انتقدت روسيا، اليوم الخميس، مقترحا أميركيا أوكرانيا لوقف إطلاق النار، معتبرة أنه سيوفر متنفسا للجيش الأوكراني، واعتبرت موسكو أن أي قوات أجنبية في أوكرانيا ستكون هدفا مباشرا لروسيا.
وقال يوري أوشاكوف المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، اليوم الخميس، إن المقترح الأميركي "لن يكون أكثر من مجرد متنفس مؤقت للجيش الأوكراني".
واعتبر أوشاكوف أن المقترح لا يأخذ في الاعتبار سوى موقف كييف، وتجب مراجعته ليضمن المصالح الروسية، وقال "يبدو لي أن الوثيقة متسرعة.. يجب العمل والتفكير وأخذ موقفنا أيضا في الاعتبار. لم يذكر سوى النهج الأوكراني".
وأضاف "من المرجح أن يُقدّم الرئيس تقييمات أكثر تفصيلا وجوهرية" في وقت لاحق الخميس، لافتا إلى أن مكالمته مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز أتاحت "تبادل وجهات النظر" في جو "هادئ".
وأشار أوشاكوف إلى أن روسيا تسعى إلى "تسوية سلمية طويلة الأمد"، من شأنها أن تضمن "المصالح المشروعة" لروسيا، مشددا "هذا ما نسعى إليه".
وردا على سؤال عما إذا كانت روسيا ترفض الاقتراح، قال أوشاكوف إن من المرجح أن يتحدث الرئيس بوتين لوسائل الإعلام في وقت لاحق اليوم الخميس، ويحدد موقف روسيا بمزيد من التفصيل.
يأتي هذا، فيما وصل ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب ، إلى العاصمة الروسية موسكو، لعرض خطة لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا، في حين تضغط واشنطن على موسكو من أجل وقف "غير مشروط" للنزاع المستمر منذ 3 سنوات.
والثلاثاء، شهدت مدينة جدة السعودية انطلاق محادثات أميركية أوكرانية لبحث التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين كييف وموسكو، وذلك برئاسة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها.
وعقبها أعلن الإعلام السعودي الرسمي موافقة أوكرانيا على مقترح أميركي لوقف إطلاق نار مع روسيا يستمر لمدة شهر.
من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، إن روسيا ستعتبر نشر أي قوات أجنبية في أوكرانيا أو بناء قواعد عسكرية أجنبية هناك أمرا غير مقبول.
وأضافت زاخاروفا أن مثل تلك الإجراءات ستعني تورط دول أجنبية بشكل مباشر في صراع مع روسيا، وأشارت إلى أن روسيا ستتخذ ما وصفته بالإجراءات المناسبة إذا حاولت أي دولة نشر قواتها في أوكرانيا.
وطلبت أوكرانيا من حلفائها الأوروبيين نشر "وحدات" على أراضيها فور انتهاء النزاع الذي بدأ قبل 3 سنوات، لحمايتها من أي هجمات روسية مستقبلا.
وأبدت كل من فرنسا وبريطانيا استعدادها لنشر قوات لحفظ السلام، لكن موسكو عارضت الفكرة سواء في إطار وقف إطلاق النار أو كضمانة أمنية بعيدة الأمد لأوكرانيا.
وأمس الأربعاء، اجتمع وزراء دفاع 5 دول أوروبية كبرى في حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) في باريس لبحث الضمانات الأمنية العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك احتمال نشر قوات حفظ سلام إن تم التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
ولم يحدد وزراء دفاع فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا أي تفاصيل بشأن حجم أو طبيعة القوة المحتملة بعد المحادثات.
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، إن " المملكة المتحدة وفرنسا تقودان بشكل مشترك العمل على التخطيط لدفع جهود السلام وترتيبات الضمانات الأمنية لأوكرانيا".
وأضاف "نسعى إلى بناء تحالف من الدول الراغبة في أوروبا وخارجها"، مشددا على ضرورة تعزيز القوة العسكرية على جميع الجبهات.
وتشن روسيا، منذ 24 فبراير/شباط 2022، هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتقول إن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.