في جولة الصحف لهذا اليوم، نستعرض أبرز ما تناولته الصحف العالمية حول قضايا الشرق الأوسط، مثل الأزمة السودانية في صحيفة "فاينانشال تايمز"، و"السياسات التوسعية لإسرائيل في الشرق الأوسط " في لوموند الفرنسية. كما نتطرق إلى مقال في التلغراف يناقش السفر إلى الفضاء بعد إطلاق صاروخ من غرب تكساس إلى الغلاف الجوي.
نقرأ في صحيفة فايننشال تايمز مقالاً للكاتب توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، حيث يناقش الأزمة السودانية. إذ يؤكد فليتشر أن الأمم المتحدة لن تتراجع عن مواجهة التحديات العالمية، مشدداً على أن السودان اختبار للقيم الإنسانية.
في بداية المقال، يقول الكاتب إن "النزاع الوحشي" الذي استمر لعامين نتج عنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
أشار الكاتب إلى أنَ الأزمة السودانية أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية. كما تركت الملايين من الأطفال خارج المدرسة، وانتشرت أمراض مثل الكوليرا.
كما يشير فليتشر إلى تفشي العنف والانتهاكات ضد النساء والفتيات دون أي رادع، مستشهداً بكلمات إحدى الناجيات في دارفور: "أجسادنا تُستخدم كأداة حرب".
يقدم الكاتب رؤية شاملة للأوضاع في السودان، مشيراً إلى أنّ تسارع الأزمة أدى إلى انعدام الأمن والنزوح وانتشار الأمراض. ويلفت إلى أنّ 25 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد، وأنّ 30 مليوناً بحاجة للمساعدة، بينما فرّ أكثر من 12 مليون شخص، منهم 3,8 مليون استقبلتهم دول مجاورة مثل جنوب السودان.
يستعرض المقال الصعوبات التي يواجهها برنامج الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية بالسودان، رغم جهوده للوصول إلى 15,6 مليون شخص العام الماضي وزيادة المساعدات في مناطق مثل دارفور التي تشهد نزاعاً منذ وقت طويل.
ويوضح الكاتب أن هذه الجهود تعترضها تحديات كبيرة مثل العنف المستمر وقيود الوصول إلى المناطق المنكوبة، مما يعيق قدرة العاملين الإنسانيين على أداء مهامهم بشكل فعال.
يرى فليتشر أنه مع استمرار النزاع في السودان ودخوله عامه الثالث، فإن الوضع سيزداد سوءاً، حيث "سيعاني المزيد من الناس، وسيضطرون للنزوح ويتعرضون للموت" ما لم ينتهِ القتال ويزداد التمويل اللازم للمساعدة الإنسانية.
ويشير إلى أنه في فبراير/شباط، أُطلق نداء بقيمة 4.2 مليار دولار لمساعدة نحو 21 مليون شخص في السودان هذا العام، إلا أنّه بعد تقليص الاستجابة وتركيز الجهود على الأشخاص الأكثر حاجة، أصبح من الضروري الحصول على 2,35 مليار دولار على الأقل.
في ختام مقاله، يوجه الكاتب مناشدات للمسؤولين بضرورة حماية المدنيين والعاملين في الإغاثة، وتوفير تمويل مرن لمكافحة المجاعة وإنقاذ الأرواح، وأخيراً الدعوة إلى دبلوماسية لحل هذه "الحرب الوحشية".
مقال نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية للكاتب لويس إمبرت، تناول فيه ما وصفه بـ "السياسات التوسعية لإسرائيل في الشرق الأوسط".
يبدأ الكاتب بالحديث عن كيفية "دفع إسرائيل لحدودها إلى الوراء" بعد هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، عام 2023، وأنها أصبحت تتبنّى "سياسة توسعية بشكل حاسم".
وفي تحليله، يذكر أنّ الجيش الإسرائيلي "يعيد احتلال قطاع غزة ويقوم بضم الضفة الغربية بشكل فعلي". كما أشار إلى أن إسرائيل أنشأت منطقتين "عازلتين" خلف حدودها الشمالية في لبنان وسوريا.
ويشير الكاتب إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية تقصف بيروت، بينما تتمركز قوات المشاة على بعد 40 دقيقة من دمشق. ويرى أنّ إسرائيل لم يسبق لها أن خاضت حرباً طويلة على عدة جبهات مثلما يحدث الآن.
يعتقد إمبرت أنّ ما يشهده الشرق الأوسط هو نتيجة مباشرة لهجوم حماس، إلا أن نتائجه جاءت عكس ما كانت الحركة تأمل، على حد قوله.
ويضيف أنّ حركة حماس حاولت استدراج حلفائها في لبنان وسوريا وإيران إلى مواجهة واسعة مع إسرائيل، لكنهم أحجموا عن ذلك. واقتصر دور حزب الله على تصعيد محدود، انتهى بتلقيه "ضربة قاسية" خلال 2024، بحسب المقال.
وينقل المقال عن قادة إسرائيليين قولهم: "لن نسمح بعد اليوم بوجود منظمات متطرفة قرب حدود إسرائيل، سواء في غزة، لبنان، سوريا، أو بمحاذاة المستوطنات في الضفة الغربية. هذه هي سياستنا الجديدة".
وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، يشير الكاتب إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يُعتبر "مكسباً لليمين الإسرائيلي"، ويتقاطع معهم في نظرتهم "التفوقية"، إذ يفكر، بحسب تعبيره، في الاعتراف بـ"سيادة" إسرائيل على مناطق واسعة من الضفة الغربية.
ويشير إمبرت إلى أن ترامب اقترح بشكل صريح "تطهيراً عرقياً لغزة"، وهو طرح لقي صدىً واسعاً لدى الإسرائيليين الذين، بعد دفنهم لاتفاقات أوسلو، تقبّلوا تدمير حياة مليونَيْ فلسطيني في القطاع، على حد تعبيره.
ويلفت المقال إلى أن إدارة ترامب ركزت بشكل أساسي على تأمين إطلاق سراح رهينة أمريكية لدى حماس، متجاهلة بقية القضايا في الشرق الأوسط، قبل أن تتنقل لاحقاً إلى ملفات أخرى مثل أوكرانيا وإيران وغزة.
في ختام مقاله، يرى إمبرت أن المسؤولين الأمريكيين ذوي الخبرة "المحدودة" هم من يتعاملون مع هذه الملفات، بينما تواصل إسرائيل تنفيذ سياساتها بحرّية كاملة، دون أن يجد هؤلاء المسؤولون ما يمكنهم فعله أمام تصاعد الأوضاع في غزة.
بعيداً عن السياسة، نقرأ في صحيفة التلغراف مقالاً بعنوان: "هل سئمت من هذه الكآبة واليأس في العالم؟ السفر إلى الفضاء قد يكون هو الحل"، بقلم ستيفن ديفيز.
يشير الكاتب إلى التغطية الواسعة التي نالها إطلاق صاروخ من غرب تكساس، حاملاً كبسولة تضم ستة ركاب، عبر الخط الفاصل بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي، في رحلة استغرقت أقل من نصف ساعة.
ويعتقد ديفيز أنّ الاهتمام الإعلامي ناتج عن كون جميع الركاب الستة في الرحلة إلى حافة الفضاء من النساء، وهو أول طاقم نسائي بالكامل منذ مهمة سوفيتية سابقة عام 1963. كما أنّ شهرة المغنية كاتي بيري بين هؤلاء النساء زادت من هذا الاهتمام.
الكاتب يرى أن هذا الحدث يحمل عدة دلالات، حيث يشير إلى أنّ هناك بداية للتغيير في مجالات معينة، سواء على صعيد التكنولوجيا أو على مستوى روح العصر.
ويضيف أنه بالنسبة للكثيرين، يُعتبر استكشاف الفضاء إنجازاً للحكومات الكبرى، ومهمة معقدة وصعبة لا يمكن تنفيذها إلا من قبل الدولة.
مُشيراً إلى أن ما نشهده اليوم، مع شركات مثل "بلو أورجين" المملوكة لجيف بيزوس و"سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك وعدد من الشركات الأخرى، هو ظهور مفاجئ للقطاع الخاص في مجال السفر إلى الفضاء لأغراض تجارية.
وفقاً للمقال، بدأت الرأسمالية والسوق في ممارسة تأثيرهما المعتاد، حيث تحوّل السفر إلى الفضاء ليصبح أكثر سهولة، ومتاحاً للجميع، مما يزيد من ربحية القطاع.
ويقول الكاتب إنّ كاتي بيري كانت ترى الذهاب إلى الفضاء حلماً كبيراً يجسد تحقيق الطموحات والتقدم. وهي تؤيد أفكار إيلون ماسك حول استعمار المريخ وتطور الفضاء، وتمثل جيلاً شاباً يستعيد الحماس للمستقبل، بعكس النظرة المتشائمة المنتشرة بين بعض فئات الشباب وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
يختتم الكاتب مقاله، بأن التفاعل مع الرحلة وتصريحات كاتي بيري يشير إلى عودة بطيئة للتفاؤل والرؤية الطموحة، التي بدأت تُلهم الشباب من جديد بعد فترة من الخوف وخيبة الأمل.