في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
الخرطوم- استعاد الجيش السوداني السيطرة على العاصمة الخرطوم أواخر مارس/آذار الماضي بعد معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع ، وتمكن خلالها من تحطيم قوتها الصلبة واغتنام أسلحة متطورة والقضاء على عدد كبير من عناصرها.
وخاض الجيش معركة تحرير القصر الجمهوري التي وُصفت بأنها من أشرس المواجهات التي استمات خلالها الطرفان للظفر بالنصر.
الجزيرة نت تحدثت إلى اللواء عبد المنعم عبد الباسط قائد ورئيس سيطرة متحركات سنار بالجيش السوداني، وهي القوات التي ساهمت في استعادة السيطرة على الخرطوم بتضييق الخناق على قوات الدعم السريع من جنوبها، إذ كشف عن مراحل استعادة العاصمة وأسباب انهيار هذه القوات رغم تمددها ونفوذها الواسع في قلب الخرطوم.
وفي ما يلي نص الحوار:
انتصار الجيش السوداني على مليشيا الدعم السريع في الخرطوم اعتمد على عدة عوامل إستراتيجية وعسكرية، يمكن إجمالها في:
ولا يجب كذلك إغفال التواصل والالتفاف والدعم الشعبي من المواطنين، متمثلا في المقاومة الشعبية، فضلا عن تنفيذ عمليات نوعية عسكرية استهدفت قيادات المليشيا والمواقع الحيوية التي تسيطر عليها مما يضعف قدرتها على المقاومة، كما تم العمل على تأمين الحدود لمنع دخول الإمدادات والتعزيزات للمليشيا، مما يضعف من قدرتها على الاستمرار في القتال.
البداية كانت منذ الشهور الأولى لاندلاع الحرب عام 2023، ويُعتبر التخطيط لاستعادة السيطرة على العاصمة جزءا من إستراتيجية أوسع تستهدف تحييد وتدمير قدرات المليشيا في السودان .
وتُعد معركة تحرير الخرطوم نقطة تحول مفصلية في المشهد السوداني، ليس فقط من منظور استعادة السيطرة عليها، بل أيضا من زاوية إعادة صياغة التوازنات العسكرية. وهذا يشير إلى أن التخطيط لهذه العملية ربما بدأ قبل تنفيذها بفترة كافية، مع الأخذ في الاعتبار تعقيدات العمليات العسكرية والحاجة إلى إستراتيجية محكمة.
شمل ذلك عدة جوانب منها:
كما تعاملت القوات المسلحة مع التمرد بشكل شامل، بما في ذلك محاولة القضاء على مصادر الدعم وتقليص القدرة على الاستمرار في القتال، والتعاون الكبير مع القوات الأخرى المساندة مثل الشرطة، وجهاز الأمن والمخابرات، والمقاومة الشعبية كتائب الإسناد الخاص، وغيرها لتعزيز الجهود العسكرية وتحقيق الاستقرار في العاصمة.
مرت هذه المعارك بعدة مراحل:
جاءت هذه المرحلة، وسَعت فيها القوات المسلحة إلى حسم المعركة من خلال تنفيذ عمليات نوعية وتوجيه ضربات قاصمة لمليشيا الدعم السريع، مما أدى إلى تراجع قدرتها على المقاومة.
وأخيرا، عمل الجيش بعد النصر على تطهير المناطق المحررة من أي عناصر للمليشيا، وتأمين الاستقرار في العاصمة وإعادة الحياة الطبيعية للسكان.
أسباب هذا الانسحاب متعددة ومتنوعة وتشمل الضغوط العسكرية التي مارستها القوات المسلحة على الدعم السريع في الخرطوم، مما أدى إلى تراجع قدرتها على المقاومة والاستمرار في القتال.
كذلك عندما فقدت قوات الدعم السريع السيطرة على النقاط الإستراتيجية في العاصمة، مثل المطارات والجسور والمرافق الحيوية، أصبح من الصعب عليها الاستمرار في القتال بشكل فعال، كما أنها فقدت السيطرة على قواتها وأفرادها، وقد يكون كذلك نقص التموين للقوات المقاتلة أحد الأسباب التي أدت إلى انسحابها، خاصة إذا كانت تعتمد على إمدادات خارجية.
ويحتمل أن تكون قوات الدعم السريع اتبعت تكتيكات عسكرية معينة تتضمن الانسحاب المؤقت لإعادة التجمع والتنظيم قبل العودة إلى القتال. ويمكن أيضا أن تكون الأولويات الإستراتيجية لمليشياتها قد تغيرت، مما دفعها إلى التركيز على مناطق أخرى أو أهداف مختلفة.