آخر الأخبار

السودان: ما دلالات استهداف الدعم السريع لقاعدة جوية في بورتسودان؟

شارك
مصدر الصورة

قال الجيش السوداني، الأحد 4 من مايو/أيار، إن قوات الدعم السريع استهدفت بطائرات مسيرة قاعدة "عثمان دقنة" الجوية ومستودع للبضائع وبعض المنشآت المدنية في مدينة بورتسودان.

وأضاف الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد ركن/ نبيل عبد الله علي، أن المضادات الأرضية تمكنت من إسقاط عدد من المسيرات، وأن الهجوم تسبب في "إحداث أضرار محدودة تمثلت في إصابة مخزن للذخائر أحدثت انفجارات متفرقة".

وأكد الناطق باسم الجيش السوداني عدم تسجيل أي إصابات بين الأفراد.

وفي السياق ذاته، اتهم الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام والثقافة السوداني، خالد الإعيسر، دولة الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بـ "طائرات مسيّرة متطورة تُدار من غرف تحكم في أبو ظبي".

وأضاف الإعيسر أن "هذا الاعتداء يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أن هذه الحرب ليست مجرد تمرد من ميليشيا الدعم السريع، بل هي عدوان مكتمل الأركان تديره وتدعمه دولة الإمارات".

وتنفي دولة الإمارات تقديمها أي دعم عسكري لقوات الدعم السريع.

وعقب الهجوم، أعلن الجيش السوداني تعزيز انتشاره حول المنشآت الحيوية في بورتسودان، كما أغلق الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي وقيادة الجيش.

ومن جانبها، لم تصدر قوات الدعم السريع أي بيان حول الهجوم، حتى وقت كتابة هذا الموضوع.

وتضم مدينة بورتسودان المطار الرئيسي في البلاد، ومقر قيادة الجيش وميناء بحريا. وتعد هذه المرة الأولى التي تهاجم فيها قوات الدعم السريع أهدافا داخل مدينة بورتسودان.

ويرى خبراء عسكريون أن الهجوم قد يمثل نقطة تحول في الصراع المستمر منذ عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. إذ أن هذه المرة الأولى التي تُستهدف فيها المناطق الشرقية، والتي تؤوي عددا كبيرا من النازحين السودانيين.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، الجمعة 2 من مايو/أيار، استعادتها السيطرة على مدينة "الخوي"، في ولاية غرب كردفان، بعد يوم من إعلانها السيطرة على مدينة "النُهود".

وأكدت قوات الدعم السريع استمرار ما سمتها بـ "معارك التحرير"، حتى "تأسيس سودان جديد يقوم على قيم الحرية، والسلام، والعدالة، ودحر منظومة الإرهاب والفساد إلى غير رجعة".

وكان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد صرح، في 26 إبريل/نيسان، بأن الجيش انتقل من "مراحل الدفاع إلى مراحل الهجوم"، وبأن المعارك العسكرية "تمضي حسبما هو مخطط لها"، مضيفا أنه "قريبا لن نسمع بأمور المسيرات".

وأكد البرهان عزم الجيش "تحرير أرض السودان شبرا شبرا"، مطالبا الشعب السوداني بالصبر.

وأعلن الجيش السوداني، في 26 مارس/آذار، استعادة السيطرة على كامل أجزاء العاصمة الخرطوم، بعد نحو عامين من بدء الحرب مع قوات الدعم السريع، في 15 إبريل/نيسان 2023.

وتمكن الجيش السوداني خلال الأشهر الماضية من تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض، إلا أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على أنحاء واسعة من جنوب السودان، إضافة الى معظم إقليم دارفور في غرب البلاد.

ووقعت قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، في 22 من فبراير/شباط، ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة أثارت رفض وتنديد الحكومة السودانية.

ونص الميثاق على أن يكون الحكم في السودان "ديمقراطيا تعدديا، وأن يكون نظام الحكم لامركزي يقوم بالاعتراف بحقوق الأقاليم في إدارة شؤنها السياسية والاقتصادية والثقافية".

لكن لم يحظَ هذا الميثاق بأي اعتراف دولي أو إقليمي يُذكر.

ويعيش السودان أكبر أزمة نزوح في العالم بعد أن اضطر أكثر من 11 مليون شخص للفرار من ديارهم منذ اندلاع الحرب، منهم ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى انتشار سريع لأمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة الألمانية، نتيجة انهيار البنية التحتية، مع توقف عمل الأنظمة الصحية الحيوية وشبكات المواصلات وأنظمة المياه والصرف الصحي وخطوط الإمداد والإنتاج الزراعي.

وتطالب الأمم المتحدة طرفي الصراع في السودان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بضرورة وقف الأعمال القتالية والتوافق على هدنة إنسانية لخلق فرص للحوار، وضمان حماية المدنيين بما يتوافق مع حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، فضلا عن ضرورة التزام الطرفين بضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

وتشير تقارير أممية وحقوقية إلى انتهاكات إنسانية جسيمة يشهدها السودان، تشمل القتل العشوائي واستخدام المدنيين كدروع بشرية، فضلا عن الاغتصاب والاعتداءات الجنسية.

ولا يمكن التحقق بدقة من أعداد القتلى في السودان، لكن تشير تقديرات بعض المنظمات الإنسانية مثل "لجنة الإنقاذ الدولية"، وهي منظمة غير حكومية أمريكية، إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز حاجز 150 ألف قتيل.

برأيكم،


* ما دلالات استهداف الدعم السريع لقاعدة جوية تابعة للجيش في بورتسودان؟
* هل بإمكان الجيش السوداني أو الدعم السريع حسم الصراع عسكريا؟
* هل تتلقى قوات الدعم السريع دعما عسكريا من قوى خارجية؟
* ما فرص التوصل إلى اتفاق سياسي بين طرفي الصراع؟
* هل يبذل المجتمع الدولي ما يكفي لإنهاء الحرب في السودان؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 5 مايو/ أيار.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا .

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا