آخر الأخبار

ذكاء اصطناعي وهجمات سيبرانية.. أسلحة جديدة بين إيران وإسرائيل

شارك
من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية في طهران - رويترز في 19 يونيو 2025

في زمن لم تعد فيه الحرب تقتصر على الأسلحة والمدافع والدبابات، برزت الجبهة الرقمية كساحة صراع لا تقل ضراوة خلال الحرب الدائرة الآن بين إسرائيل وإيران.

فخلال المواجهة، ظهرت أسلحة من نوع جديد مثل هجمات سيبرانية على بنوك، ودمج تقنيات ذكاء اصطناعي في الهجمات العسكرية.

في هذا الشأن، قال الخبير المصري في عمليات الأمن السيبراني الدكتور محمد محسن رمضان لـ"العربية.نت"، إن إيران تعرضت لهجوم سيبراني كبير فخلال أيام معدودات تلقت 6700 هجمة سيبرانية، استخدمت تقنية الحرمان من الخدمة وتسمى DDoS التي شلّت الوصول إلى الإنترنت وأثرت على البنوك، والصرافات الآلية، والخدمات الإلكترونية الحكومية، ما دفع الحكومة الإيرانية لفرض قيود مشددة على الإنترنت.

كما أضاف أن مجموعة "بريداتوري سبارو" - المشتبه في ارتباطها بالاستخبارات الإسرائيلية – تبنّت اختراقا خطيرا لبنك "سبه" الإيراني، ما أدى إلى تعطيل صرف رواتب موظفين حكوميين. وأوضح أن هذه الهجمات ليست سوى حلقة ضمن سلسلة ممتدة من الاستهداف الرقمي لمنشآت الطاقة، وسائل الإعلام، ومحطات الوقود.

صورة لمبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية في طهران بعد تعرضه لضربة إسرائيلية- رويترز بتاريخ 19 يونيو 2025

أكثر الدول تطوراً

وأشار الخبير المصري إلى أن إسرائيل تمثل اليوم واحدة من أكثر الدول تطورًا في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وقد نجحت في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجيتها العسكرية والاستخباراتية، وقد تجلت ملامح هذا التكامل في رصد وتحليل البيانات الضخمة لاكتشاف تحركات الحرس الثوري وشحنات الأسلحة، وتحديد الأهداف العسكرية بدقة متناهية عبر الطائرات بدون طيار المدعومة بتقنيات الذكاء الإصطناعي.

إلى ذلك، لفت إلى أن إسرائيل شنت هجمات سيبرانية ذكية تستهدف البنية التحتية الإيرانية وتُحدث تأثيرا فعّالا بأقل تكلفة بشرية، وتحليل الرأي العام الإيراني عبر أدوات الذكاء الاصطناعي لفهم المزاج الشعبي وتوجيه حملات رقمية مضادة.

مبنى تابع للإذاعة الإيرانية تضرر بشدة بعد أن استهدفته ضربة إسرائيلية قبل عدة أيام في طهران - فرانس برس بتاريخ 19 يونيو 2025

رسائل تحريضية

وأوضح أن الحرب لم تعد تقتصر على البنية التحتية، بل امتدت إلى المجال المعنوي، حيث تم اختراق هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وبُث رسائل تحريضية تدعو للاحتجاج، وانتشرت مقاطع فيديو معارضة على منصات التواصل الاجتماعي، في إطار حملة رقمية مركّزة، موضحا أن الحرب الإعلامية هذه تقودها أدوات تحليل الذكاء الاصطناعي التي تراقب الكلمات المفتاحية، وتحدد أوقات الذروة، وتستهدف مجموعات سكانية معينة برسائل مصممة بدقة.

كذلك كشف أن من أخطر ملامح هذه الحرب الرقمية، نشر الأخبار المضللة والمعلومات المركّبة (Disinformation) على نطاق واسع، وتقارير تتحدث عن استخدام إسرائيل تطبيقات مثل واتساب وتيليغرام كأدوات تجسسية، في حين نفت الشركات المالكة ذلك رسميا.

جرس إنذار

إلى ذلك، قال إن ما يحدث بين إسرائيل وإيران هو جرس إنذار لكل دولة في المنطقة، موضحا أن بدء المعارك في المستقبل قد لا يعلن في نشرات الأخبار، بل قد تبدأ باختفاء شبكة الكهرباء أو توقف النظام البنكي أو انتشار شائعة على منصة افتراضية تؤدي إلى اضطرابات حقيقية. وأشار إلى أن القوة لم تعد تُقاس بحجم الجيوش بل بعدد الخوادم، وكفاءة الكود، ومرونة الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أنه إذا لم نُدرك ذلك اليوم، فقد نُفاجأ غدًا بأن المعركة قد بدأت دون أن نكون مستعدين لها.

وكانت المواجهات المستعرة بين إسرائيل وإيران منذ الجمعة الماضي (13 يونيو)، أظهرت ارتفاعا في الهجمات الإلكترونية، حيث أعلنت مجموعة قرصنة مؤيدة لإسرائيل تُعرف باسم Predatory Sparrow، أمس مسؤوليتها عن تعطيل بنك إيراني كبير واختراق بورصة إيران للعملات المشفرة.

فيما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، أن إسرائيل شنت هجوما إلكترونيا واسع النطاق على البنية التحتية الحيوية للبلاد.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا