آخر الأخبار

إسرائيل ودروز سوريا.. حماية أم استغلال سياسي؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

إسرائيل واللعب بورقة الأقليات في سوريا

تشهد المنطقة الجنوبية من سوريا تصعيدًا لافتًا في ظل محاولات إسرائيل التوسع تحت غطاء حماية الأقليات، وخاصة الطائفة الدرزية.

يأتي ذلك في وقت تتسم فيه الإدارة السورية الجديدة بالصمت حيال التهديدات الإسرائيلية والتوترات الأمنية في جرمانا، ما يثير تساؤلات بشأن مدى وجود تفاهمات غير معلنة بين الأطراف المختلفة.

التدخل الإسرائيلي.. حماية أم استغلال سياسي؟

صعّدت إسرائيل مؤخرًا من خطابها تجاه سوريا، حيث وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس تهديدات مباشرة إلى دمشق، مؤكدين استعداد الجيش الإسرائيلي "لحماية دروز جرمانا".

كما لوّح كاتس بالتدخل عسكريًا إذا تعرضت الطائفة الدرزية لأي تهديد من قِبل السلطات السورية. لكن الصحفي السوري نورس عزيز أوضح خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أن "إسرائيل لم تعلن عن نية التدخل المباشر، بل ربطت ذلك بحدوث اعتداء على الدروز"، مشيرًا إلى أن هذا الخطاب يأتي في إطار استراتيجيتها لتوسيع نفوذها في الجنوب السوري تحت ذريعة حماية الأقليات.

الطائفة الدرزية.. بين الضغوط الإسرائيلية والانقسام الداخلي

يواجه دروز سوريا اليوم مفترق طرق صعب، حيث تنقسم مواقفهم بين من يرفض التدخل الإسرائيلي تمامًا، ومن يرى فيه فرصة اقتصادية في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.

ويوضح نورس عزيز أن "هناك فئة صغيرة جدًا من الدروز تميل إلى إسرائيل، لكنها لا تمثل التيار العام"، مؤكدًا أن "الدروز تاريخيًا رفضوا أي مشاريع تقسيمية، بما في ذلك مخطط إقامة دولة درزية بعد نكسة 1967".

كما أن تطورات الأحداث في جرمانا كشفت عن تعقيدات المشهد الداخلي، حيث دخلت قوات الأمن السورية المدينة بدعوة من وجهاء الدروز، ما يعكس رفضًا شعبيًا لمحاولات إسرائيل فرض وصايتها على الطائفة.

صمت الإدارة السورية الجديدة.. اتفاق غير معلن؟

في مقابل التصعيد الإسرائيلي، يلف الغموض موقف الإدارة السورية الجديدة التي لم تصدر حتى الآن أي تصريحات رسمية قوية تدين التهديدات الإسرائيلية أو تكشف عن استراتيجيتها لمواجهة هذه التحديات.

ويرى نورس عزيز أن "هناك شيئا مريبا في هذا الصمت"، مشيرًا إلى أن "غياب رد الفعل الرسمي قد يكون مؤشرًا على تفاهمات غير معلنة تسمح لإسرائيل بترسيخ وجودها في الجنوب السوري، مقابل تمكين تيار معين في دمشق".

المصالح الإسرائيلية في الجنوب السوري

لا تنفصل التحركات الإسرائيلية في الجنوب السوري عن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، والتي تتجاوز مسألة حماية الأقليات إلى أهداف جيوسياسية واقتصادية أوسع.

ويشير نورس عزيز إلى أن "إسرائيل لا تهتم بالدروز بقدر ما تهتم باستغلال ورقتهم لتحقيق أطماعها"، مضيفًا أن "السيطرة على الموارد المائية، وخاصة حوض اليرموك، تمثل أحد أهم دوافع إسرائيل في هذه المنطقة".

مخاطر الانقسام وتفتيت سوريا

يطرح المشهد الحالي في الجنوب السوري مخاوف متزايدة من تصاعد خطاب الكراهية بين المكونات السورية، ما قد يؤدي إلى فوضى داخلية تسهّل تنفيذ مشاريع التقسيم.

ويؤكد نورس عزيز أن "إسرائيل تلعب على وتر الطائفية لتفتيت المجتمع السوري"، محذرًا من أن "استمرار الصمت الرسمي والتراخي في مواجهة هذه المخططات قد يقود البلاد نحو الفدرلة والتقسيم".

يبدو أن دروز سوريا أصبحوا مجددًا في قلب الصراع الإقليمي، حيث تحاول إسرائيل استغلالهم لتحقيق مصالحها التوسعية، في ظل صمت مريب من الإدارة السورية الجديدة. وبينما يرفض معظم الدروز الانخراط في المشروع الإسرائيلي، يظل التساؤل الأبرز: هل ستتحرك الدولة السورية لحماية سيادتها على الجنوب، أم أن الصمت الحالي يخفي ترتيبات سياسية ستغير مستقبل المنطقة؟

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا