قال محامون بفريق الدفاع الذي يمثل نشطاء سفينة مادلين لبي بي سي نيوز عربي إن النشطاء الثمانية المحتجزين حالياً في مركز الاحتجاز بالرملة يمثلون منذ ظهيرة الثلاثاء أمام القضاء الإسرائيلي؛ ولم تنته الجلسة حتى الآن.
ومن المتوقع أن يبت القضاء الإسرائيلي بترحيلهم لبلدانهم.
وأوضح فريق الدفاع أن المحتجزين الثمانية سيقولون في جلسة الاستماع إنهم أرغموا على دخول الحدود الإسرائيلية بعد اعتراض سفينتهم في المياه الدولية وبالتالي لا ينبغي التعامل معهم وفقاً لقانون الهجرة الإسرائيلي لعام ١٩٥٢ الذي يصنفهم حاليا كمهاجرين غير شرعيين و يمنعهم من دخول إسرائيل لمدة مائة عام.
وقبل ساعات وصلت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ والصحفي في شبكة الجزيرة عمر فياض إلى باريس بعد ترحيلهم من إسرائيل.
وكان ائتلاف أسطول الحرية قد أعلن في بيان له ترحيل أربعة أشخاص من أصل 12 ناشطاً كانوا على متن السفينة "مادلين" من إسرائيل بعد حوالي 24 ساعة من انقطاع الاتصال بهم.
وأشار الائتلاف في بيانه، إلى أن محامي مركز عدالة (المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل)، تمكن من مقابلة عشرة من المحتجزين الاثني عشر، في حين مثل عمر فياض، الصحفي في قناة الجزيرة، ويانيس محمدي، الصحفي الفرنسي، محام خاص لكل منها.
وأكد الائتلاف استمرار احتجاز ثمانية نشطاء في إسرائيل، مشيراً إلى أن السلطات الإسرائيلية تتعامل مع النشطاء "وكأنهم دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية ـ على الرغم من اختطافهم بالقوة من المياه الدولية وإحضارهم إلى إسرائيل ضد إرادتهم".
وأشار الائتلاف إلى أن السلطات الإسرائيلية خيّرت النشطاء بين توقيع وثائق تُقرّ بالموافقة على الترحيل، أو البقاء رهن الاحتجاز والمثول أمام المحكمة، مؤكداً بأن استمرار احتجاز النشطاء هو إجراء "غير قانوني، وله دوافع سياسية، ويمثل انتهاكًا مباشراً للقانون الدولي".
وفي وقت سابق أعلنت إسرائيل الثلاثاء عن مغادرة الناشطة السويدية غريتا تونبرغ إلى فرنسا عبر رحلة جوية، بعدما احتُجزت مع نشطاء آخرين على متن سفينة مساعدات متجهة إلى غزة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية على حسابها الرسمي في إكس "غريتا تونبرغ تغادر إسرائيل في رحلة إلى فرنسا"، وأرفقت المنشور بصورتين للناشطة وهي في الطائرة.
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية نقل الناشطين الذين كانوا على متن السفينة الشراعية "مادلين" إلى مطار تل أبيب تمهيداً لإعادتهم إلى بلدانهم.
وقالت الوزارة في بيان إنّ "من يرفض توقيع أوراق الترحيل ومغادرة إسرائيل سيحال إلى جهة قضائية، وفقاً للقانون الإسرائيلي".
من جهة أخرى، أوضح وزير الخارجية الفرنسي جان - نويل بارو أن ناشطَين فرنسيَين احتجزتهما السلطات الإسرائيلية على متن السفينة "مادلين" التي حاولت الوصول إلى قطاع غزة، قَبِلا ترحيلهما من إسرائيل، في حين رفض أربعة آخرون من بينهم النائبة الأوروبية اليسارية ريما حسن.
وقال بارو "حتى الآن، وافق اثنان منهم على توقيع استمارة الترحيل التي تسمح لهما بالعودة ورفض أربعة منهم ذلك"، موضحاً أن النائبة ريما حسن كانت من بين الذين رفضوا.
وكانت السفينة "مادلين"، التي احتجزتها إسرائيل ومنعت وصولها إلى غزة، قد وصلت إلى ميناء أسدود الإسرائيلي بمرافقة سفن حربية إسرائيلية، مساء الاثنين.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن من كانوا على متن السفينة - ومن بينهم النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن والناشطة السويدية البارزة غريتا تونبرغ - "يخضعون لفحوصات طبية للتأكد من سلامتهم".
وأكد المنظمون أن سفينة "مادلين" كانت تهدف إلى نقل كمية "رمزية" من المساعدات إلى غزة، في تحدٍ للحصار البحري الإسرائيلي، مؤكدين اعتراضها في المياه الدولية فجر الاثنين، بينما تصف إسرائيل السفينة بأنها "يخت السيلفي".
وفي وقت سابق، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن رصد سفينة "مادلين" قبالة سواحل إسرائيل في طريقها إلى ميناء أسدود.
واعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة مادلين التابعة لتحالف أسطول الحرية والمتجهة إلى غزة والتي تحمل شحنة صغيرة من المساعدات الإنسانية في المياه الدولية صباح الاثنين 9 يونيو/حزيران 2025.
وصباح الاثنين، سيطرت قوات إسرائيلية على سفينة المساعدات الإنسانية التي كانت تحاول كسر حصار بحري على قطاع غزة واحتجزتها، وقادتها، وعلى متنها 12 شخصاً، نحو ميناء إسرائيلي.
وندد ائتلاف أسطول الحرية الذي سيّر الرحلة، بـ"الانتهاك الواضح للقوانين الدولية" مؤكداً أن الاعتراض تم في المياه الدولية.
ويشكل اعتراض سفينة إنسانية في المياه الدولية إشكالاً قانونياً، لأنه ينتهك مبدأ حرية الملاحة المنصوص عليه في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS)، التي تحظر اعتراض السفن إلا في حالات استثنائية كالجريمة أو القرصنة. وبما أن السفن الإنسانية تؤدي مهام إنقاذ، فإن اعتراضها دون مبرر قانوني واضح يُعد خرقاً للقانون الدولي وقد يعرّض الدولة للمساءلة.
وقالت مسؤولة التحالف، هويدا عراف، إن إسرائيل "لا تملك السلطة القانونية لاحتجاز المتطوعين الدوليين على متن السفينة مادلين".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن البحرية وجَّهت القارب لتغيير مساره عندما اقترب من "منطقة محظورة"، وبعد نحو ساعة، قالت إن القارب يُسحب باتجاه السواحل الإسرائيلية. وكتبت الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي: "من المتوقع أن يعود الركاب إلى بلدانهم"، موضحة أن "الكمية الصغيرة من المساعدات التي تبقّت على اليخت ولم يستهلكها المشاهير ستنقل إلى غزة عبر قنوات إنسانية حقيقية".
وسبق ذلك، إطلاق صفارات إنذار من قِبَل سفينة مادلين - التي تحمل على متنها نشطاء ومواد تموينية، وتتجه لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة - للتحذير من احتمال اعتراضها.
وترفع السفينة العلم البريطاني، ويديرها ائتلاف أسطول الحرية المؤيد للفلسطينيين.
وكانت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي، ريما حسن، الموجودة على متن السفينة، بثت مقطع فيديو عبر حسابها على إنستغرام، كتب عليه "إنهم هنا" في إشارة إلى وصول القوات الإسرائيلية.
كما نشر الناشط البرازيلي، ثياغو أفيلا، الموجود على متن "مادلين" أيضاً، عبر حسابه على إنستغرام تحذيراً، وقال إن "السفينة طُوّقت".
لاحقاً، نشر الائتلاف عبر حسابه على تلغرام رسالة صوتية لأفيلا، يقول فيها: "حاصرتنا أضواء كثيرة في آن واحد؛ كانوا يحيطون بقاربنا، لكنهم في النهاية واصلوا طريقهم".
ثم جدد أفيلا التحذير من هجوم محتمل على السفينة بقوله، إن هناك طائرات مسيرة إسرائيلية قربهم، وفق ما نقل عبر حسابه على منصة إنستغرام، قبل أن تصعد قوات إسرائيلية على متن السفينة لاحقاً.
وفي وقت سابق، قالت المقررة الأممية المختصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، عبر منصة إكس، إن خمسة زوارق إسرائيلية سريعة أحاطت بالسفينة.
وأضافت أنها على تواصل مع ركاب السفينة حيث "يُصدر القبطان تعليمات للفريق بالهدوء والجلوس، مع جوازات سفرهم وسترات النجاة"، وأوضحت" "أسمعهم يتحدثون مع جنود إسرائيليين وأنا أكتب، يُخبرونهم أنهم يحملون مساعدات إنسانية وأنهم سيغادرون بسلام في الوقت الحالي".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بمنع مرور السفينة مادلين التابعة لتحالف أسطول الحرية إلى شواطئ غزة.
وأمر كاتس، الجيش الإسرائيلي، بعرض فيديو عن "مذبحة" السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، على النشطاء بعد وصولهم إلى إسرائيل.
في حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية عما وصفته بمصدر أمني رفيع قوله إن الجيش الإسرائيلي يعتزم "السيطرة بشكل سلمي" على السفينة وجرها إلى ميناء أسدود واعتقال الناشطين الموجودين على متنها.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، بتوفير "الحماية" للناشطين الدوليين وتلبية ندائهم برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، و"وقف جرائم الإبادة والتهجير وإدخال المساعدات الإغاثية بشكل مستدام ودون قيد أو شرط".
وأشادت الوزارة في بيان، بجهود النشطاء و"تحملهم مشاق ومخاطر عالية في البحر من أجل هذا الهدف الإنساني السامي في الوقوف إلى جانب شعبنا في القطاع".
فيما اعتبرت حركة حماس، اعتراض سفينة مادلين ومنعها من إيصال مساعدات رمزية إلى قطاع غزة "انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي"، مطالبة في بيان، بإطلاق سراح النشطاء على متنها "فوراً"، وحملت إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن سلامتهم".
ودعت حماس، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إلى "إدانة هذه الجريمة، والتحرّك العاجل لكسر الحصار على شعبنا".
دولياً، نددت تركيا باحتجاز إسرائيل للسفينة، وقالت إن ذلك "انتهاك بيّن للقانون الدولي".
وقالت وزارة الخارجية التركية إن هذا التدخل يهدد الأمن البحري "ويظهر مجدداً أن إسرائيل تتصرف كدولة إرهابية".
كما استنكرت إيران اعتراض إسرائيل السفينة، ووصفت ذلك بأنه عمل "قرصنة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي في طهران، إن "الهجوم على هذه السفينة يعد شكلاً من أشكال القرصنة بموجب القانون الدولي، لأنه حدث في المياه الدولية".
وأعربت فرنسا عن رغبتها في "تسهيل العودة السريعة إلى فرنسا" للمواطنين الستة الذين كانوا على متن السفينة.
ويقول ائتلاف أسطول الحرية إن السفينة مادلين كانت تحمل كمية رمزية من المساعدات، بما في ذلك الأرز وحليب الأطفال.
كما كان على متنها مواطنون من البرازيل وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد وتركيا، من بينهم الناشطة البيئية غريتا تونبرغ.
وأبحرت "مادلين" من صقلية، الأحد الماضي، متجهة إلى غزة لإيصال مساعدات وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
ونشر ناشطو أسطول الحرية سلسلة مقاطع فيديو مسجلة مسبقاً للأشخاص الذين كانوا على متن السفينة، بينها فيديو لتونبرغ تقول فيه "إذا شاهدتم هذا الفيديو، فهذا يعني أنه تم اعتراضنا واختطافنا في المياه الدولية".
ونقلت وكالة فرانس برس عن محمود أبو عودة المسؤول الإعلامي في تحالف أسطول الحرية ومقره ألمانيا، إن "الناشطين يبدو أنهم تعرضوا للاعتقال".
وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية سفينة "مادلين" بأنها "يخت سيلفي" للمشاهير، مشيرة إلى أنهم "بخير" بعد اعتراضهم، وفي طريقهم إلى إسرائيل "بأمان"، ومن المتوقع أن يعودوا إلى أوطانهم.
ونشرت الوزارة الإسرائيلية صوراً ومقاطع فيديو على منصاتها للتواصل الاجتماعي لناشطي أسطول الحرية، وهم يرتدون سترات النجاة ويتلقون الطعام والماء.
وانتقدت الوزارة المجموعة قائلةً إنها "حاولت إثارة استفزاز إعلامي هدفه الوحيد هو كسب الدعاية - والذي تضمن أقل من شاحنة واحدة من المساعدات".
وقالت وزارة الخارجية "هناك طرق لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة - وهي لا تتضمن صور سيلفي على إنستغرام".
ويأتي ذلك فيما تتواصل تحذيرات الأمم المتحدة، من المجاعة وسوء التغذية وانتشار الأمراض في غزة.
وبدأت إسرائيل مؤخراً بالسماح بدخول مساعدات محدودة إلى غزة بعد حصار برّي دام ثلاثة أشهر.
وتوزع هذه المساعدات من خلال مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، وتواجه انتقادات واسعة بسبب آلية التوزيع التي تتبعها.
وقد شهد الأسبوع الماضي، سلسلة من الحوادث المميتة على الطريق المؤدي إلى موقع توزيع مساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية في غزة.
ومن تونس، انطلقت، الاثنين، قافلة "الصمود" الرمزية التي تضم مئات الأشخاص، معظمهم تونسيون، على أمل الوصول إلى غزة سعياً "لكسر الحصار الإسرائيلي" عن القطاع الفلسطيني، وفق المنظمين.
وقال المنظمون إن القافلة لا تحمل مساعدات إلى غزة، لكنها تهدف إلى القيام بعمل "رمزي" في القطاع الذي وصفته الأمم المتحدة بأكثر الأماكن جوعاً على الأرض.
وتضم القافلة أطباء وهي تسعى للوصول إلى معبر رفح في جنوب قطاع غزة، عبر المرور بليبيا ومصر، رغم أن القاهرة لم تقدم حتى الآن تصاريح مرور، بحسب الناشطة جواهر شنّة التي تحدثت لوكالة فرانس برس.
وفجر الاثنين، صعد ناشطون يحملون الأعلام التونسية والفلسطينية في نحو عَشر حافلات، مصحوبين بزغاريد النساء وبتشجيع الأقارب.
وأوضحت شنّة، المتحدثة باسم "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس" المنظِمة للقافلة: "نحن حوالي ألف شخص، وسينضم إلينا المزيد في طريقنا".
وأضافت: "مصر لم تعطنا إذناً لعبور حدودها بعد، لكن سنرى ما سيحدث عند الوصول إلى هناك". كما أشارت شنّة إلى أن ناشطين جزائريين وموريتانيين وليبيين كانوا أيضاً من بين المجموعة التي تخطط للسفر على طول السواحل التونسية والليبية، قبل الوصول إلى رفح بحلول نهاية الأسبوع.