"سباق الفضاء".. بيزوس يتحرّك لاستغلال الخلاف بين ترامب وماسك

في ظل احتدام التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، كشفت مصادر صحفية أميركية عن محاولات من جانب جيف بيزوس، مؤسس شركة "أمازون" ومالك شركة "بلو أوريجين" الفضائية، للاستفادة من هذا الخلاف لصالحه.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن شركة بيزوس تجري محادثات مع شخصيات بارزة في حملة ترامب الانتخابية، بهدف تعزيز مكانتها في مشاريع الفضاء التابعة للحكومة الأميركية، وذلك في وقت يتصاعد فيه التوتر بين ماسك وترامب على خلفية خلافات سياسية وتجارية.

حملة ضغط جديدة

بحسب التقرير، بدأت " بلو أوريجين" حملة ضغط قوية لاستعادة نفوذها داخل وكالة الفضاء الأميركية " ناسا" ووزارة الدفاع، مستفيدة من تعثّر العلاقة بين ترامب ومالك شركة "سبيس إكس"، التي تُعدّ المنافس الأكبر لبلو أوريجين في مشاريع الفضاء الممولة حكوميا.

وتشير الصحيفة إلى أن التوتر بين ترامب وماسك بلغ ذروته مؤخرا، خصوصا بعد أن وجّه ترامب انتقادات علنية لماسك على خلفية مواقفه من سياسات الهجرة والذكاء الاصطناعي، في حين رد ماسك بتغريدات حادة وصفت ترامب بأنه "غير كفؤ" لقيادة البلاد مجددا.

استراتيجية بيزوس

في المقابل، يرى مراقبون أن تحرّك بيزوس يأتي في توقيت مدروس، إذ يسعى إلى التقرّب من دوائر القرار الجمهوري مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، في محاولة لاقتناص فرص جديدة بعد سنوات من التراجع أمام هيمنة "سبيس إكس" على صفقات الفضاء.

ويُذكر أن "بلو أوريجين" كانت قد خسرت عدة عقود مهمة لصالح شركة ماسك خلال إدارة ترامب، رغم محاولات بيزوس المتكررة للطعن قانونيا في نتائج تلك المناقصات، وهو ما دفعه إلى تعديل استراتيجيته في الفترة الأخيرة.

صراع المليارديرات يمتد إلى الفضاء

ويُنظر إلى التنافس بين ماسك وبيزوس باعتباره أحد أبرز صراعات المليارديرات في القرن الحادي والعشرين، ويمتد هذا الصراع من التجارة الإلكترونية إلى غزو الفضاء، ومن الإعلام إلى الذكاء الاصطناعي.

في ظل هذا المشهد المتشابك، تبقى العلاقة بين السياسة الأميركية وشركات الفضاء الخاصة مرشحة لمزيد من التداخل، خصوصا مع سعي واشنطن لتعزيز وجودها الفضائي في مواجهة التقدم الصيني والروسي.