في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
من المتوقع أن تسفر الانتخابات الألمانية، اليوم الأحد، عن هزيمة ساحقة للمستشار الحالي أولاف شولتس، ووضع منافس قديم للمستشارة السابقة أنغيلا ميركل على الطريق ليصبح زعيماً للبلاد، وجعل حزب اليمين ثاني أقوى قوة في البرلمان.
وأدناه 6 أمور مهمة يجب معرفتها عن الانتخابات الألمانية
فقد احتل "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المناهض للهجرة المركز الثاني في استطلاعات الرأي لعدة أشهر خلف المحافظين، حيث تراوحت نسبة تصويته بين 20 و22 في المائة.
وستكون مثل هذه النتيجة إذ تحقق عقب انتهاء النهار الانتخابي الطويل اليوم، بمثابة قفزة هائلة للحزب الذي دخل البرلمان لأول مرة في عام 2017 بنسبة 12.6 في المائة.
كما سيكون الأمر بمثابة صدمة لألمانيا، حيث كان دعم السياسيين الذين يدافعون عن المواقف القومية المناهضة للتعددية يعتبر من المحرمات بالنسبة لجزء كبير من المجتمع منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن فرص وصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى السلطة في هذه الدورة الانتخابية تظل منخفضة للغاية.
فقد رفضت أحزاب أخرى الشراكة معه في محادثات الائتلاف بعد الانتخابات.
فيما لم يكن الدعم الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحزب كافياً لتعزيز قوة الحزب في الدفعة الأخيرة من الحملة الانتخابية.
ولا ينتخب الناخبون في ألمانيا المستشار بشكل مباشر، بل إنهم يحددون مجلس النواب، من خلال التصويت لممثل جغرافي وكذلك لقائمة حزبية.
ثم ينتخب البرلمان مستشارا بعد توقيع اتفاق ائتلافي وختمه. وفي هذه الانتخابات، يكون فريدريش ميرز في أفضل وضع ليكون ذلك الشخص.
وينتمي ميرز إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، وهو نفس الحزب الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنغيلا ميركل.
لكنه جر حزبهم إلى اليمين أكثر، وخاصة فيما يتعلق بسياسة الهجرة، ففي الشهر الماضي انتقدته علنا لاعتماده على دعم اليمين المتطرف لتمرير اقتراح الهجرة في البرلمان.
كذلك يعتبر ميرز من أنصار الشراكة عبر الأطلسي منذ فترة طويلة، وقد شكك في موثوقية الولايات المتحدة كشريك في أعقاب التعليقات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس جيه دي فانس.
كما يؤيد زيادة الإنفاق الدفاعي ولكنه اقترح خفض المزايا المقدمة للاجئين الأوكرانيين في ألمانيا. ومن بين أكبر التحديات التي يواجهها معالجة أزمة الميزانية في بلاده وتوقف الاقتصاد.
هذا ويبلغ من العمر 69، وسيكون بالتالي المستشار الأكبر سنا في ألمانيا منذ كونراد أديناور في عام 1949، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
في موازاة ذلك سيكون التحدي الأول الذي يواجه ميرز إذا فاز المحافظون، تشكيل حكومة. ويحصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزبه الشقيق البافاري، الاتحاد الاجتماعي المسيحي، على 32% من الأصوات في استطلاعات رأي الناخبين.
وسيحتاجان إلى شريك ائتلافي أو شركاء لتحقيق الأغلبية.
في الأثناء استمرت أطول محادثات الائتلاف في ألمانيا الموحدة لمدة ستة أشهر تقريبًا قبل تشكيل حكومة ميركل النهائية. وهذه المرة، مع القضايا العالمية والمحلية الملحة، ستسعى الأحزاب إلى إنهاء المحادثات في غضون شهرين.
وبما أن ميرز استبعد تشكيل ائتلاف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، فإن التركيبات الأكثر ترجيحا هي "ائتلاف كبير" مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة المستشار أولاف شولتس أو حكومة "سوداء-خضراء" مع حزب الخضر.
وعادة ما تُجرى الانتخابات الفيدرالية في ألمانيا كل أربع سنوات. كان من المقرر في الأصل أن تُعقد هذه الجولة في الخريف، ولكن تم تقديمها بعد انهيار الحكومة الأخيرة في نوفمبر.
في حين كان "ائتلاف إشارات المرور" من يسار الوسط - المكون من الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر والديمقراطيين الأحرار النيوليبراليين - هشًا منذ وصوله إلى السلطة لأول مرة في أواخر عام 2021.
وازداد الصراع الداخلي مع ركود الاقتصاد الألماني وتحقيق حزب البديل لألمانيا مكاسب تاريخية في انتخابات الولايات في الشرق.
بلغ الخلاف حول ميزانية 2025 ذروته في نهاية المطاف في مواجهة درامية غير معهودة، حيث أقال شولتس وزير ماليته، زعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر.
إلى ذلك مهد الشعور العام بالضيق بين الناخبين الطريق لحملة انتخابية قصيرة تركز على مشاكل أكبر اقتصاد في أوروبا. ولكن ثلاث هجمات شنها مواطنون غير ألمان دفعت بقضية الهجرة واللجوء والأمن الداخلي إلى قمة أجندة الحملة.
ولعبت الشؤون العالمية دوراً أقل، على الرغم من تحركات إدارة ترامب لقطع أوروبا عن المفاوضات مع روسيا بشأن السلام في أوكرانيا وتهديداتها بالانسحاب من الالتزامات الأمنية الأميركية في أوروبا.
وقبل أسابيع فقط، بدا من غير المرجح أن يتجاوز حزب اليسار الألماني عتبة الخمسة في المائة اللازمة للاحتفاظ بمقاعد في البرلمان.
فيما عانى من الانقسامات الداخلية وظهور حزب شعبوي يساري جديد بقيادة المشرعة السابقة سارة فاجينكنيخت. لكن زيادة الزخم الذي يقوده الشباب عزز عضوية الحزب وأثار ارتفاعا في استطلاعات الرأي المتأخرة.
ومع التركيز على قضايا العدالة الاجتماعية مثل الإسكان بأسعار معقولة وفرض الضرائب على الأثرياء، يجتذب دي لينك الناخبين المحبطين من الديمقراطيين الاجتماعيين من يسار الوسط والخضر.
بينما يقدم أيضا معارضة قوية لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني.
وحتى إن استطلاعات الرأي بدأت تشير إلى احتمال طفيف لتشكيل ائتلاف "أحمر-أحمر-أخضر" حيث يوحد الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر وحزب اليسار، والذي قد يتجاوز ميرز بالكامل، مما يترك المحافظين في المعارضة مع حزب البديل من أجل ألمانيا.