تراجع عدد المليارديرات في المملكة المتحدة، بينما قفزت الثروة الشخصية للملك تشارلز لتتساوى مع ثروة رئيس الوزراء البريطاني السابق، ريشي سوناك وزوجته أكشاتا مورتي، وفقاً لقائمة الأثرياء الأخيرة، التي نشرتها صحيفة صنداي تايمز البريطانية.
وكشفت القائمة السنوية لأغنى 350 شخصاً في المملكة المتحدة عن أكبر انخفاض في أعداد المليارديرات في تاريخ الصحيفة.
وفي الوقت ذاته، نمت ثروة الملك في العام الماضي بمقدار 30 مليون جنيه إسترليني، لتصل إلى 640 مليون جنيه إسترليني، مما أدى إلى صعود اسمه في أعلى القائمة بعشرين مركزاً، ليصل إلى المركز رقم 238 متساوياً مع سوناك وزوجته مورتي.
وتتصدر القائمة للعام الرابع على التوالي عائلة هندوجا، المالكة لشركة هندوجا جروب الهندية، والتي على الرغم من تراجع ثروتها، تقدر قيمة رأس مال الشركة بأكثر من 35 مليار جنيه إسترليني.
وقد تراجع عدد المليارديرات ليصل إلى 156 في عام 2025 مقارنة بـ 165 في عام 2024، وهو ما يمثل أكبر تراجع في تاريخ قائمة صنداي تايمز للأثرياء على مدار 37 عاماً.
وقال روبرت واتس، الذي أعد قائمة الأثرياء، لوكالة "بي إيه ميديا": "إن تعداد المليارديرات لدينا تراجع، والثروة الإجمالية لأولئك الذين وردت أسماؤهم في بحثنا آخذة في الانخفاض".
وجاء في المركز الثاني بعد عائلة هندوجا، الأخوان روبين بثروة بلغت نحو 27 مليار جنيه إسترليني. وقد جمع الأخوان ثروتهما من خلال العمل في مجالي العقارات والتكنولوجيا.
واقترب السير ليونارد بلافاتنيك، رجل الأعمال البريطاني الأميركي المولود في أوكرانيا، من الوصول إلى المركز الثالث، والذي كون ثروة ضخمة بلغ صافي قيمتها قرابة 26 مليار جنيه إسترليني.
بينما شهد هذا العام أكبر انخفاض في ثروة السير جيم راتكليف، المالك الجزئي لنادي مانشستر يونايتد.
إذ انخفضت ثروته بمقدار 6.473 مليار جنيه إسترليني، أي أكثر من ربع ثروته، خلال العام الماضي.
وقد انخفض حجم ثروته الآن إلى 17.046 مليار جنيه إسترليني مقارنة بـ23.519 مليار جنيه إسترليني، مما أدى إلى تراجع ترتيبه في القائمة، من المركز الرابع إلى السابع.
ومن بين الشخصيات البارزة الأخرى التي ظهرت في القائمة، بطل الفورمولا وان السير لويس هاميلتون، بالإضافة إلى ديفيد وفيكتوريا بيكهام والسير إلتون جون.
وكانت دوا ليبا، البالغة من العمر 29 عاماً، أصغر الأشخاص سناً حيث أُدرج اسمها في القائمة الفرعية لأغنى البريطانيين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، لتحتل المرتبة 34، بثروة تُقدر بنحو 115 مليون جنيه إسترليني.
واحتل هاري ستايل، البالغ من العمر31 عاماً، المركز الـ 22 بثروة قدرها 225 مليون جنيه إسترليني.أما إدِ شيران، البالغ من العمر 34 عاماً، فقد احتل المركز الـ 13 بثروة قدرها 370 مليون جنيه إسترليني.
وقد أدى ارتفاع ثروة الملك إلى جعله أكثر ثراءً من والدته الراحلة، الملكة إليزابيث الثانية.
وتشير الأرقام الجديدة إلى أن ثروة الملك تشارلز تزيد عن ثروة والدته بنحو 270 مليون جنيه إسترليني، حيث استفاد الملك من الجزء الأكبر من ثروته في محفظة الاستثمار التي ورثها منها.
ويُقال إن ثروة الملكة الراحلة بلغت 370 مليون جنيه إسترليني في عام 2022، مقارنة بثروة تشارلز الحالية التي تقدرقيمتها ب 640 مليون جنيه إسترليني.
كما أنه لم يدفع ضريبة ميراث على ثروتها، بموجب إعفاء قانوني، حيث كانت ستُفرض ضريبة بنسبة 40% على الأصول التي تتجاوز حداً معيناً.
وتُجنى الأموال أيضاً من ملكية دوقية لانكستر الخاصة، التي تغطي أكثر من 18 ألف هكتار من الأراضي في مناطق مثل لانكشاير ويوركشاير، بالإضافة إلى عقارات في وسط لندن.
وتقدر قيمتها ب654 مليون جنيه إسترليني، بينما تدرسنوياً أرباحاً تبلغ قيمتها حوالي 20 مليون جنيه إسترليني.
وقال روبرت واتس، الذي أعد قائمة الأثرياء إن الباحثين وجدوا أن عدداً أقل من "أغنياء العالم يأتون للعيش في المملكة المتحدة".
كما أضاف أنه "صُدم بقوة الانتقادات الموجهة لوزيرة الخزانة راشيل ريفز" عندما كان يتحدث إلى الأفراد الأثرياء من أجل إعداد القائمة ونشرها.
وبيّن: "لقد توقعنا أن إلغاء نظام غير المقيمين سيثير غضب الأثرياء القادمين من الخارج".
وقد ألغت حكومة حزب العمال في أبريل/نيسان نظام "غير المقيمين".
وبموجب هذا النظام كان يجب على الأشخاص الذين يحملون الجنسية البريطانية أو أولئك الذين يقيمون بشكل دائم في المملكة المتحدة، دفع ضرائب للحكومة البريطانية فقط على الأموال التي يجنونها داخل المملكة، بينما لا تخضع الأموال التي يجنونها خارج المملكة لأي ضرائب.
بدلاً من ذلك، يواجهون الآن نظام الدخل والمكاسب الأجنبية الجديد، والذي يوفر إعفاءً ضريبياً على الدخل والمكاسب الأجنبية للأشخاص خلال أول أربع سنوات من إقامتهم الضريبية.
تنطبق هذه القاعدة فقط إذا لم يكن الشخص مقيماً ضريبياً في المملكة المتحدة خلال أي من السنوات الـ 10 المتتالية التي سبقت وصوله.
وفي العام الماضي، كشف وزير المالية السابق التابع للمحافظين جيريمي هانت عن خطط لإلغاء هذا النظام الضريبي قبل أن تقوم خليفته راشيل ريفز بتسريع الإجراءات.
وتتوقع الحكومة أن تجمع حزمة الإجراءات هذه أموالاً بقيمة 12.7 مليار جنيه إسترليني على مدار الخمس سنوات القادمة. كما كان هناك تأثير للرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في أبريل/نيسان.
وتسبب هذا الإعلان في هبوط حاد في أسواق الأسهم على الفور، مع استمرار الاضطرابات منذ ذلك الحين ومواجهة الشركات والأعمال ارتفاعاً في الأسعار داخل الولايات المتحدة.
وقال صندوق النقد الدولي في توقعاته الأخيرة للاقتصاد العالمي، إن أسعار الأسهم العالمية انخفضت "مع اشتداد وتيرة التوترات التجارية" وحذر من "تآكل الثقة" بين الدول.