في تصعيد خطير، تشكيل يتبع لأحد الفصائل المسلحة يطلق على نفسه "تشكيلات يا علي الشعبية"، يتجول عناصره على مناطق عمل السوريين في العراق، للاعتداء عليهم وضربهم واعتقال بعضهم واقتيادهم إلى جهات مجهولة.
رغم أن التصعيد ضد السوريين في العراق منذ أيام، لكن الحكومة لم تتخذ أي إجراء. pic.twitter.com/klpY2Z97jE
— عمر الجنابي (@omartvsd) March 11, 2025
انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مجموعة ملثمة من مليشيا مسلحة تطلق على نفسها اسم "تشكيلات يا علي الشعبية" تشن حملات استهداف ممنهجة ضد اللاجئين والعمال السوريين في العراق .
المقطع أظهر قيام عناصر المجموعة بدهم أماكن عمل السوريين، وتفتيش هواتفهم الشخصية، والاعتداء عليهم بالضرب والإهانة لدى العثور على أي محتوى متعلق بالثورة السورية.
ووفقا لمواقع عراقية محلية، يُختطف بعد ذلك صاحب الهاتف من دون أي مبررات قانونية إلى جهة مجهولة.
وقد انتشرت هذه المشاهد بشكل واسع بين الناشطين السوريين الذين أطلقوا حملة مناصرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب السلطات السورية بالتدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات وحماية المواطنين السوريين المقيمين في العراق.
فقد تفاعل الناشطون مع الفيديو الذي وصفوه "بالمروع"، إذ أعرب مغرّدون عن استنكارهم الشديد لهذه الانتهاكات.
وقالوا إن استهداف السوريين المقيمين في العراق واستباحة ممتلكاتهم من قبل مجموعة تدّعي أنها مرتبطة بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه هي تصرفات لا تمثل الإرث الأخلاقي والديني الذي تنسب نفسها إليه.
الاعتداء على السوريين المقيمين في العراق واستباحة ممتلكاتهم من قبل ملثمين يدعون انهم بصلة بعلي رضي الله عنه وهو منهم برئ هؤلاء مجرمين ..
الشعب العراقي والحكومة العراقية أمام استحقاق أخلاقي لحماية السوريين المتواجدين على أراضيهم ومنع التعدي عليهم والاساءة لهم ..
وأشار ناشطون إلى أن هذه الاعتداءات على السوريين في العراق جاءت بعد الحملة المضللة التي شنتها حسابات خارجية حول ما قالت إنها انتهاكات الحكومة السورية بحق أهالي الساحل.
من جهة أخرى، اعتبر محامون أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكا صريحا للقانون الدولي وخرقا لالتزامات العراق بموجب الاتفاقيات التي تحمي حقوق العمال الأجانب.
وأشاروا إلى أن ممارسات الاعتقال التعسفي، والاعتداء الجسدي، والاختطاف تتعارض مع مبادئ سيادة القانون وحقوق الإنسان، داعين السلطات العراقية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة المتورطين وضمان بيئة عمل آمنة تحترم حقوق الجميع.
إن أي اعتداء على العمال السوريين في العراق من قبل ميليشيات غير رسمية يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وخرقًا لالتزامات العراق بموجب الاتفاقيات الدولية التي تكفل حماية حقوق العمال الأجانب على أراضيه. ممارسات الاعتقال التعسفي، الاعتداء الجسدي، والاختطاف تتعارض مع مبادئ سيادة…
— ⚖️ المحامي | فهد زعتري (@Fahdzaatari) March 11, 2025
كما عبر عراقيون عن تضامنهم مع من وصفوهم "بإخوتهم السوريين"، مؤكدين أن هذه التصرفات لا تمثل الشعب العراقي.
وقال بعضهم إنهم يشعرون بالخوف من هذه المليشيات التي تعمل بشكل غير قانوني، ولا يمكن توقّع الوقت الذي قد تستهدف فيه أي مواطن بغض النظر عن جنسيته.
أعمال خارجة عن القانون ولا تمت بصلة لأخلاقنا وعقيدتنا ..
أعمال العنف المشينة التي طالت عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق من قبل عصابة ملثمّة أطلقت على نفسها أسم ( تشكيلات يا علي الشعبية ) ، هي أعمال خارجة عن القانون ومنافية للأخلاق والسلوك الإنساني ، ولا تمت بصلةٍ…— aiad alsamawi (@aiad1955) March 12, 2025
وفي ظل تزايد الضجة عبر مواقع التواصل، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا أدانت فيه هذه الاعتداءات، معتبرة أنها تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
وطالبت الخارجية السورية الحكومة العراقية باتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمن السوريين المقيمين في العراق وسلامتهم ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
بيان بشأن الاعتداءات على السوريين في #العراق pic.twitter.com/Bzg8kqDlqM
— وزارة الخارجية والمغتربين السورية (@syrianmofaex) March 12, 2025
وبعد بيان الخارجية السورية، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي بيانا جاء فيه:
"تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر أعمال عنف مشينة بحق عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق، من قبل مجموعة ملثمة تُنسب إلى فصيل يُطلق على نفسه اسم تشكيلات يا علي الشعبية".
وأضاف البيان أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة الجناة، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال لا تمتّ بصلة لأخلاق العراقيين، وتمثل اعتداء غير قانوني.
كما أكدت الرئاسة العراقية في البيان "إن هذه الأفعال هي انتهاكات مُدانة بحكم القانون، تخالف القيم الإنسانية والأخلاقية، وتمثل اعتداء سافرا على كرامة الإنسان وحقوقه".
وقال المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي إن هذه الأفعال غير قانونية وسيطبق القانون كاملا على كل من يثبت تورطه في هذه الاعتداءات من دون أي تمييز.
وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت منذ أيام إلقاء القبض على شخص (سوري الجنسية) يقوم بالترويج للتنظيمات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي.