آخر الأخبار

الموت تجمدا.. البرد القارس يزيد معاناة الغزيين

شارك
تفاقم معاناة النازحين في الخيام مع دخول فصل الشتاء في غزة

يزيد البرد القارس من معاناة سكان قطاع غزة، خاصة في ظل فقدانهم لأدنى الاحتياجات الأساسية والإنسانية، بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن الذي جرى التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس.

وتتهم حماس إسرائيل بتعطيل البروتوكول الإنساني من اتفاق التهدئة برفضها إدخال معدات إزالة الركام والخيام والكرفانات المخصصة لإيواء آلاف النازحين والعائدين إلى منازلهم المدمرة، فيما شهدت غزة مؤخرًا سلسلة من المنخفضات الجوية التي زادت معاناة السكان.

وعلى مدار الأشهر الماضية توفي العشرات من الأطفال نتيجة للبرد القارس في خيام النزوح، بعضهم من الرضع وحديثي الولادة، فيما يجد النساء والشباب وكبار السن صعوبة في التكيف مع ظروف البرد في خيام النزوح.

وبسبب الحرب فإن أكثر من 80 بالمئة من المنازل والمربعات السكنية تدمرت بشكل كامل أو جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن، في حين يعيش السكان في الوقت الحالي في خيام إما بمراكز إيواء مخصصة لذلك أو على أنقاض منازلهم المدمرة.

وتسببت الحرب في غزة بانعدام وسائل التدفئة لدى الفلسطينيين، خاصة مع فقدانهم لمنازلهم وأمتعتهم وجميع ممتلكاتهم، فيما تنعدم القدرة الشرائية لدى معظم سكان القطاع لتوفير البدائل التي تمكنهم من مقاومة البرد.

ألم وحسرة

وبحسرة وألم كبيرين، قال محمد الشنباري، أحد النازحين في خيمة جنوب قطاع غزة، إن طفلته توفيت متجمدة من البرد القارس قبل عدة أيام، لافتًا إلى أن صعوبة الأجواء، وعدم توفر أي وسيلة للتدفئة كانا سببًا في ذلك.

وأوضح الشنباري، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "طفلته رضيعة تبلغ من العمر شهرين، وبالرغم من سعيه المتواصل لتوفير التدفئة لها، وحمايتها من البرد؛ إلا أنه فشل في هذه المهمة، في ظل عدم قدرته على توفير أدنى الاحتياجات.

وأضاف "حالتها الصحية كانت جيدة قبل الوفاة، ولم تكن تعاني من أي أمراض. وجدناها في منتصف الليل جثة هامدة ومتصلبة من شدة البرودة"، قائلًا: "نحن كبار في السن ولم نحتمل برد الخيام والنزوح فكيف الحال بالأطفال والرضع"

وأشار إلى أن "جميع أطفال العائلة يعانون الأمرين من البرد الشديد، وجميعهم أصيبوا بالأمراض ونزلات البرد"، لافتًا إلى أنه لا يجد أي وسيلة لتدفئة أفراد عائلته وحمايتهم من الأوضاع السيئة التي يعيشونها في النزوح.

أضرار كبيرة

وقال طبيب الأطفال والأمراض الباطنية، أيمن الخطيب، إن "موجة البرد التي تضرب غزة تسببت في أضرار كبيرة لجميع الفئات خاصة الأطفال وحديثي الولادة"، لافتًا إلى أن جميع فئات المجتمع لا تمتلك أي وسيلة من وسائل التدفئة.

وأوضح الخطيب، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الرضع وحديثي الولادة هم أكثر الفئات تعرضًا للموت والتجمد بسبب البرد، خاصة في ظل عدم وجود المأوى الأمن، وزيادة البرودة في خيام النزوح التي لا تلائم الحياة الآدمية".

وأشار إلى أن "الظروف التي نتجت عن الحرب جعلت من الصعب حصول على الأطفال على التدفئة اللازمة أو الطعام الذي يساعدهم على رفع درجات حرارة أجسادهم، وحرمهم من أجساد تتمنع بمناعة قوية يمكن أن تواجه العوامل الخارجية".

وبين أن "المئات من الحالات وصلت أقسام الاستقبال والحضانة بسبب معاناتها من أمراض البرد والشتاء، دون أن تتمكن تلك الأقسام من تقديم الخدمات اللازمة له بسبب نقص الإمكانيات والأدوية"، محذرًا من خطورة استمرار الوضع على ما هو عليه.

أول مرة في غزة

وقال مدير مستشفى أصدقاء المريض في غزة، سعيد صلاح، إنه خلال الأيام الأخيرة استقبلوا عشرات الحالات من الأطفال الذين انخفضت درجات حراراتهم للمعدل الطبيعي، مبينًا أن معظمهم بدرجات حرارة ما بين 33 و34 درجة مئوية.

وأوضح صلاح، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "أعراض إصابة حديثي الولادة بالبرد الشديد تتمثل في صعوبة التنفس وانخفاض في ضغط الدم وزُرقة في الأطراف والجسم"، مبينًا أن ذلك يؤثر على جميع وظائف الجسم.

وأشار إلى أنه وخلال الأسبوعين الماضيين توفي نحو 10 أطفال في مختلف مناطق قطاع غزة بسبب البرد الشديد، فيما نجحت الطواقم الطبية في إنقاذ حالات أخرى بصعوبة بالغة، مشيرًا إلى أن بعض الحالات لازالت في وحدة العناية المكثفة.

ووفق صلاح، فإن "قطاع غزة لم يشهد مثل هذه الحالات في السابق وأن هذه المرة الأولى التي يرصد وفاة أطفال بسبب البرد الشديد"، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع لحياة النزوح والخيام التي لا تلائم الحياة الأدمية على الإطلاق.

وشدد الطبيب الفلسطيني، على ضرورة تدخل المجتمعي الدولي والجهات الطبية المختصة من أجل تحسين الظروف الصحية والإنسانية لسكان القطاع، وخاصة فئة الأطفال والنساء، وذلك لمواجهة موجات البرد القارس.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا دونالد ترامب حماس اسرائيل

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا