في اليوم الحادي عشر من المواجهة بين إسرائيل وإيران، الجيش يقول إنه قصف مواقع البنية التحتية العسكرية في كرمانشاه، وطهران تتوعد واشنطن، وترامب يلمح إلى اهتمامه بـ "تغيير النظام" الإيراني
سعى كبار المسؤولين الأمريكيين، طوال أمس الأحد، إلى التأكيد على أن الغارات الجوية على المواقع النووية الإيرانية لا تعني أن أمريكا دخلت في حرب مع إيران.
ولكن بعد ذلك نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بياناً على وسائل التواصل الاجتماعي بدا متناقضاً مع تلك الرسالة إذ كتب قائلاً: "ليس من الصحيح سياسياً استخدام مصطلح "تغيير النظام"، ولكن إذا كان النظام الإيراني الحالي غير قادر على جعل إيران عظيمة مرة أخرى، فلماذا لا يكون هناك تغيير في النظام؟
ويوجد هناك 40 ألف جندي في القواعد والسفن الحربية في الشرق الأوسط وهم الآن في حالة تأهب قصوى لتنفيذ أوامر وزارة الدفاع للانتقام من إيران.
وقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيراً عالمياً، نصحت خلاله المواطنين الأمريكيين في جميع أنحاء العالم بتوخي المزيد من الحذر.
وبينما ادعى الرئيس ترامب أن المواقع النووية الإيرانية قد تم طمسها فإن المسؤولين يقولون إنهم لا يعرفون حتى الآن حجم الضرر الذي ربما أحدثته الضربات، وأنه من الممكن أن تكون كميات اليورانيوم المخصب قد نُقلت قبل الهجمات الأمريكية.
توعدت طهران، اليوم الاثنين، واشنطن بـ"عواقب وخيمة" ردّاً على الضربات الأمريكية غير المسبوقة على مواقع نووية في الجمهورية الإسلامية، مع دخول الحرب بين إيران وإسرائيل يومها الحادي عشر.
وأعلن متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية إبراهيم ذو الفقاري أن "هذا العمل العدواني، سيوسّع نطاق الأهداف المشروعة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وسيفتح الطريق لتوسيع الحرب في المنطقة" مضيفاً في فيديو بثه التلفزيون الرسمي أن "مقاتلي الإسلام سيلحقون بكم عواقب وخيمة لا يمكن توقعها بعمليات قوية وهادفة".
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نشر عشرين طائرة مقاتلة لتنفيذ ما وصفها بضربات "مبنية على معلومات استخبارتية"، استهدفت مواقع لتخزين وإطلاق الصواريخ، بالإضافة إلى أنظمة الرادار والأقمار الصناعية في مختلف أنحاء إيران.
وطالت موجة الغارات الجوية عدّة مدن إيرانية من بينها العاصمة طهران ومناطق رئيسية أخرى في غرب البلاد.
وقال مراسلو خدمة بي بي سي الفارسية، إنها كانت واحدة من أعنف عمليات القصف التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية.
وبعد إطلاقها وابل الصواريخ الأولي يوم الأحد رداً على الغارات الجوية الأمريكية على مواقعها النووية، يبدو أن إيران أطلقت صاروخاً واحداً فقط باتجاه إسرائيل خلال ليل الأحد، ما أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار.
إن كنتم قد انضممتم إلينا للتو، فإليكم أبرز مستجدات اليوم الحادي عشر من المواجهة بين إيران وإسرائيل حتى الآن:
صرح وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي بأن طائرة عسكرية أجلت 64 بولندياً آخرين من إسرائيل.
وكتب سيكورسكي عبر منصة إكس- X: "على مدار أربعة أيام، عاد نحو 300 بولنديّ ومواطن من دول أخرى بسلام إلى بولندا".
وأضاف أن هذه الرحلة هي ثالث وآخر عملية إجلاء لمواطنين بولنديين من إسرائيل.
صرّح وزير الخارجية الإيراني، الموجود في موسكو لإجراء محادثات في الكرملين، بأنه سيجري "محادثات جادّة وهامة" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتناول "التحديات والتهديدات المشتركة".
وأدانت روسيا الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، إذ قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة إن أمريكا "فتحت باب الشرور".
وفي حال التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بوتين في وقت لاحق الاثنين، فمن المرجح أن يتلقى دعماً قوياً من زعيم الكرملين، لكن يبدو من غير المرجح أن يحصل على مساعدة عسكرية من موسكو.
أعدمت إيران معتقلاً يُدعى محمد أمين شايسته، محكوم عليه بالإعدام بتهمة التعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، بحسب ما أفادت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء الاثنين.
واعتقل شايسته أواخر عام 2023، ووصفته تسنيم بأنه "رئيس فريق سيبراني تابع للموساد".
إيران "سترد بطريقة يصعب تحديد كيفيتها"، يقول الفريق مارك سي. شوارتز، المنسق الأمني الأمريكي السابق لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، لبي بي سي نيوز.
وتتعلق أكبر مخاوف الفريق شوارتز بالقوات الأمريكية المتمركزة في قواعد في العراق والأردن وسوريا، أكثر من تلك الموجودة في البحرين والكويت.
ويقول إن لدى إيران عدة وكلاء في جميع أنحاء المنطقة يمكنهم التصرف نيابة عنها. وستكون كتائب حزب الله العراقية الشيعية المدعومة من إيران، الأكثر قدرة على القيام بذلك، يليها الحوثيون في اليمن.
وصنفت الولايات المتحدة كتائب حزب الله في العراق، المعروفة أيضاً باسم ألوية حزب الله، كمنظمة إرهابية أجنبية في عام 2009.
وبحسب شوارتز فإنه "لا يوجد نقص" في الأهداف العسكرية داخل إيران التي يمكن لإسرائيل مواصلة استهدافها، أو حتى الولايات المتحدة إذا تعرضت قواتها لأي هجوم، لكنه يأمل أن "نُعيدهم إلى طاولة المفاوضات في نهاية المطاف".
مرّ اليوم التالي للهجوم الأمريكي على المواقع النووية الإيرانية، وما يزال الانتظار مستمراً.
أطلقت إيران مجدداً صواريخ باتجاه إسرائيل، لكن التهديد بشنّ هجوم فوري على القوات الأمريكية في المنطقة - التي تضم أكثر من 40 ألف جندي - لم يتحقق.
وطوال اليوم، كان مسؤولون أمريكيون يؤكدون أن الهجمات الأمريكية ليست جزءاً من حملة هجومية أوسع. ويبدو أن هذه التطمينات، إلى جانب تحذير دونالد ترامب ليلة السبت، من رد ساحق على أي عدوان إيراني، أقنعت قادة إيران بتأجيل الرد - على الأقل في الوقت الراهن.
وقال نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، خلال مقابلة تلفزيونية صباحية، "لسنا في حالة حرب مع إيران ... نحن في حالة حرب مع البرنامج النووي الإيراني".
لكن قد يكون ترامب نفسه عقّد هذا الجهد مساء الأحد، بعد إثارته عبر منصته "تروث سوشيال" احتمال تغيير النظام في إيران.
ورغم أنه طرح الأمر بصيغة سؤال بأسلوبه المعتاد، إلا أن كلماته جاءت متعارضة بشدة مع جهود مساعديه، وقد تدفع الإيرانيين إلى التردد. ففي حال شعروا أن سيطرتهم على السلطة مهددة بشكل مباشر، قد تتغير حساباتهم بشأن خطواتهم القادمة.
أعلنت كوريا الشمالية، الاثنين، عن إدانتها الشديدة للضربة الأمريكية ضد إيران.
ووصفت كوريا الشمالية الضربة الأمريكية لمواقع نووية في إيران، بأنها انتهاك خطير للمصالح الأمنية والحقوق الإقليمية لدولة ذات سيادة، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية.
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر موقعه تروث سوشيال، إن الولايات المتحدة تسببت في "أضرار هائلة" بضرباتها على "جميع المواقع النووية في إيران".
وكتب أن "التدمير مصطلح دقيق".
وفي إشارة منه إلى صورة بالأقمار الاصطناعية لم ينشرها عبر منصته، قال ترامب إن "البنية البيضاء الظاهرة مدمجة بعمق داخل الصخور" و"محصنة تماماً ضد النيران"، مضيفاً أن "الضرر الأكبر وقع على عمق كبير تحت مستوى سطح الأرض".
وكتب في آخر منشوره "إصابة دقيقة للهدف".
تحدثت وسائل إعلام ومحللون صينيون عن حرب بين إيران وإسرائيل وعن "احتمال ضئيل" لانهيار النظام الإيراني، خصوصاً في ظل غياب غزو بري شامل.
تُعد الصين من بين الدول التي أعربت عن معارضتها لتدخل واشنطن المباشر في الحرب بين إيران وإسرائيل. وتابعت وسائل إعلام ومحللون صينيون التطورات عن كثب خلال هذه الفترة. وكانت الصين دعت الولايات المتحدة إلى "منع انزلاق الأوضاع في المنطقة نحو الهاوية وتفادي وقوع كارثة أكبر".
كتب مينغ جينوي، الصحفي السابق في وكالة أنباء شينخوا، أن النظام الإيراني لن ينهار إذا لم تشن الولايات المتحدة أو إسرائيل حرباً برية شاملة في المستقبل القريب. وأضاف أن على هذا النظام أن يدرك حاجته إلى "التعاون الكامل مع الصين" و"الاعتماد التام على التحديث العسكري الصيني" لبناء منظومة دفاع جوي وقدرات هجومية مضادة يمكن الوثوق بها.
ونقلت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، عن البروفيسور نيو شينتشون من معهد بحوث الصين والعالم العربي في جامعة نينغشيا، أن النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل خلال الأسبوع الماضي - التي كانت "تفوق توقعات" إسرائيل والولايات المتحدة - دفعت واشنطن إلى الاعتقاد بأن المخاطر الناتجة عن التدخل المباشر "تراجعت".
دعا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الصين، إلى المساعدة في منع إيران من إغلاق مضيق هرمز، الممر التجاري الحيوي الذي يمر عبره نحو ربع النفط والغاز في العالم.
وجاءت تعليقات روبيو في أعقاب تقارير بثها التلفزيون الرسمي الإيراني تفيد بأن برلمان البلاد وافق على إجراء لإغلاق الممر المائي الضيق.
قال روبيو في مقابلة مع فوكس نيوز، "أشجّع الحكومة الصينية في بكين على التواصل معهم بشأن ذلك، لأنهم يعتمدون بشكل كبير على مضيق هرمز في الحصول على نفطهم".
وأضاف "إذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك خطأً فادحاً آخر. إنه انتحار اقتصادي بالنسبة لهم إذا فعلوا ذلك".
يشار إلى أن أي اضطراب في الإمدادات سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، إذ يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط مع تضرر كبار المستوردين، مثل الصين والهند واليابان بشدة.
ويقول محللون إن سلطة إغلاق المضيق تقع على عاتق الجهات الأمنية في البلاد وليس البرلمان، ولأن إيران تعتمد أيضاً على العبور عبر المضيق لصادراتها واقتصادها، فإن ذلك سيكون خطوة انتقامية محفوفة بالمخاطر.
وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة الروسية موسكو، للقاء مسؤولين في الكرملين والتباحث معهم.
وكان عراقجي، الذي التقى وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في جنيف في سويسرا الجمعة وسافر إلى إسطنبول في اليوم السابق، في نفس الوقت الذي شنت فيه الولايات المتحدة غارة جوية على المنشآت النووية الإيرانية، قد توجه إلى موسكو في وقت مبكر من صباح الاثنين للتشاور ربما مع المسؤولين الروس بشأن الحرب بين البلاد وإسرائيل التي دخلت مرحلة جديدة بعد الهجمات الأمريكية الليلة الماضية.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن لقاء عراقجي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال هذه الرحلة.
وقبل يومين، قال بوتين إن إيران لم تطلب المساعدة من هذا البلد بعد.
وقال السفير الروسي في اجتماع مجلس الأمن الدولي الأخير إن الكرملين أعرب مراراً وتكراراً عن استعداده للتوسط بين إيران وإسرائيل، لكن واشنطن لا تولي اهتماماً لعرض موسكو.
أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين، عن إطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، بعد رصد إطلاق صاروخ من إيران.
وأبلغ الجيش الإسرائيلي، المدنيين بعد وقت قصير، أنه بات من الآمن الخروج من الملاجئ، في إشارة إلى انتهاء التهديد في الوقت الراهن.
وعلى مدار يوم الأحد، تبادلت إسرائيل وإيران الهجمات.
من إيران إلى إسرائيل
في وقت سابق الأحد، تعرضت تل أبيب لقصف بصواريخ بالستية من إيران، أسفرت عن أضرار في مبانٍ سكنية.
وأطلق ما لا يقل عن 27 صاروخاً إيرانياً على دفعتين، إذ استهدفت بعض الصواريخ مناطق في شمال ووسط إسرائيل، بما في ذلك حيفا، نيس تسيونا وريشون لتسيون.
من إسرائيل إلى إيران
أرسلت إسرائيل 20 طائرة مقاتلة لتنفيذ ما سمته "ضربات استناداً إلى معلومات استخباراتية" في طهران وكرمانشاه وهمدان.
قال مسؤولون إسرائيليون إن الأهداف شملت منشآت تخزين وإطلاق صواريخ، وأنظمة رادار وأقمار صناعية، وقاذفة صواريخ أرض-جو قرب طهران.