في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز إن الغارات الجوية الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية أثارت مخاوف من حدوث تلوث إشعاعي وكيميائي، ورغم أن هذه الضربات لم تؤدّ إلى كارثة نووية بعد، فإنها تثير قلقا عالميا متزايدا.
وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من استهداف البنية التحتية النووية في إيران، مشيرا إلى أن التصعيد العسكري في محيط المنشآت قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي له عواقب خطيرة، وفق التقرير.
واستعرض التقرير، بقلم محرر الشؤون العلمية بالصحيفة مايكل بيل، أهم تداعيات الضربات الإسرائيلية في ثلاثة أسئلة.
وأكد التقرير أن الهجوم الإسرائيلي على منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم أدى إلى تلوث إشعاعي محلي داخل المنشأة، دون تأثير خارجي، مما يعني عدم وجود تهديد مباشر للسكان.
وذكر التقرير أن التلوث داخل المنشأة ناتج بشكل أساسي عن جسيمات ألفا، وهي إشعاعات ضررها محدود إذا بقيت خارج الجسم، وأكد غروسي للصحيفة أنه من الممكن السيطرة عليها باستخدام وسائل الحماية المناسبة مثل أقنعة التنفس.
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من قصف منشآت أخرى مثل أصفهان -التي قصفت بالفعل- و فوردو وخنداب و بوشهر .
ولفت التقرير إلى أن التلوث الكيميائي يشكل خطرا أكبر من الإشعاعي، خصوصا بسبب مركب سداسي فلوريد اليورانيوم -المستخدم في تخصيب اليورانيوم- الذي يمكن أن يتحول إلى فلوريد الهيدروجين السام عند تفاعله مع الماء أو الرطوبة في الهواء.
ويمكن أن ينتشر فلوريد الهيدروجين كغاز، وقد يكون مميتا إذا تم استنشاقه، إذ إنه يتحول إلى حمض الهيدروفلوريك عند ملامسته الماء في جسم الإنسان، وهو حمض حارق يؤدي إلى تآكل الأنسجة البشرية.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أول الاثنين إنه من المحتمل أن يكون سداسي فلوريد اليورانيوم قد انتشر -بجانب مركبات أخرى- داخل منشأة نطنز.
وأوضح التقرير أن اليورانيوم -وهو العنصر الأساسي في الوقود النووي المستخدم في المفاعلات النووية – ضعيف الإشعاع في حد ذاته، ويصبح أكثر خطورة فقط إذا خضع لانشطار نووي، كما يحدث في المفاعلات والقنابل النووية.
وأكد خبراء من الوكالة الذرية للصحيفة أنه من الصعب أن يؤدي اليورانيوم المخصب وحده إلى تلوث إشعاعي كبير خارج الظروف الموجودة بالمفاعلات.
وأضاف أستاذ البيئة في جامعة بورتسموث البريطانية جيم سميث أن التلوث الخطير عادة ما ينتج عن عناصر أخرى مثل اليود المشع والسيزيوم المشع، وهي منتجات انشطار نووي تدخل في السلسلة الغذائية وتتراكم في أجسام الحيوانات والبشر، كما حدث في كارثة تشيرنوبل عام 1986.
وأشار التقرير إلى أن مخاطر الإشعاع الخارجي في منشآت مثل نطنز وفوردو منخفضة لأن مفاعلاتها مدفونة تحت الأرض، ويتطلب تدميرها قوة نارية هائلة قد تتجاوز حتى قدرات إسرائيل.
ورجح سيمون بينيت، مدير وحدة السلامة المدنية والأمن بجامعة ليستر، أن أي تلوث خارج مواقع المنشآت سيكون محدودا بسبب عمقها تحت الأرض وتدريب طواقمها على إدارة الأوضاع في حالة حدوث تلوث نووي، حسب التقرير.
ووفق التقرير، أدانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جميع الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية المخصصة لأغراض سلمية، مؤكدة أن مثل هذه الأفعال تمثل انتهاكا للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.