آخر الأخبار

الساحل السوري أمام مفترق طرق.. هل يعيد رسم النفوذ؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

مراقبون: أحداث الساحل أكبر اختبار أمني أمام دمشق

يشهد الساحل السوري، أحد أهم معاقل النفوذ الاستراتيجي في البلاد، تصعيدا غير مسبوق في أعمال العنف، مما يثير تساؤلات حول أبعاد هذه الاضطرابات. هل هو تمرد داخلي نابع من متغيرات محلية؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك ليكون جزءا من صراع إقليمي يُدار بأدوات داخلية؟

تعدد الفاعلين.. مشهد معقد بلا حلول سريعة

يرى الباحث في مركز الإمارات للسياسات، محمد الزغول، خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أن "ما يجري في الساحل السوري ليس مجرد حدث عابر، بل نقطة تحول جوهرية في المشهد السوري". مشيرًا إلى أن "الوضع المعقد في سوريا نتيجة تداخل الفاعلين المحليين والإقليميين، يجعل من المستبعد الوصول إلى حلول سريعة أو تسويات مستقرة".

ويؤكد الزغول أن "قرار تسريح أكثر من 170 ألف عسكري مدرب، دون توفير بدائل لهم، شكل خطأ استراتيجيًا كبيرًا، حيث دفع بالكثيرين إلى الانضمام إلى جماعات مسلحة أو الدخول في دوامة العنف". لافتًا إلى أن "النظام يدرك خطورة المشهد الحالي، لكنه يواجه تحديات عميقة، خاصة في ظل الضغوط الداخلية التي تحدّ من قدرته على احتواء الأزمة".

اللعبة الإقليمية.. إيران على الخط

أما الخبير في العلاقات الدولية، مهند العزاوي، فيرى أن "الأحداث الجارية ليست مجرد اضطرابات داخلية، بل جزء من معركة إقليمية واسعة تُدار بأيادٍ محلية".

وأشار إلى أن " إيران تلعب دورًا أساسيًا في تأجيج الفوضى، بهدف الحفاظ على نفوذها في سوريا وتعطيل أي مسار قد يقود إلى استقرار يعارض مصالحها".

ويضيف العزاوي أن "إيران تستفيد من الفوضى بطرق متعددة، أبرزها إعادة تنشيط تجارة المخدرات ( الكبتاغون) كمصدر تمويل للميليشيات التابعة لها، فضلًا عن ضمان استمرار سوريا كدولة هشة لا تشكل تهديدًا لمشاريعها الإقليمية".

تصدعات في النظام.. صراع أجنحة أم إعادة توازنات؟

يرى الباحث في مركز كاندل للدراسات، عباس شريفة، أن "ما يجري في الساحل السوري قد يكون مؤشرًا على انقسامات داخل النظام نفسه"، موضحًا أن "بعض مراكز القوى داخل الدولة بدأت في إعادة ترتيب الأوراق، في ظل الضغوط الدولية والتغيرات الميدانية، وهو ما يفسر بروز تمرد مسلح في مناطق كانت تُعتبر تاريخيًا من أكثر المناطق ولاءً للنظام".

ويضيف شريفة أن "إيران لعبت دورًا استخباراتيًا ممنهجًا في تغذية الفوضى، مستغلة الانقسامات الداخلية لتعزيز نفوذها وإعادة صياغة موازين القوى بما يخدم مصالحها الاستراتيجية في سوريا".

إدارة الأزمة.. خيارات خاطئة تؤجج الفوضى

على الصعيد العسكري، يصف الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العميد تركي الحسن، مسار التعامل مع الأزمة بـ"الخاطئ". مؤكدًا أن "الإدارة الأمنية والعسكرية لم تحسن التوقيت ولا الطريقة في احتواء الأزمة، حيث كان ينبغي عليها احتواء المجموعات المسلحة قبل أن تتحول إلى تهديد مباشر".

ويضيف الحسن أن "تسريح آلاف العسكريين دون توفير بدائل أو استيعابهم في هياكل أمنية جديدة، خلق بيئة خصبة للفوضى، وساهم في تضخم الأزمة إلى ما نشهده اليوم".

سوريا.. بين دوامة الفوضى وإمكانية الاستقرار

في ظل هذا التصعيد المتسارع، يبقى السؤال الأبرز: هل يمكن لسوريا تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى الاستقرار، أم أن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة من الصراعات تعيد رسم خارطة النفوذ في المنطقة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا سوريا أمريكا اسرائيل

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا