اتهم البيت الأبيض الأمريكي حركة حماس، الجمعة، برفع مطالب "غير عملية بالمرة" والمماطلة في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهينة أمريكي - إسرائيلي، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
وقال بيان صادر عن مكتب مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن "حماس تقوم برهان سيء للغاية على أن الوقت لصالحها، وهو ليس كذلك"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "سترد بما يتناسب إذا لم تلتزم حماس بالموعد النهائي".
وأضاف البيان أن "حماس تُدرك تماماً الموعد النهائي، وعليها أن تعلم أننا سنرد بما يتناسب إذا انقضى هذا الموعد"، مشيراً الى أن ترامب كان قد تعهد بالفعل، بأن حماس "ستدفع ثمناً باهظاً" لعدم إطلاق سراح الرهائن.
وقدم ويتكوف في قطر، الأربعاء، اقتراحاً "كجسر" لتمديد المرحلة الأولى من الهدنة حتى منتصف أبريل/ نيسان، في حال أطلقت حماس سراح رهائن أحياء مقابل إطلاق سراح سجناء ومعتقلين فلسطينيين.
وذكر البيان الأمريكي أن حماس "أُبلغت بشكل قاطع بضرورة تنفيذ هذا (المقترح) في وقت قريب وإطلاق سراح المواطن الأمريكي الإسرائيلي، عيدان ألكسندر، فوراً".
وتابع البيان أن حماس "اختارت الردّ علناً بادعاء المرونة، بينما تُقدّم سراً مطالب غير عملية بتاتاً دون وقف إطلاق نار دائم".
ورداً على ما إذا إذا كانت واشنطن تعطي أولوية لإطلاق سراح الرهينة الأمريكي، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو: "نحن نهتمّ بجميع الرهائن".
وأوضح روبيو للصحفيين بعد محادثات مجموعة السبع في كندا: "نتصرف كما لو أن هذا تبادل عادي، كما لو أنه أمر طبيعي يحدث. هذا أمر مشين. لذا يجب إطلاق سراحهم (الرهائن) جميعاً".
من جانبها، قالت إسرائيل إن حماس "لم تتزحزح قيد أنملة"، بعد مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي حول المفاوضات بشأن الهدنة في غزة.
ورفضت إسرائيل إعلان حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي وإعادة جثامين أربعة آخرين، واصفة ذلك بأنه "تلاعب وحرب نفسية".
وكانت حركة حماس قد أعلنت، الجمعة، موافقتها على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية، وفق مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت الحركة في بيان لها جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية، داعيةً إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها كاملة.
وأكد القيادي في حركة حماس حسام بدران، على أن "الفلسطينيين صامدون ومتمسكون بأرضهم، ولن يتركوا وطنهم بغض النظر عن موقف الرئيس الأمريكي"، مشيراً إلى أن الحركة مصرة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المختلفة، وأن خروج إسرائيل عما تم الاتفاق عليه سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر على حد قوله.
وأوضح بدران أن حركة حماس طالبت الوسطاء بإلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار ووقف الخروقات، واستكمال كافة البنود التي تم إقرارها، مرحباً بأي مقترحات تدفع باتجاه تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بما يضمن حقوق الفلسطينيين.
وكشف مصدر مصري مطلع على ملف مفاوضات تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لبي بي سي عربي عن تفاصيل مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف المحدث لتمديد الاتفاق.
ويشمل المقترح أربع نقاط أساسية، وهي إطلاق سراح 5 رهائن إسرائيليين أحياء خلال الأيام المقبلة، ووقف إطلاق النار لـ 50 يوماً، واستئناف إدخال الإمدادات لقطاع غزة خلال فترة تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، وأخيراً تحديد موعد لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل وقف الحرب بالكامل.
وأكد المصدر المطلع لي بي بي سي أنه لا تزال هناك خلافات بين حماس وإسرائيل حول التفاصيل والأعداد النهائية للسجناء الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم.
وكان وزراء خارجية مصر وقطر والسعودية والأردن والإمارات وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد اجتمعوا الأربعاء الماضي في الدوحة مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف لمناقشة تطورات الوضع في قطاع غزة والمنطقة.
وعرض وزراء الخارجية العرب المجتمعون حينها، خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية المنعقدة في القاهرة في 4 مارس/آذار الجاري.
كما اتفقوا مع المبعوث الأمريكي على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن هذه الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، وأكدوا على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.