آخر الأخبار

الحدود السورية اللبنانية: سوريا تتهم حزب الله بخطف جنود وقتلهم والأخير ينفي

شارك
مصدر الصورة

عاد الهدوء إلى الحدود السورية اللبنانية من جانب الشمال، منذ فجر الإثنين، بعد أن شهدت ليلة الأحد اشتباكات مسلحة تطورت إلى قصف الجيش السوري لمنطقة القصر اللبنانية، وهو ما رد عليه الجيش اللبناني، معززاً انتشاره في المنطقة الحدودية.

ونتيجة القصف، قُتل طفل لبناني في الحادية عشرة من عمره ونزحت عائلات من الجانب اللبناني للحدود الى الداخل.

وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت أن مسلحين من حزب الله عبروا الحدود في ريف حمص وقتلوا ثلاثة من أفراد الجيش السوري، وهو ما نفاه حزب الله بشكل كامل.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع، أن مجموعة ممن وصفهم بـ "ميليشيا حزب الله" قامت عبر كمين بخطف ثلاثة من عناصر الجيش السوري عند الحدود اللبنانية، قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بـ "تصفيتهم".

وأضافت وزارة الدفاع أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا "التصعيد الخطير من قبل ميليشيا حزب الله"، مشيرة إلى أن الحادثة وقعت قرب سد زيتا غرب حمص.

من جهته، نفى حزب الله، في بيان، "بشكل قاطع" علاقته بالأحداث التي "جرت على الحدود اللبنانية السورية".

وأضاف الحزب: "نجدّد التأكيد على ما سبق وأعلنّا عنه مراراً، بأن لا علاقة لحزب الله بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية".

وقال مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس، إن "التوتر بدأ إثر دخول ثلاثة عناصر من الأمن العام السوري إلى الأراضي اللبنانية قرب بلدة القصر اللبنانية، حيث تعرضوا لإطلاق نار من أفراد عشيرة تنشط في مجال التهريب"، دون أن يوضح المصدر سبب دخولهم إلى لبنان.

وأوضح المصدر أنه بعد مقتل العناصر الثلاثة "سلّم المسلحون الجثث إلى الجيش اللبناني الذي سلمها بدوره إلى الجانب السوري".

وأكد الجيش اللبناني ذلك، وقال إن اشتباكاً أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من الجنسية السورية، اثنان منهم قُتلا وأُصيب ثالث بجروح خطيرة، وذلك إثر حادث وقع في محيط منطقة القصر- الهرمل عند الحدود اللبنانية السورية. ونُقل الجريح إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، إلا أنه سرعان ما فارق الحياة متأثراً بجروحه.

وعلى إثر الحادث، نفذ الجيش اللبناني تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة بين ليل الأحد والاثنين، واستمر العمل حتى ساعات الصباح الأولى. وقد أسفرت تلك الاتصالات عن تسليم الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري بعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية.

وكان حزب الله أحد الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل الإطاحة به في هجوم خاطف شنته فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وأعلنت السلطات الجديدة في سوريا، في فبراير/شباط الماضي، عن إطلاق حملة أمنية في محافظة حمص الحدودية، بهدف إغلاق الطرق المستخدمة في تهريب الأسلحة والبضائع.

واتهمت حزب الله بشن هجمات، وقالت إنه يرعى عصابات تهريب عبر الحدود.

مصدر الصورة

وفي بداية شهر فبراير/شباط 2025، شهدت المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا تصعيداً أمنياً، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومسلحين من عشائر لبنانية في بلدة حاويك السورية المتاخمة للحدود اللبنانية، مما أسفر عن سقوط قتلى ووقوع عمليات خطف متبادلة بين الطرفين.

ولطالما شكلت الحدود اللبنانية السورية الممتدة على طول 330 كيلومتراً نقطة اشتباك بين الجانبين، خاصة في المناطق الشمالية الشرقية حيث لا تزال أجزاء واسعة منها غير مرسّمة، مما جعلها عرضة لعمليات تهريب واسعة النطاق، سواء للأسلحة أو الوقود أو المخدرات. وتُعدّ المنطقة الممتدة بين الهرمل اللبنانية والقصير السورية واحدة من أكثر المناطق حساسيةً، نظراً لتداخل السكان والعلاقات العشائرية الوثيقة بين جانبي الحدود.

وشددت السلطات السورية في الأشهر التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد، من إجراءاتها الأمنية في المناطق الحدودية، في محاولةٍ للحد من التهريب واستعادة السيطرة على القرى السورية التي يقطنها لبنانيون، وهو ما أدى إلى سلسلةٍ من الاشتباكات مع مسلحين محليين، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين حول مسؤولية التصعيد.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، التقى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، في دمشق، حيث ناقشا ملفات إشكاليةً عالقةً بين البلدين، من بينها ترسيم الحدود وملف اللاجئين السوريين في لبنان والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا