أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، استهداف قرابة 40 موقعاً في غارات جوية على قطاع غزة الخميس، غداة رفض حماس مقترحاً إسرائيلياً بشأن هدنة جديدة ودعوتها إلى اتفاق يؤدي إلى وقف الحرب.
وتحدثت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، عن مقتل 43 فلسطينياً، في غارات شنها الطيران الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر الجمعة، فيما يستمر نقص الغذاء والدواء في القطاع المحاصر.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل في ساعة مبكرة من صباح الجمعة "عثرت طواقمنا على جثامين 10 شهداء بالإضافة إلى العديد من الجرحى في منزل عائلة بركة والمنازل المحيطة به والتي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بني سهيلا شرق خان يونس".
كما تحدث الدفاع المدني عن غارتين على الأقل أصابتا خياماً تؤوي نازحين.
ويعيش مئات الآلاف من الأشخاص في الخيام بعد محاولاتهم المتكررة للفرار من القصف والقتال منذ بدء الحرب.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن قواته تنفذ عمليات في منطقتي الشابورة وتل السلطان بالقرب من مدينة رفح جنوبا وفي شمال القطاع حيث سيطرت على مناطق واسعة شرقي مدينة غزة.
وأظهرت حسابات أجرتها وكالة فرانس برس استنادا إلى خرائط أصدرها الجيش الإسرائيلي أن إجمالي المساحة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية تزيد عن 185 كيلومترا مربعا، أي نحو 50 في المئة من قطاع غزة.
وكثّف الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي ووسع نطاق عملياته البرية في قطاع غزة منذ استئناف هجومه في 18 مارس/آذار بعد خرقه اتفاق لوقف إطلاق النار.
قُتل ما لا يقل عن 1691 شخصا في غزة منذ استئناف الجيش هجومه، ما يرفع إجمالي عدد القتلى منذ اندلاع الحرب إلى 51.065 شخصاً على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ورفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الخميس، اقتراحاً إسرائيلياً بوقف إطلاق النار مؤقتاً في قطاع غزة.
وأكدت الحركة معارضتها لأي اتفاق هدنة لا يؤدي إلى إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وصرح مصدر في حماس لوكالة فرانس برس، أن الحركة أرسلت رداً مكتوباً يوم الخميس إلى الوسطاء بشأن أحدث مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار لمدة 45 يوماً.
واقترحت إسرائيل إطلاق سراح 10 رهائن أحياء تحتجزهم الحركة، وفقاً لحماس، في المقابل يجري إطلاق سراح 1231 سجيناً أمنياً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.
وأعلن خليل الحية، رئيس وفد حماس لمفاوضات الهدنة ورئيس الحركة في غزة، عن رفض حركته لما وصفه بـ "صفقات الهدنة الجزئية ورفض تسليم سلاح الحركة".
وقال إن "وجوده مرتبط بوجود الاحتلال الإسرائيلي"، معلناً في ذات الوقت استعداد حركته "للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة".
ودعا الحية أيضا إلى ممارسة ضغط دولي لإنهاء الحصار الإسرائيلي المُطبق على غزة والذي بدأ في الثاني من آذار/مارس.
وأضاف في كلمة متلفزة له أن مفاوضات الرزمة الشاملة تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن لديهم وعدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل، مشيراً إلى أن نتنياهو رد على مقترح الوسطاء بشروط تعجيزية لا تؤدي لوقف الحرب أو الانسحاب من غزة، على حد تعبيره.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جيمس هيويت "تظهر تصريحات حماس أنها لا ترغب في السلام، بل في استمرار العنف" مبيناً أن "الشروط التي وضعتها إدارة ترامب لم تتغير، وتتمثل بإطلاق سراح الرهائن وإلا ستُفتح أبواب الجحيم".
وقالت مصادر فلسطينية ومصرية، الاثنين، إن الجولة الأحدث من المحادثات التي عقدت في القاهرة انتهت دون أي تقدم يذكر.
وكانت إسرائيل اقترحت هدنة لمدة 45 يوماً في غزة للسماح بالإفراج عن الرهائن، وربما بدء محادثات غير مباشرة لإنهاء الحرب، ورفضت حماس بالفعل أحد شروطها، وهو إلقاء سلاحها.
من جانبه، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إلى "فتح أبواب الجحيم على حماس"، مؤكداً أن "إسرائيل لن تخضع لحماس، ولن تنهي الحرب دون تحقيق نصر كامل وتنفيذ جميع أهدافها، وعلى رأسها القضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن" على حد قوله.
وأضاف سموتريتش، الذي يشغل أيضاً منصب وزير إضافي في وزارة الدفاع، أن "الوقت قد حان لاحتلال كامل القطاع وتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تدعو إلى خروج سكان غزة طوعاً لإعادة تأهيلهم في دول أخرى"، مطالباً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإصدار الأوامر.
وطالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير نتنياهو بالتحرك، ونشر بيانين تجاهل فيهما مسألة الرهائن، ودعا إلى "تحقيق نصر كامل" مؤكداً "ضرورة الاستمرار في منع ادخال المساعدات".
كما انضم وزير التعليم يوآف كيش إلى الدعوات لتكثيف الضغط العسكري على حماس، وأكد على ضرورة تصعيد الضغط وتشغيل قوة عسكرية حاسمة وغير قابلة للمهادنة على حد وصفه.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس الموساد ديفيد برنياع إلى باريس، الجمعة، للقاء المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حسب ما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وأضاف التقرير نقلاً عن ثلاثة مصادر إسرائيلية أن الاجتماع تم تحديده في ضوء الجلسة الثانية من المحادثات النووية التي من المقرر أن يعقدها ويتكوف في روما يوم السبت.
دعا الحية إلى ممارسة ضغط دولي لإنهاء الحصار الإسرائيلي ووقف دخول المساعدات الذي بدأ في الثاني من مارس/آذار.
وتأتي الدعوة بعد تحذير الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع ونقص الأدوية وغيرها من الضروريات الأساسية في القطاع الفلسطيني الذي يعيش فيه قرابة 2.4 مليون شخص.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الخميس، إن قطاع غزة لم يتلقَ أي مساعدات منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
وأوضحت الوكالة، في سلسلة تغريدات عبر منصة إكس، أن هذه الفترة تُعد أطول بثلاث مرات من مدة الحصار التي فرضت في بداية الحرب.
وأضافت أن نحو 69 في المئة من مساحة قطاع غزة تخضع لأوامر التهجير، عقب إصدار الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 20 أمراً، مشيرة إلى تقديرات أممية تفيد بأن نحو 420 ألف شخص نزحوا مرة أخرى منذ استئناف الحرب.
وأكدت الأونروا أن استمرار القصف وغياب المساعدات الإنسانية يؤثران بشكل خطير على قدرة الجهات الإغاثية على تلبية احتياجات السكان الأساسية، من غذاء وماء وصرف صحي ومأوى وغيرها.
وقال الصياد الغزي عبد الحليم قنن لوكالة فرانس برس إن عائلته لجأت إلى أكل لحم السلاحف.
وقال "لا يوجد طعام. لذا فهو مصدر بديل للبروتين".
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء أن بلاده ستواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة كوسيلة للضغط على حماس.