عاد التيار الكهربائي إلى بعض المناطق بعد عدة ساعات من انقطاعه على نطاق واسع في إسبانيا والبرتغال الإثنين، ما أدى إلى تعطل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت وتوقف القطارات.
وشهدت إسبانيا والبرتغال اليوم انقطاعًا كهربائياً واسع النطاق أدى إلى شلل في البنية التحتية الحيوية، مما أثر على ملايين السكان وتسبب في اضطرابات كبيرة في وسائل النقل والاتصالات والخدمات العامة.
ووجه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الشكر للمغرب و فرنسا الذين يزودان جنوب وشمال إسبانيا بالكهرباء حاليا.
تحصل إسبانيا على الكهرباء من فرنسا والمغرب بموجب اتفاقيات الربط الكهربائي ، والذي ساهم في التخفيف من آثار انقطاع الكهرباء.
ويأتي الربط الكهربائي بين الرباط ومدريد في إطار مشروع "ريمو" لغرب البحر الأبيض المتوسط، لتبادل الطاقة حسب الحاجيات في الاتجاهين، بطاقة إجمالية تصل إلى 1400 ميغاواط.
ويتكون هذا الربط من ثلاثة كابلات بحرية تمتد بين محطتي طريفة في إسبانيا وفرديوة بالقصر الصغير، بطول يصل إلى 29 كيلومترا عبر قاع البحر في مضيق جبل طارق.
وأعلن مجلس السلامة النووية في إسبانيا، الإثنين، إن المفاعلات النووية السبعة في البلاد في حالة آمنة بعد انقطاع التيار الكهربائي.
وتوقفت 4 مفاعلات عن العمل تلقائيا بعد الانقطاع، وبعد ذلك تم تشغيل مولدات الطوارئ.
وأضاف المجلس أن مولدات الطوارئ بدأت العمل أيضا في 3 مفاعلات توقفت لفترة عن العمل للحفاظ على سلامتها.
وتحصل إسبانيا على حوالي 43 في المئة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بينما تمثل الطاقة النووية 20 في المئة، ويمثل الوقود الأحفوري ومصادر أخرى حوالي 23 في المئة، وفقا لمركز أبحاث الطاقة "إمبر".
أعلن المجلس الوطني للمطارات في المغرب عن "اضطرابات في نظام التسجيل بمطارات المملكة نتيجة العطل الكهربائي الواسع النطاق الذي عرفته شبه الجزيرة الإيبيرية."
وأكد المجلس في بيان على صفحته على فيسبوك، وجود تأثير "على الروابط الدولية التي يعتمدها بعض مشغلي الاتصالات، لاسيما اتصالاتهم عبر الخوادم المعلوماتية المتواجدة بإسبانيا".
وأضاف باستمرارية خدمة المطارات "عبر اعتماد الطريقة اليدوية"، داعيا المسافرين إلى "التحقق" من حالة رحلاتهم عبر التواصل مع شركات الطيران الناقلة قبل التوجه إلى المطار.
وأضاف: "تبقى فرقنا مجندة لضمان عودة سريعة إلى الوضع الطبيعي."
كما أدى الانقطاع الكبير للكهرباء في إسبانيا والبرتغال، الإثنين، في "اضطراب" خدمة الإنترنت في إحدى شركات الاتصالات في المغرب، وفق ما أفادت في إعلان للعملاء.
وقالت الشركة، وهي فرع لأورانج الفرنسية، في حسابها على فيسبوك: "نحيطكم علما بأن اضطراب شبكة الإنترنت راجع إلى انقطاع كهربائي واسع في إسبانيا والبرتغال، مما أثر على الروابط الدولية".
بدأ الانقطاع حوالي الساعة 12:30 ظهراً بالتوقيت المحلي. وشمل الانقطاع معظم أنحاء إسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى أجزاء من جنوب فرنسا.
تسبب الانقطاع في توقف خدمات النقل العام، بما في ذلك مترو مدريد وبرشلونة، وتعطل حركة القطارات وإشارات المرور، مما أدى إلى ازدحام مروري واسع.
كما انقطعت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة في عدة مناطق، مما أثر على سير الأعمال اليومية والخدمات الحيوية.
في البرتغال، توقفت خدمات المترو والترام في العاصمة لشبونة، واستخدمت المستشفيات المولدات الكهربائية لضمان استمرار تشغيل المعدات الطبية.
وحتى الآن، لم تحدد السلطات السبب الدقيق للانقطاع، لكنّ المعهد الوطني للأمن السيبراني في إسبانيا فتح تحقيقاً لاحتمال تعرض الشبكة لهجوم إلكتروني.
من جانبها، قالت مصادر حكومية في البرتغال إن سبب الانقطاع قد يكون ناتجاً عن المشكلة في شبكة الكهرباء الإسبانية، مستبعداً أن تكون الشبكة في البرتغال مصدر العطل.
وقالت شركة "ريد إليكتريكا" الإسبانية إنّ الشبكة تعرضت لما يسمى "صفر النظام الكهربائي"، وهو انهيار كامل في شبكة الكهرباء، وأعلنت أن استعادة الخدمة قد تستغرق ما بين 6 إلى 10 ساعات.
وتحرك رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ونائبته إلى مقر شركة الكهرباء الرئيسية لمتابعة التطورات عن كثب، في حين عقد مجلس الوزراء البرتغالي اجتماعاً طارئاً لمناقشة الوضع. كما أعلنت المفوضية الأوروبية أنها تتابع الموقف وأنها على تواصل مع الحكومات وشبكة مشغلي الكهرباء الأوروبية.
