تحليل بقلم هاداس غولد من شبكة CNN
( CNN )-- قد يتراجع إيلون ماسك عن منصبه الدائم في وزارة كفاءة الحكومة التابعة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكن شركاته لا تزال تستفيد من العلاقة غير المسبوقة بين أغنى رجل في العالم والرئيس الحالي .
وتجلّت هذه الرسالة جليةً في المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، حيث شارك ماسك في برنامج اجتماعات ومحادثات عُقدت مع قادة أعمال مثل الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، والرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، سام ألتمان، في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي .
لكن ماسك، الذي يُشار إليه بـ"الصديق الأول" لترامب، كان له دور مميز في المنتدى، لأنه المتحدث الذي تم اختياره للظهور قبل أن يُدلي ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتصريحاتهما.
وفي حديثه مع وزير الاتصالات والإعلام السعودي عبد الله السواحة، كشف ماسك عن صفقات تجارية جديدة أبرمها مؤخرًا مع الحكومة السعودية .
وأعلن ماسك، في إشارة إلى شركته للإنترنت عبر الأقمار الصناعية: "أود أيضًا أن أشكر المملكة على موافقتها على استخدام ستارلينك في النقل البحري والجوي ".
وألمح السواحة أيضًا إلى أن ماسك قد يُدخل سيارة الأجرة الآلية من تسلا إلى المملكة؛ وهي شركة السيارات الكهربائية التي أُطلقت للتو في المملكة العربية السعودية في إبريل/ نيسان.
وحرص ماسك على الترويج لشركاته الأخرى: شركة بورينغ، وشركة إكس آي آي .
وتُعدّ تصريحات ماسك حول جلب ستارلينك وتسلا إلى المملكة العربية السعودية مثالًا واحدًا على كيف أن قربه من ترامب وضع شركاته على منصة عالمية أكبر- وما زال يفعل ذلك.
وحتى قبل انتخاب ترامب العام الماضي، استفادت أعمال ماسك، وخاصة سبيس إكس، بشكل كبير من العقود الحكومية .
ولم تستجب سبيس إكس وتسلا فورًا لطلبات التعليق على التصريحات التي أُدلي بها في المملكة العربية السعودية .
وعندما أصبحت تسلا هدفًا للاحتجاجات وأعمال التخريب في وقت سابق من هذا العام، أقام ترامب ما يُشبه إعلانًا تجاريًا لتسلا في البيت الأبيض.
وأظهرت المدعية العامة بام بوندي مدى استعداد الإدارة ليس فقط للترويج لتسلا، بل لحمايتها أيضًا، من خلال التهديد بمعاقبة أي شخص يُضبط وهو يُخرب أو يُهاجم موقعًا لتسلا بالسجن لسنوات .
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" مؤخرًا أن بعض الدول التي تواجه رسومًا جمركية أبرمت صفقات ستارلينك منذ تولي ترامب منصبه، معتبرةً إياها وسيلةً لتعزيز علاقتها مع البيت الأبيض.
وقد فعلت دولة ليسوتو ذلك على أمل "أن يُظهر ترخيص ستارلينك حسن النية والترحيب بالشركات الأمريكية"، وفقًا لمذكرات وزارة الخارجية التي حصلت عليها الصحيفة .
ووثقت شبكة " NBC " مؤخرًا انخفاض بعض التحقيقات التنظيمية الفيدرالية أو القيود المفروضة على شركات ماسك منذ تنصيب ترامب، مثل قضية وزارة العدل ضد سبيس إكس .
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أيضًا أن سبيس إكس من المرجح أن تجني فوائد زيادة الإنفاق الفيدرالي - وأن شركة بورينغ التابعة لماسك تُجري مناقشات مع الحكومة للمساعدة في مشروع ضخم لشركة أمتراك .
ومن المرجح أيضًا أن يكون قرب ماسك من ترامب ساعد شركة إكس، المعروفة سابقًا باسم تويتر، والتي اشتراها في 2022مقابل 44 مليار دولار.
وتخلى كبار المعلنين عن المنصة بعد تصاعد خطاب الكراهية عليها عقب استحواذ ماسك عليها، لكن إكس أصبحت بوق ماسك ومنصةً مفضلةً لإدارة ترامب، حيث تستخدمها بعض الوكالات حصريًا للتواصل .
ويقول ماسك إنه سيواصل المساعدة في وزارة كفاءة الحكومة، لكن من المرجح أن تستمر فوائد شركاته مع استمرار ترامب في السلطة .