آخر الأخبار

ترامب ونتنياهو: هل عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي خالي الوفاض من واشنطن؟

شارك
مصدر الصورة

أثارت الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن، ولقاؤه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، تباينات بشأن وصف تلك الزيارة ومخرجاتها.

وطغى على كتابات المحللين ما تطرق إليه الحديث الذي أجراه ترامب ونتنياهو مع الصحفيين، خاصة الجزئيات المتعلقة بإعلان الرئيس الأمريكي إجراء محادثات "مباشرة" مع إيران، وأخرى متعلقة بغزة، ورغبة إسرائيل بالتوصل لاتفاق بشأن الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب مؤخراً.

وكان نتنياهو قد التقى ترامب، الإثنين، في زيارة هي الثانية لرئيس الوزراء الإسرائيلي منذ تولي الرئيس الأمريكي سلطاته في يناير/كانون الثاني الماضي.

كما تأتي الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة أجراها نتنياهو إلى المجر، التي أعلنت بالتزامن مع وصوله إلى بودابست انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية، وهي الجهة التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو.

وتداولت وسائل إعلام أنباء عن أن البيت الأبيض ألغى مؤتمراً صحفياً لترامب ونتنياهو.

إذ نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، أن البيت الأبيض ألغى مؤتمراً صحفياً كان مقرراً في وقت سابق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين.

وهو ما أكدته شبكة سكاي نيوز، التي قالت، نقلاً عن مسؤولين، إن قرار إلغاء المؤتمر الصحفي اتُخذ لأن ترامب ونتنياهو حظيا بفرصتين للتواصل مع وسائل الإعلام، واحدة خلال اللقاء في المكتب البيضاوي، وأخرى خلال المؤتمر الصحفي الرسمي، إذ أرادا "تبسيط الأمور" في هذا الشأن.

فيما نقلت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، عن مسؤول في البيت الأبيض، أن المؤتمر الصحفي لم يُلغَ، لكنه عُقد في المكتب البيضاوي.

"إعلان مفاجئ"

مصدر الصورة

خلال لقاء ترامب ونتنياهو، وحديثهما للصحفيين في المكتب البيضاوي، أعلن الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة ستعقد محادثات "مباشرة" مع إيران بشأن برنامجها النووي، وأن أولى اللقاءات ستتم السبت المقبل، مشدداً على أن المحادثات ستكون "مباشرة" وعلى "أعلى مستوى".

مهّد ترامب بعض الشيء لذلك الإعلان بالقول إنه ونتنياهو متحدّان على تحقيق الهدف المتمثل بمنع امتلاك إيران أسلحة نووية، مكرراً تحذيره من أن إيران ستكون في "خطر كبير" إذا فشلت المحادثات.

ولم يمنع ذلك موقع أكسيوس الأمريكي من وصف ذلك الإعلان بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ "المفاجئ"، لكنه نقل عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن نتنياهو يريد تقديم "الشكل الذي ينبغي أن يبدو عليه الاتفاق الجيد مع إيران" خلال اجتماعه مع ترامب.

وأضاف الموقع نقلاً عن المسؤول ذاته، أن نتنياهو يريد تكرار "النموذج الليبي"، أي تفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، كما أنه يسعى للتوصل إلى تفاهم مع ترامب بشأن ضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت المساعي الدبلوماسية.

وتباينت الصحف الإسرائيلية بدورها في وصف الزيارة، وفي طريقة تعاطيها مع إعلان ترامب بشأن إيران، فصحيفة معاريف وصفت اللقاء بـ "القنبلة" التي ألقاها ترامب، أما هآرتس، فوصفته بأنه تعبير عن "علاقة متصدعة" بين الطرفين، لكن، وعلى النقيض، اعتبرت صحيفة إسرائيل هيوم اللقاء "ناجحاً".

وقالت إسرائيل هيوم، تعليقاً على إعلان ترامب بشأن المحادثات المباشرة مع طهران، إن موقف الإدارة الأمريكية كان واضحاً، وتمثّل باستمرار الضغوط على إيران من أجل تجميد برنامجها النووي والتوقف عما وصفته الصحفية بـ "نشر الإرهاب الدولي".

أما صحيفة هآرتس، فرأت أن إعلان ترامب عن محادثات مباشرة مع طهران هو "تراجع" عن موقفه الذي اتخذه خلال ولايته الأولى حين انسحب من الاتفاق النووي مع إيران "تحت ضغط من نتنياهو". وهذا يعكس، برأي الصحيفة، توتراً بدا واضحاً بين الاثنين بشأن الملف النووي الإيراني.

وحللت صحيفة معاريف ملامح وتعابير وجه نتنياهو خلال لقائه ترامب، ورأت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بدا "مصدوماً ومرتبكاً" عقب "تصريحات ترامب "المفاجئة"، لكنها وصفت إعلان ترامب بشأن إيران بـ "المفاجأة الأكبر" واعتبرته "تحولاً كبيراً في السياسة الأمريكية تجاه طهران".

وكتبت كذلك النيويورك تايمز بأن الكثير من الإسرائيليين "تفاجأوا" من إعلان ترامب الانخراط في محادثات مباشرة مع طهران بشأن برنامجها النووي.

"موقف ضعيف"

مصدر الصورة

شغلت الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن ترامب فرضها على الواردات من دول العالم، حيزاً في محادثات نتنياهو وترامب.

وكانت إسرائيل من بين تلك الدول التي فرضت عليها إدارة ترامب رسوماً جمركية، بلغت 17 في المئة.

وكان من المخطط، وفق مكتب نتنياهو، أن يناقش الرئيسان التعرفة الجمركية، ما يجعل نتنياهو أول زعيم أجنبي يسافر إلى واشنطن في محاولة للتفاوض حول الرسوم الجمركية.

ولم يجب ترامب بشكل مباشر على أسئلة بشأن إمكانية تخفيض الرسوم الجمركية على إسرائيل، لكنه أشار إلى الدعم الذي تقدمه واشنطن لها بشكل سنوي.

واستبعد الرئيس الأمريكي خلال اللقاء تعليق تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة التي أثارت جدلاً دولياً واسعاً في الأيام الأخيرة، ودفعت الأسواق إلى حالة من الذعر، وتوقّع أن تأتي العديد من الدول للتفاوض مع واشنطن على اتفاقات "ستكون منصفة".

من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "إلغاء" العجز في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة.

وقالت صحيفة هآرتس، إن نتنياهو أصبح في "موقف ضعيف" بعد أن "تنازل عن أوراقه مسبقاً"، في إشارة من الصحيفة إلى إعلان نتنياهو عن استعداده لإلغاء العجز التجاري مع الولايات المتحدة "على الرغم من أن ترامب لم يقدم تعهداً بخفض الرسوم الجمركية على المنتجات الإسرائيلية"، وهو ما وصفته بـ "التنازلات المتطرفة"، وأشارت هآرتس كذلك إلى تصريحات لترامب قال فيها إن نتنياهو عرض عليه إلغاء جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية.

أما معاريف، فقد أشارت إلى أن نتنياهو دخل البيت الأبيض "بثقة، بالنظر إلى أنه سيكون أول زعيم تتم دعوته للحديث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد إعلان الرسوم الجمركية".

لكن، الصحيفة الإسرائيلية قالت إن نتنياهو وجد نفسه في "موقف محرج" أمام الصحفيين.

وأشارت معاريف إلى إجابة ترامب على سؤال بشأن إمكانية تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة مؤخراً على إسرائيل، إذ قال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة تقدم 4 مليارات دولار مساعدات سنوية لإسرائيل.

وفي هذا السياق، ترى هآرتس أن ترامب "كان واضحاً في أنه ينظر إلى إسرائيل كدولة صغيرة يجب أن تكون ممتنة للولايات المتحدة". وهذا يبرز، برأيها، التباين بين القوتين في العلاقة بينهما.

ونقل موقع أكسيوس تصريحات ترامب التي قال فيها إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيخفض الرسوم الجمركية المفروضة على إسرائيل والبالغة 17 في المئة. وأشار الموقع إلى أن زيارة نتنياهو تكتسب أهمية لكونها تمثل أول لقاء لزعيم دولة أجنبية مع ترامب بعد إعلان الرسوم الجمركية، ولأن المستثمرين وحكومات الدول الأجنبية "راقبت الزيارة عن كثب لرصد مدى مرونة ترامب" في التعاطي مع مسألة الرسوم الجمركية.

أما الواشنطن بوست، فرأت أن زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض جاءت وسط "اضطراب" أثارته الرسوم الجمركية، مشيرة إلى أن ترامب استمر في الدفاع عن خطته بشأن الرسوم الجمركية بوصفها بأنها "شيء رائع للغاية".

"منطقة الحرية"

خلال اللقاء، ناقش ترامب ونتنياهو مسألة الحرب في غزة، وهجرة الغزيين والدول التي قد تساهم في استيعابهم.

وصرّح الرئيس الأمريكي بأن هناك جهوداً تُبذل للتوصل إلى اتفاق آخر لوقف الحرب في غزة، مشيراً إلى أن الحرب "ستتوقف في المستقبل القريب".

نتنياهو بدوره قال إنه يسعى إلى تمكين سكان غزة من أن يكون لديهم خيار الخروج إلى بلدان أخرى.

وهو ما أثنى عليه ترامب بالقول إن "قطاع غزة أصبح أشبه بمصيدة للموت، وهو مكان خطر للغاية ويحتاج إلى سنوات لإعادة إعماره"، وقال إنه سيسمي غزة "منطقة الحرية" بعد إبعاد السكان عنها.

ونشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالاً تحليلياً، قالت فيه إن نتنياهو أصبح، مع عودة ترامب إلى السلطة، يواجه قيوداً أقل من أي وقت مضى بشأن تعامله مع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب أكثر توافقاً من سلفه بايدن مع "أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي وتحالفه اليميني".

ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم إن عودة ترامب للسلطة "أطلقت العنان لنتنياهو، وأزالت الحواجز التي كانت ربما تقيّد تحركاته في غزة ولبنان وسوريا".

وتحدثت صحيفة إسرائيل هيوم بنبرة إيجابية عن مخرجات اللقاء بشأن غزة، ورأت أن ترامب "أبدى تعاطفاً" مع جهود نتنياهو في قضية الرهائن، وحثّه في الوقت ذاته على التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار مع فرض شروط محددة.

ونقلت الصحيفة كذلك أن الولايات تعمل على تقديم ضمانات لإسرائيل فيما يتعلق بالمسار الدبلوماسي في غزة، مع ضمانات بدعم عسكري أمريكي إذا تطلب الأمر.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا