إشارة إلى تصاعد التوتر بين الرئيسين، بينما تبدو "الصداقة الحميمة" بينهما على المحك.
ولفت تقرير نشرته صحيفة تايمز -بقلم مراسلها في روسيا مارك بينيتس- إلى أن علاقة بوتين وترامب متقلبة، فمثلا رغم أن ترامب أعرب في مارس/آذار الماضي عن "غضبه" بسبب هجمات روسيا على المدنيين الأوكرانيين، بدا أن العلاقة بينهما بدأت تتحسن بحلول مايو/أيار، إذ وصف ترامب بوتين بأنه "رجل لطيف" بعد مكالمة هاتفية دامت ساعتين.
والآن تمر صداقة الرئيسين بتوتر جديد بسبب استمرار القصف الروسي على أوكرانيا. ومع ذلك، لا يرجح التقرير أن تؤدي التوترات الحالية إلى تغير دائم في السياسة الأميركية يعرقل تطبيع العلاقات مع روسيا.
وجاء التقرير في سياق إعلان ترامب هذا الأسبوع عن حزمة مساعدات دفاعية جديدة لأوكرانيا، رغم تعليقها سابقا بسبب مراجعة البنتاغون للمخزونات.
وفي تصريحات وصفها التقرير بالصادمة، قال ترامب بعد مكالمة مع بوتين إنه لم يحقق أي تقدم معه، "ويبدو أن بوتين يريد فقط مواصلة القتل، وهذا أمر سيئ للغاية".
وأضاف ترامب خلال اجتماع وزاري أن "بوتين يبدو لطيفا ولكنه لا يعني ما يقول، نحن نتلقى الكثير من الهراء منه"، وطالب بتسريع إنتاج الأسلحة الدفاعية لدعم أوكرانيا.
ونسب الكاتب للأكاديمي الروسي فيودور لوكيانوف -رئيس مركز أبحاث مجلس السياسة الخارجية والدفاع الروسي الذي يقدم المشورة للكرملين- قوله إن بوتين يرى ترامب أداة لتحقيق "تغيير عالمي"، لا وسيلة لإنهاء حرب أوكرانيا، ويبدو أن ترامب قد بدأ يفهم ذلك.
ولكن استيعاب حقيقة نوايا بوتين لا يعني تغييرا حقيقيا في السياسة، وبالتالي فلن يؤدي على الأرجح إلى تغيير كبير في السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا، حسب لوكيانوف.
فرغم تهديد ترامب سابقا بفرض عقوبات ثانوية على دول مثل الصين والهند لشرائها النفط والغاز الروسي، لا توجد أي مؤشرات على أنه سيتخذ خطوات فعلية لتنفيذ هذا التهديد، إذ قال مجددا يوم الثلاثاء: "أنا أدرس الأمر"، حسب التقرير.
ويرى أستاذ السياسات الروسية في كينغز كولدج لندن سام غرين أن ترامب بات أقل اهتماما بإنهاء الحرب، وكان هدفه الرئيسي تطبيع العلاقات مع بوتين، أما الآن فقد بات يركز على قضايا أخرى مثل حروب إيران وغزة.
وتساءل غرين عما إذا كان ترامب سيتخلى عن هدف التطبيع إذا استمر القتال، أم سيفصل بين الحرب والعلاقة مع موسكو؟ وبرأي أستاذ السياسات فالأمر يبدو في مصلحة بوتين.
وفي موسكو، عبّر مسؤولون عن استيائهم من تذبذب مواقف ترامب، فها هو الرئيس الروسي السابق ورئيس الوزراء السابق ديمتري ميدفيديف يصف ترامب بأنه يتصرف بطريقة لا يمكن التنبؤ بها، حسب التقرير.
وفي السياق نفسه، وصفت قناة عسكرية روسية موالية للحرب على تليغرام، تصريحات ترامب المتناقضة بأنها "مربكة وتبعث على التشكيك في اتزانه"، في ظل التغير السريع في مواقفه من الدعم العسكري لأوكرانيا.
وسعت كييف بدورها، وفق التقرير، إلى استمالة ترامب مجددا، إذ وقعت اتفاقيات اقتصادية معه وأعلنت تغيير سفيرها في واشنطن استجابة لمطالب حلفائه الجمهوريين.
ورغم كل ذلك، أشار التقرير إلى أن العلاقة بين ترامب وبوتين صمدت أمام تقلبات سابقة، منها فرض ترامب عقوبات على روسيا عام 2016.