تحليل بقلم ماثيو تشانس من شبكة CNN
( CNN )-- في بيانه حول الاتصال الهاتفي الذي جرى، الثلاثاء، بين الرئيسين الأمريكي والروسي، دونالد ترامب وفلاديمير بوتين شكر الكرملين ترامب وأشاد به على "هدفه النبيل" المتمثل في إنهاء الصراع في أوكرانيا .
ويُدرك بوتين والمفاوضون المخضرمون إلى جانبه تمامًا قوة الإطراء في واشنطن .
لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن بشأن مقترح ترامب الرئيسي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا، حيث أشار الكرملين إلى أن التحقق من أي هدنة لا يزال يُشكّل مشكلة بالنسبة لموسكو، وكذلك وقف "التعبئة الجبرية" في أوكرانيا، وضمان عدم استغلال الجيش الأوكراني أي توقف في القتال لإعادة تسليح نفسه .
وكان هناك اتفاق بين الكرملين على مقترح أمريكي بتعليق الهجمات على البنية التحتية للطاقة مؤقتا، ويُقال إن بوتين "أصدر على الفور الأمر المناسب للجيش الروسي " .
ولكن بينما قد يرحب الأوكرانيون بهذا القرار بعد أن تضررت شبكات الكهرباء لديهم جراء الغارات الجوية، إلا أنه لن يُسهم كثيرًا في وقف الهجوم الروسي الشرس على منطقة القتال .
وكانت الهجمات على البنية التحتية الروسية للطاقة، مثل مصافي النفط، من أنجح التكتيكات الأوكرانية، وسيكون وضع حد لها في مصلحة الكرملين .
في الواقع، يبدو أن الكرملين لم يُقدّم سوى القليل من التنازلات، إن وُجدت، بشأن أهدافه الحربية الرئيسية، مشددا على "الاستعداد" لتسوية سلمية طويلة الأمد، ولكنه أكد أيضا على "الحاجة الملحة للقضاء على الأسباب الجذرية للأزمة"، والتي ذكرها سابقا بأنها تهديد توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى حدود روسيا، بالإضافة إلى بروز أوكرانيا كدولة مستقلة موالية للغرب .
ورحب رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، كيريل دميترييف، عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، بالاتصال بين ترامب و بوتين ووصفه بأنه "تاريخي"، وأضاف أن "العالم أصبح مكانا أكثر أمانا بكثير " .
لكن، كما هو الحال دائمًا في مفاوضات الكرملين، يكمن الخلل في التفاصيل، فإلى جانب القبول الواسع لفكرة التسوية، لا يزال هناك الكثير من التفاصيل التي يجب بلورتها قبل الاتفاق على أي وقف لإطلاق النار، ناهيك عن اتفاق سلام دائم .