في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
طالبت حركة حماس ، اليوم الثلاثاء، الأمتين العربية والإسلامية بالتحرك العاجل وتحمل المسؤولية لإنقاذ غزة من المجاعة والهلاك.
جاء ذلك بعد ما توقفت المطاحن والمخابز عن العمل في ظل انعدام الوقود وندرة المواد الغذائية، بفعل إغلاق إسرائيل للمعابر ومنع دخول المساعدات للقطاع.
وقالت حماس إن توقف المخابز عن العمل بعد نفاد الدقيق بالكامل في قطاع غزة يعد تصعيدا خطيرا للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل، مؤكدة أن القطاع دخل فعليا مرحلة المجاعة، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
وقالت الحركة، في بيان، "التجويع أصبح سلاحا مباشرا في الحرب الوحشية، التي تستهدف الإنسان الفلسطيني في حياته وكرامته وصموده، فمنذ 2 مارس/آذار المنصرم صعّد العدو عدوانه بإغلاق المعابر ومنع دخول الماء والغذاء والدواء والإمدادات الطبية".
وأضافت "اليوم، أعلنت آخر المخابز توقفها عن العمل نهائيا، بعد نفاد الدقيق بالكامل من غزة، ما يعني دخول القطاع فعليا مرحلة المجاعة، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث".
وشددت على أن "هذه الجريمة تمثل تصعيدا خطيرا لجريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بلا رادع أو حساب".
وفي وقت سابق اليوم، قال عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابز بغزة إن كافة المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي توقفت عن العمل بعد نفاد كميات الدقيق والسكر والملح والخميرة والسولار جراء الإغلاق الإسرائيلي المتواصل للمعابر.
وفي 2 مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب بتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.
وأكدت حركة "حماس" عبر بيانها، أن "صمت المجتمع الدولي يشجّع الاحتلال على مواصلة سياسات القتل والتجويع والحصار، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن "التبعات الإنسانية الكارثية التي تزداد كل ساعة".
وفي السياق ذاته، دعت حماس الأمتين العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل لإنقاذ قطاع غزة من المجاعة.
كما دعت الشعوب الحرة إلى التحرك الفوري لكسر الحصار وإنقاذ أكثر من مليوني إنسان في غزة.
وطالبت الحركة، بفتح المعابر فورا، وتوفير الماء والغذاء والدواء ومقومات الصمود للمواطنين في غزة، مؤكدة أن "التصدي لهذا العدوان الوحشي واجب إنساني وأخلاقي وقومي لا يقبل التأجيل أو التخاذل".
وفي هذا السياق، وصف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة التصريحات الإسرائيلية بوجود ما يكفي من المساعدات داخل غزة بالسخيفة.
وقال دوجاريك إن الإمدادات الإنسانية داخل القطاع على وشك النفاد، مؤكدا أن برنامج الأغذية العالمي لا يغلق مخابزه للتسلية.
وأضاف "من وجهة نظر الأمم المتحدة، هذا أمر سخيف. إمداداتنا التي وصلت عبر المسار الإنساني على وشك النفاد. كما تعلمون، برنامج الأغذية العالمي لا يغلق مخابزه للتسلية. إذا لم يتوفر الدقيق، وإذا لم يتوفر غاز الطهي، فلن تتمكن المخابز من فتح أبوابها".
كما أدان المقرر الأممي الخاص المعنيّ بالحق في الغذاء مايكل فخري حملة التجويع التي تمارسها إسرائيل ضد المدنيين في غزة. وحثّ المقرّر الأممي الدول على ممارسة عدّة ضغوط على إسرائيل وفرض عقوبات عليها لدفعها إلى التوقف عن ممارساتها التي تتعارض مع القانون الدولي الإنساني.
وأضاف فخري أن "إسرائيل لا تكترث للقانون الدولي ولا تعير اهتماما لما تقوله الأمم المتحدة. فعليا إسرائيل شنّت هجمات على الأمم المتحدة وقتلت عددا قياسيا من موظفيها وموظفي الإغاثة في غزة. قتلت أفرادا من قوات حفظ السلام في جنوب لبنان وتوسع احتلالها في لبنان وسوريا".
وشدد على أن "ما نحتاجه في هذه المرحلة هو فرض عقوبات على إسرائيل وقد شرعت المحكمة الجنائية الدولية ذلك وسمحت به لإنهاء احتلالها. ينبغي على الدول الضغط عليها اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا. هذا هو السبيل الوحيد لمحاسبة إسرائيل ودفعها إلى التوقف عن حملة التجويع التي تمارسها ضد المدنيين".
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، قتلت إسرائيل حتى ظهر الثلاثاء 1042 فلسطينيا وأصابت 2542 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.