في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
رغم التهديد الأميركي بالتدخل المباشر لمساندة إسرائيل في الحرب التي تشنها على إيران منذ يوم الجمعة الماضي، فإن المسؤولين الإيرانيين يتجهون للتصعيد ويرفضون الاستسلام، وسط توقعات بلجوئهم لضرب القواعد الأميركية بالمنطقة .
وبحسب ما قاله مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز فإن ضرب واستهداف القواعد الأميركية في المنطقة أسهل بالنسبة لإيران من إرسال الصواريخ إلى إسرائيل.
وقد أكد رئيس الأركان الإيراني الجنرال عبد الرحيم موسوي، في كلمة أمس الثلاثاء، أن بلاده ستنتقل من الضربات الدفاعية إلى العقابية، وهو تهديد يرى فايز أنه كان موجها بالأساس للرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الذي طالب إيران باستسلام غير مشروط.
ويعوّل الإيرانيون في هذه التهديدات إلى وجود الكثير من المصالح الأميركية بالقرب من إيران، على عكس إسرائيل البعيدة جدا عنها والتي تتطلب إجراءات معقدة لضربها تنحصر كلها في الصواريخ والمسيَّرات.
في المقابل، تمثل الأهداف الأميركية الموجودة في الخليج العربي والمحيط الهندي وباب المندب، أهدافا سهلة لإيران التي بنت عقيدتها العسكرية على مواجهة التموضع العسكري الأميركي بالمنطقة وليس المواجهة بعيدة المدى.
لذلك، من الممكن أن يكون بحر العرب وجنوب إيران والمنطقة المعاكسة للبحر الأحمر وصولا للبحر الأحمر، كلها مسرح عمليات في هذه المواجهة التي ستمثل البحرية الإيرانية القوة الضاربة فيها، وفق فايز.
وتوقع فايز أن تدخل الولايات المتحدة على خط الحرب هذه الليلة لكنه استبعد أن تكون البداية بضرب منشأة " فوردو "، التي قال إنها تضم مفتشين دوليين. وقال إنه من غير المنطقي أن يمنح موظفون دوليون وغربيون ساعات قليلة للانسحاب من المنشأة قبل ضربها.
وخلص إلى أن ضرب منشأة "فوردو" قد يكون آخر مراحل التدخل الأميركي في الحرب ضد إيران وليس أولها.
وتعتبر منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، ثاني أبرز موقع نووي في البلاد، وتنتج اليورانيوم عالي التخصيب، بنسبة نقاء انشطاري تقترب من المستويات اللازمة للتصنيع العسكري.
وتشكل المنشأة تحديا أمام الاستهدافات الإسرائيلية التي تسعى إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني ، وذلك بسبب موقعها الحصين في عمق جبال منطقة فوردو، مما يجعلها عصية على التدمير عبر الهجمات الجوية التقليدية.
في غضون ذلك، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن ترامب يفكر جديا في الانضمام للحرب وشن ضربة على منشآت إيران النووية خاصة منشأة فوردو.
وبحسب المسؤولين، فإن نتنياهو والمؤسسة العسكرية يعتقدان أن ترامب قد يدخل الحرب قريبا لقصف منشأة فوردو، التي نقلت "سي إن إن"، عن مسؤولين -أمس الثلاثاء- أن ترامب يفكّر بجدية في توجيه ضربة لها.
في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين أن الجيش الأميركي ينقل مقاتلات إلى الشرق الأوسط، وقال مسؤول أميركي إن عمليات الانتشار في الشرق الأوسط تشمل طائرات مقاتلة إف-16 وإف-22 وإف-35 . فيما أكد مسؤولان آخران الطبيعة الدفاعية لنشر الطائرات المقاتلة واستخدامها لإسقاط الطائرات المسيّرة والمقذوفات.
كما قالت مصادر للجزيرة إن قاذفات بي 52 توفر خيارات في حال فشل الدبلوماسية مع إيران، وأشارت إلى أن قاذفات بي 52 تتمركز حاليا في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.
وفجر يوم الجمعة الماضي أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما خلّف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا، وفق التلفزيون الإيراني.
ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وخلفت حتى ظهر الاثنين نحو 24 قتيلا ومئات المصابين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية ووسائل إعلام عبرية.