نددت قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، اليوم الجمعة، باعتراض أفراد لإحدى دورياتها الروتينية، مطالبةً السلطات بضمان قدرة قواتها على تنفيذ مهامها "من دون تهديد أو عرقلة".
وأوضحت، وفق بيان صدر عن المتحدث باسمها، أنه أثناء قيام دورية "بنشاط عملياتي روتيني.. قامت مجموعة كبيرة من الأفراد بلباس مدني بمواجهة الدورية" محاولين وقفها "باستخدام وسائل عنيفة".
واعتبرت أن استهداف قواتها "أمر غير مقبول"، داعيةً السلطات اللبنانية إلى "ضمان قدرة قواتها على تنفيذ مهامها من دون تهديد أو عرقلة".
وقال القوة الأممية إن أفراد المجموعة الذين اعترضوا طريقها كانوا يحملون قضباناً معدنية وفؤوساً، مضيفةً أنهم ألحقوا أضراراً بمركباتها من دون وقوع إصابات.
وأضافت أن أفرادها استخدموا "القوة غير المميتة" لحماية أنفسهم والموجودين في المكان، مضيفة أن الدورية كانت في عملية روتينية بين قريتي الجميجمة وخربة سلم.
وأُبلغ الجيش اللبناني بالحادث، ووصل بعد وقت قصير إلى الموقع فرافق الدورية إلى قاعدتها.
وذكرت "يونيفيل" أن الدورية كان مخططا لها مسبقاً ونسقت بشأنها مع القوات المسلحة اللبنانية.
وشددت القوة الأممية على أن تفويضها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 يضمن حرية الحركة في منطقة عملياتها بمرافقة القوات المسلحة اللبنانية أو من دونها.
من جهتها ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية أن الإشكال وقع "بين الأهالي في بلدة الجميجمة في قضاء بنت جبيل ودورية من قوات يونيفيل"، وذلك على خلفية "دخول هذه الدورية إلى منطقة أملاك خاصة" في البلدة فاعترضها "أصحاب الأرض وعدد من سكان" البلدة ومنعوها من إكمال مهتمها بسبب عدم مرافقة دورية من الجيش اللبناني لها. وأفادت الوكالة بوقوع جرحى من يونيفيل ومن الأهالي في الإشكال".
وأشارت إلى أن جنود الدورية، وهي دورية موحدة من الكتائب الفرنسية والنرويجية والفنلندية والاسكتلندية، عمدوا "إلى إطلاق النار بالهواء، ورموا قنبلة مسيلة للدموع لتفريق تجمع الأهالي.
وكانت قوة "يونيفيل" قد قالت يوم الأربعاء إن نيراناً مباشرة من الجيش الإسرائيلي أصابت محيط أحد مواقع حفظ السلام التابعة لها في جنوب لبنان. وقالت إن الحادث الذي وقع يوم الثلاثاء كان الأول من نوعه منذ أن وافقت إسرائيل وحزب الله على وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين) الثاني الماضي.
وكانت قوة "يونيفيل" قد أعلنت الأسبوع الماضي عثورها على أكثر من 225 مخبأ للسلاح في منطقة جنوب الليطاني (جنوب لبنان) منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مضيفةً أنها أحالتها إلى الجيش اللبناني.
ويسري منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، تم إبرامه بوساطة أميركية وفرنسية. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة "يونيفيل" انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.
وأوردت القوة الدولية، وهي أحد أعضاء لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق، أنه "منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أعاد الجيش اللبناني، بدعم من اليونيفيل، انتشاره في أكثر من 120 موقعاً دائماً جنوب نهر الليطاني".
وأضافت في بيان: "عثر عناصر حفظ السلام على أكثر من 225 مخبأ للأسلحة وأحالوها إلى الجيش اللبناني" الذي لم يتمكن بعد من الانتشار الكامل قرب الحدود إذ "لا يزال.. يواجه عوائق بسبب وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية"، بحسب البيان.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها خلال الحرب. لكن بعد انتهاء المهلة المخصصة لذلك، أبقت إسرائيل على وجود قواتها في خمس مرتفعات استراتيجية تخولها الإشراف على مساحات واسعة على ضفتي الحدود. كما تواصل شن غارات خصوصاً على جنوب البلاد. وطالت ثلاث غارات على الأقل الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.