وأدى الانقطاع إلى تعطيل عمليات الدفع الإلكتروني وازدحام أمام أجهزة الصراف الآلي. كما توقفت بعض الفعاليات الرياضية مثل بطولة مدريد المفتوحة للتنس.
وفي البرتغال، عبّر أصحاب الأعمال الصغيرة عن قلقهم من خسائر كبيرة بسبب توقف أنظمة التبريد، وتأثرت السياحة بسبب انقطاع الكهرباء عن بعض الشقق والمرافق.
وأفاد مطار مدريد الدولي، مدريد باراخاس، ومطار برشلونة، إل براتا، بأنهما يواجهان "بعض الحوادث" نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي. وأضاف المطاران أنّ مولدات الطوارئ تعمل، لكنها حذرت المسافرين من التحقق مع شركات الطيران حيث قد تؤثر الاضطرابات على الوصول والنقل البري.
كما حذر مطارا لشبونة وبورتو من احتمال حدوث "قيود تشغيلية". وأفادت وكالة الأنباء البرتغالية، لوسا، أنّ شركة تشغيل المطارآنا قامت بتنشيط مولدات الطوارئ - مما سمح باستمرار العمليات الأساسية في بورتو وفارو، لكنّ لشبونة تشهد المزيد من القيود.
وقالت وكالة رويترز للأنباء إن الشرطة البرتغالية أفادت أن إشارات المرور تأثرت في جميع أنحاء البلاد، وأن المترو مغلق في العاصمة لشبونة وكذلك بورتو، وأن القطارات لا تعمل.
وقال ورتيس غلادن، البالغ من العمر 29 عاماً، وهو من ليفربول، لكنه انتقل مؤخراً إلى لا فالي دويكسو، على بُعد حوالي 30 ميلًا من فالنسيا، قال لبي بي سي إن إشارة هاتفه انقطعت لساعتين تقريباً، وهو ما وصفه بأنه "مخيف" بسبب صعوبة معرفة آخر التطورات.
وقالت شركة الطاقة البرتغالية REN إنه "نظراً لتعقيد الأمر والحاجة إلى إعادة توازن تدفقات الكهرباء دولياً، يُقدر أن استعادة الشبكة لطبيعتها بالكامل قد تستغرق ما يصل إلى أسبوع".
وفي وقت سابق، صرّح رئيس شبكة الكهرباء في إسبانيا أن استعادة الطاقة قد تستغرق ما بين ست إلى عشر ساعات.
انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى توقف القطارات في أنحاء البلاد.
وعقد رئيس الوزراء بيديو سانشيز اجتماعا حكوميا طارئا لبحث الانقطاع المفاجئ، وفق ما أفاد مكتبه عبر تطبيق تلغرام.
وأمل سانشيز على الاثر بعودة "سريعة" للتيار في ضوء "إعادة تشغيل المحطات العاملة بالغاز والمياه في كل انحاء البلاد".
من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية إنها على اتصال بإسبانيا والبرتغال بشأن الوضع، في حين قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عبر منصة إكس إنه "لا توجد مؤشرات الى أي هجوم سيبراني". - "لا يمكن التكهن" - قال مدير العمليات في شركة الكهرباء الإسابية إدواردو برييتو "لا نستطيع التكهن في الوقت الراهن بأسباب" الانقطاع، لكن العمل جار لتحديد مصدره.
وأضاف أن أعمال الصيانة جارية، لكن إعادة التيار ستستغرق ما بين ست وعشر ساعات "إذا سارت الأمور على ما يرام".
إن انقطاع التيار الكهربائي تسبب في تعطل الرحلات الجوية من وإلى مدريد وبرشلونة ولشبونة، مضيفة أنه من السابق لأوانه تحديد عدد الرحلات المتأثرة.
انقطعت الكهرباء أيضا لفترة وجيزة في جنوب غرب فرنسا، حسبما أعلنت شركة تشغيل الكهرباء المحلية مؤكدة عودة التيار مذاك.
وقالت الشركة إن "حادثا كهربائيا يؤثر حاليا على إسبانيا والبرتغال، ولا يزال السبب غير محدد".
كما سادت الفوضى حركة النقل في برشلونة، ثاني أكبر مدينة في إسبانيا من ناحية عدد السكان، حيث تدفق السكان المحليون والسياح على حد سواء إلى الشوارع في محاولة لمعرفة ما حدث.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محطات مترو في مدريد غارقة في الظلام، مع توقف القطارات، وأشخاصا في مكاتب وممرات يستخدمون أضواء هواتفهم للرؤية.
إلى ذلك، أفاد موقع "نتبلوكس" لرصد نشاط الإنترنت وكالة فرانس برس بأن انقطاع الإنترنت تسبب في "تعطل جزء كبير من البنية التحتية الرقمية للبلاد"، لافتا الى أن اتصالات الإنترنت انخفضت إلى 17% فقط من الاستخدام العادي.
ونشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية صورا على موقعها الإلكتروني لقطارات المترو المتوقفة في مدريد، وللشرطة وهي تنظم حركة المرور، ولصحافييها وهم يعملون في مكتب مظلم على أضواء كاشفة.
وأشارت أيضا إلى أن الأقسام الأساسية في المستشفيات تمكنت من الاستمرار في العمل بفضل المولدات الاحتياطية، في حين ظلت بعض الوحدات الأخرى بدون كهرباء.
في الأعوام الأخيرة، شهدت دول أخرى حول العالم انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي.