آخر الأخبار

ضغوط غربية ورهانات روسية تعقد آفاق الحل في أوكرانيا

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أوكرانيا بين ضغوط الغرب ورهانات بوتين: هل من حل قريب؟

وسط معارك محتدمة في أوكرانيا، تظل آفاق الحل السياسي غير واضحة، حيث تواصل روسيا عملياتها العسكرية بينما تكثف الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ضغوطهم الاقتصادية والدبلوماسية على موسكو. فهل ستكون هذه الضغوط كفيلة بإجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تقديم تنازلات، أم أن الكرملين سيراهن على عامل الوقت والمناظرات السياسية لتحقيق مكاسب استراتيجية؟.

يشير الباحث السياسي الروسي يفغيني سيدروف في حديثه لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" إلى أن "الحديث عن اختراق حقيقي في مسألة الهدنة لا يزال مبكرا".

ويوضح أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون "مجرد تمهيد لإقامة سلام دائم، يتضمن ضمانات أمنية لروسيا". لكنه يرى أن الشروط التي يطرحها بوتين، والتي تشمل رفض وجود أي قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية، تعد غير مقبولة بالنسبة لأوروبا والنظام الأوكراني.

ويؤكد سيدروف أن روسيا لا تنوي تقديم أي تنازلات في الوقت الراهن، خصوصا في ظل مطالب الدول الأوروبية بنشر قوات مراقبة أو قوات حفظ سلام تابعة لحلف الناتو.

ويعتبر أن "مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة تمهيد لنزاع مباشر بين روسيا و الناتو، وهو أمر ترفضه موسكو تماما".

هدنة بشروط صارمة.. هل تصمد أمام التعقيدات؟

من جانبه، يرى مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لورانس كورب أن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما قد يكون خطوة أولى نحو تهدئة الصراع، لكنه يشدد على ضرورة ضمان عدم استغلال أي هدنة لتعزيز المواقف العسكرية.

ويؤكد كورب أن هذه المدة ستتيح للأطراف فرصة للنظر في القضايا العالقة، مثل المناطق التي تطالب بها روسيا، وإمكانية نشر قوات لحفظ السلام على الحدود الأوكرانية الروسية.

من جانب آخر، يلفت كورب إلى أن المشكلة تكمن في مدى استعداد روسيا للتعامل مع هذه المبادرات بجدية، مشيرا إلى أن بوتين قد يستخدم أي تهدئة مؤقتة لإعادة ترتيب صفوف قواته وتحقيق مكاسب ميدانية جديدة.

ويرى أن "المجتمع الدولي لم يتدخل بالقدر الكافي لوقف هذه الحرب"، محذرا من أن استمرار القتال قد يؤدي إلى خسائر بشرية واقتصادية أكبر على الجانبين.

ترامب بين الوساطة والمصالح الاستراتيجية

وعلى الجانب الأميركي، يبرز موقف الرئيس دونالد ترامب كعامل مؤثر في المشهد السياسي. فبينما أكد على وجود "محادثات مثمرة" أجراها مبعوثه مع بوتين، فإنه لم يسرع في فرض عقوبات جديدة على روسيا، على عكس ما فعل الرئيس السابق جو بايدن، الذي زود أوكرانيا بأسلحة ومساعدات عسكرية ضخمة.

ويعتقد سيدروف أن ترامب يسعى إلى التوصل إلى "صفقة"، وهو مفهوم محبب لديه، قد تمكنه من إنهاء الحرب بشروط مقبولة للطرفين. لكن هذا الرهان محفوف بالمخاطر، إذ إن بوتين لا يزال يصر على تحقيق أهدافه الاستراتيجية قبل الدخول في أي مفاوضات جادة.

الاقتصاد في قلب الصراع

وإلى جانب المعارك العسكرية، تلعب العوامل الاقتصادية دورا رئيسيا في مآلات الحرب. فقد فرضت الدول الغربية عقوبات قاسية على روسيا، وجمدت أصولا روسية بقيمة 300 مليار دولار في أوروبا.

ويشير كورب إلى أن دول الناتو، التي زادت من إنفاقها الدفاعي بشكل غير مسبوق، تسعى الآن لتعويض هذه النفقات من خلال الضغط على روسيا.

ومع استمرار الحرب منذ أكثر من 3 سنوات، حيث تجاوز عدد القتلى والمصابين حاجز المليون، يرى المحللون أن الاقتصاد الروسي بدأ يتأثر بشدة.

ومع ذلك، لا يبدو أن موسكو مستعدة لتقديم تنازلات تحت وطأة الضغوط الاقتصادية وحدها، بل تفضل مواصلة الرهان على تحقيق مكاسب ميدانية وسياسية تعزز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية.

وبين ضغوط الغرب ورهانات بوتين، تظل الحرب في أوكرانيا مفتوحة على جميع السيناريوهات، حيث تسعى بعض الأطراف إلى فرض هدنة قد تفتح الباب لحل سياسي، تظل العقبات والتعقيدات قائمة، خاصة في ظل المواقف المتشددة من الجانبين. فهل سنشهد قريبا اتفاقا ينهي هذا الصراع، أم أن الحرب ستستمر، لتعيد رسم موازين القوى الدولية؟.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا