آخر الأخبار

إسرائيل على مفترق حاسم.. الضغوط تحاصر نتنياهو وهدنة غزة قد تنقذه

شارك
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر في القدس في 21 مايو الحالي (أسوشيتد برس)

تهدد أحزاب "الحريديم" في إسرائيل بالدعوة لانتخابات مبكرة إذا لم يتم إقرار قانون إعفاء شباب "الحريديم" المتدينين من التجنيد في الجيش الإسرائيلي، كما وعدهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وقد بدأ حزبا "بهدوت هتوراة" و"اغودات يسرائيل" بمشاركة حزب "شاس" في عدد من الإجراءات الاعتراضية داخل الكنيست، كعدم التصويت مع الائتلاف الحكومي. هذا الأمر أدى إلى سحب كل مقترحات القوانين الحكومية أو التي تقدم بها أعضاء من الائتلاف الحاكم، في خطوة عادة ما تكون مقدمة للانسحاب أحزاب من الائتلاف الحكومي وإسقاط الحكومة.

من جهة أخرى، يهدد حزبا "عوتسماه ليسرائيل" (حزب الوزير إيتمار بن غفير) و"الصهيونية الدينية" (حزب الوزير بتسلئيل سموتريتش) بترك الحكومة إذا تم وقف القتال بغزة وإنهاء الحرب.

هاذان الأمران وضعا نتنياهو، الذي يلقَّب داخل إسرائيل بـ"الشاطر" أو "الساحر" في مسائل الائتلافات الحزبية، بورطة ليست بالسهلة.

يذكر أن المعارضة ضعيفة حالياً في إسرائيل، فهي لا تملك إلا 52 عضواً في الكنيست مقابل 68 عضواً للائتلاف الحاكم. وفي مسألة الصفقة المحتملة مع حركة حماس ووقف النار في غزة، تقدم المعارضة لنتنياهو نوعا من "شبكة أمان" لضمان استمرار الحكومة حتى التوصل لوقف للحرب على الأقل، ثم لاتفاق على موعد للانتخابات.

من جهة أخرى، وفي موضوع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية لـ"الحريديم"، فإن أعضاء من الائتلاف الحكومي سيصوتون ضد القانون لأنهم يرون أن "الحريديم" لا يتحملون عبء التجنيد و"الدفاع عن الدولة" مثل بقية الإسرائيليين. من جهتهم، يعتبر "الحريديم" أن صلاتهم ودراستهم للتوراة "تنقذ إسرائيل". وقد صرّح كبار الحاخامات في إسرائيل مؤخراً أن صلاتهم فقط "هي التي تنقذ إسرائيل" أما الجيش "فلا قيمة له"، لذا طلبوا من شبابهم رفض أوامر التجنيد.

جنود إسرائيليون على متن مركبات عسكرية تشق طريقها من الحدود الإسرائيلية إلى غزة في 20 مايو الحالي (نقلاً عن وكالة "رويترز")

وفي هذا السياق، يقول مقرّب من نتنياهو إن "المعضلة معقدة جداً وتحتاج خبراء في تفكيك الألغام" لحلها، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية "يواصل الليل بالنهار لضمان ائتلاف، ولو بـ61 عضواً بالكنيست، إذ يحاول إقناع حزب شاس (الذي يملك 10 مقاعد) بعدم ترك الحكومة بسبب قانون الإعفاء من التجنيد. وفي هذه الحالة ستظل لدى نتنياهو أغلبية ضئيلة، إلا أنها متينة، في الكنيست".

ويضيف المقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية إن "مسألة إنهاء الحرب في غزة ستنهي بالضرورة عمر حكومة نتنياهو، لأن حزبين أساسيين في الائتلاف سينسحبان منه، وستتم الموافقة مع المعارضة على موعد لإجراء انتخابات مبكرة".

في الجانب الآخر، يرى خبراء في إسرائيل أن مسألة الموافقة على وقف مؤقت للنار في غزة، وبالتالي منح المعارضة "شبكة أمان" لنتنياهو، ستمنحه نحو 60 يوماً "من الراحة"، بعدها قد يعود للحرب متذرعاً بحادث ما في غزة ويعيد سموتريتش وبن غفير للحكومة.

في هذا السياق، يقول أحد كبار مستشاري نتنياهو إن "حماس سوف تنقذ حكومتنا إذا رفضت الاتفاق. من جهة أخرى، هناك ضغط أميركي علينا للموافقة. وفعلاً وافقنا على المقترح الأخير، وتقديراتنا تشير إلى أن حماس تتجه للموافقة عليه بشروط قد تحصل عليها من الأميركيين".

وأشار المستشار الكبير إلى أن "الـ60 يوماً والإفراج عن الأحياء من الأسرى سيمنح الحكومة بعض الأكسجين لفترة أخرى، قد تخرج منها أكثر قوةً وصلابةً وتأييداً في المعسكر الوطني في إسرائيل"، بحسب تعبيره.

مظاهرة في تل أبيب مساء الأربعاء الماضي للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى (نقلاً عن وكالة "أسوشيتد برس")

يواجه بنيامين نتنياهو أزمات متتالية بدءاً بمحاكمته في قضايا فساد، إذ يقضي حالياً يومين إلى ثلاثة شهرياً في المحاكم، كما يواجه ضغطاً أميركياً غير مسبوق من أجل إنهاء الحرب في غزة وعدم عرقلة المفاوضات مع إيران، كذلك يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية أيضاً مجتمعاً إسرائيلياً غاضباً واحتجاجات يومية لإطلاق سراح الأسرى.

ويواجه أيضاً تاريخاً يتلخص في فشل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بالرغم من كل محاولاته لتخطي هذا الفشل الكبير والذي يصفه الإسرائيليون بـ"الفشل الأكبر في تاريخ الشعب اليهودي بعد المحرقة النازية".

هل سيخرج نتنياهو هذه المرة من مأزقه أم أنه سيستسلم ويتوجه لرئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ ويقبل مقترحه بالعفو عنه قبل إدانة بالمحاكم، ويخرج من الحياة السياسية لينهي حقبة تاريخية مثيرة من حياة دولة إسرائيل؟.. ننتظر ونرى.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا