قال الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة، إن إحدى الجثث الأربع التي أعيدت من غزة إلى إسرائيل يوم الخميس، ليست الجثة التي تخص الرهينة شيري بيباس كما ادعت حماس.
وأثارت أنباء مقتل شيري بيباس 33 عاماً، وابنيها أرييل وكفي اللذين يبلغان من العمر الآن خمس سنوات وسنتين، موجة من الحزن في إسرائيل.
وأبلغت القوات الإسرائيلية عائلة بيباس أنه تم التعرف على جثث أبنائها بعد أن سلمت حماس رفاتهم إلى إسرائيل يوم الخميس.
ولكن الجثة الثالثة لم تكن جثة والدتهم، كما يقول الجيش الإسرائيلي.
ولم تعلق حماس بعد على ادعاء إسرائيل.
وكتب الجيش الإسرائيلي على منصة إكس، "خلال عملية تحديد الهوية، تم تحديد أن الجثة الإضافية التي تم استلامها ليست جثة شيري بيباس، ولم يتم العثور على تطابق مع أي رهينة أخرى. هذه جثة مجهولة الهوية".
وأضاف في منشوره "هذا انتهاك شديد الخطورة من قبل منظمة حماس الإرهابية، التي تلتزم بموجب الاتفاق بإعادة أربعة رهائن متوفين. نطالب حماس بإعادة شيري إلى منزلها مع جميع رهائننا".
كانت شيري وأرييل وكفير بيباس تبلغ من العمر 32 و4 و9 أشهر عندما اختطفوا خلال هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
أطلقت حماس سراح والد الأطفال ياردين بيباس، 34 عاماً، في الأول من فبراير/ كانون ثاني 2025.
وأكدت إسرائيل أن الجثة الرابعة التي أعيدت يوم الخميس كانت جثة ناشط السلام المخضرم عوديد ليفشيتز.
تم الاتفاق على إطلاق سراح جثث الرهائن كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير. وأكدت إسرائيل أنه سيكون هناك ثمانية.
واتفق الجانبان على تبادل 33 رهينة مقابل نحو 1900 سجين بحلول نهاية الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار. وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن التقدم إلى المرحلة التالية من الصفقة - والتي بموجبها سيتم إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين وتنتهي الحرب بشكل دائم - في وقت سابق من هذا الشهر لكنها لم تبدأ بعد.
وتم تبادل ثمانية وعشرين رهينة وأكثر من ألف سجين حتى الآن.
وفي سياق متصل، ندد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، الخميس، بمن وصفهم بـ"وحوش" حماس بعد مراسم تسليم جثامين أربعة رهائن في غزة، من بينهم ثلاثة من أفراد عائلة بيباس.
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي وعيده بـ"القضاء" على الحركة الفلسطينية.
وقال في كلمة عبر الفيديو "إننا جميعاً غاضبون من وحوش حماس"، مضيفاً "سنعيد جميع رهائننا، وسنقضي على القتلة، وسنقضي على حماس، ومعاً... سنضمن مستقبلنا".
وصباح الخميس، عرض مقاتلون ملثمون ومسلحون على منصة في خان يونس في جنوب قطاع غزة أربعة توابيت سوداء حمل كل منها صورة لأحد الرهائن.
ونقلت التوابيت بعد ذلك إلى مركبات رباعية الدفع تابعة للصليب الأحمر الدولي غادرت الموقع بعد ذلك، وقد تجمع مئات الأشخاص في المكان لمتابعة عملية التسليم وراء حواجز.
ونددت الحكومة الإسرائيلية بالطريقة التي قامت بها حماس بإعادة الجثامين.
وقال المتحدث باسمها ديفيد مينسر "حماس ليست حركة مقاومة، حماس عقيدة موت تقتل، تعذّب، وتستعرض الجثث".
كما وصفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ترتيبات حماس بأنها "مشينة وقاسية".
وعلى عكس المشاهد الاحتفالية التي سادت عمليات تسليم الرهائن الأحياء السابقة، ساد الحزن في إسرائيل هذه المرة.
ووقف أشخاص يلوّحون بالأعلام على جانب الطريق قرب كيسوفيم جنوباً، في انتظار مرور المركبات التي تنقل جثمانين الرهائن.
وتجمّع حشد في "ساحة الرهائن" بتل أبيب، حيث قالت شارون غازيت (60 عاما) "لا توجد كلمات... قلبي محطّم".
ولاحقا، أفاد منتدى عائلات الرهائن عن تلقيه تأكيداً من السلطات بأن عوديد ليفشيتز هو من بين الجثامين الأربعة.
وسلمت الجثث الأربع في مقابل الإفراج عن فلسطينيين مسجونين في إسرائيل ستطلق سراحهم إسرائيل السبت، وذلك تنفيذاً لاتفاق الهدنة الساري بين الطرفين في قطاع غزة.
وقالت حماس في بيان "حافظنا على حياة أسرى الاحتلال، وقدّمنا لهم ما نستطيع، وتعاملنا معهم بإنسانية، لكن جيشهم قتلهم مع آسريهم"، مضيفة أنّ "جيش العدو الصهيوني قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم".
قال المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، الخميس، إن خطة الرئيس دونالد ترامب، لغزة لا تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وإن الحديث عن مستقبل غزة يتحول نحو كيفية إيجاد مستقبل أفضل للفلسطينيين.
واقترح ترامب في الرابع من فبراير/شباط أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى منها مصر والأردن، وهو اقتراح أثار غضبا دوليا.
وأشار ويتكوف خلال حديثه في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بميامي استضافته منظمة غير ربحية مرتبطة بصندوق الثروة السيادي السعودي، إلى أن تعليقات ترامب بشأن غزة تعلقت بشكل أكبر بتجربة حلول مختلفة عن تلك المقترحة على مدى السنوات الخمسين الماضية.
وذكر أن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، خلفت دماراً هائلاً في قطاع غزة وملأته بذخائر لم تنفجر، وأصبح من المستحيل إيجاد كيفية لتمكين الأفراد من العودة.
وأضاف ويتكوف في كلمة خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بميامي "سيتطلب الأمر كثيراً من التنظيف والخيال، وخطة رئيسية رائعة، وهذا لا يعني أننا نسير على خطة للتهجير".
وتابع "عندما يتحدث الرئيس عن هذا، فهذا يعني أنه يريد أن يدفع الجميع للتفكير في ما هو مقنع وما هو الحل الأفضل للشعب الفلسطيني".
وأردف "على سبيل المثال، هل يريدون العيش في منزل هناك، أم يفضلون الحصول على فرصة للانتقال إلى مكان أفضل.. للحصول على وظائف وفرص عمل وآفاق مالية أفضل؟".
واتهمت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الخميس، بـ"المماطلة" في بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان، إن "نتنياهو يماطل بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار"، مؤكداً أن "مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ عملياً، وجاهزون للانخراط فيها حسب ما نص عليه الاتفاق".
في سياق متصل، أفادت مراسلة بي بي سي في القاهرة، أن المساكن المتنقلة أو الكرفانات بدأت في الدخول من خلال معبر رفح الرابط بين مصر والقطاع، لأول مرة منذ إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وعلمت بي بي سي من الموجودين عند المعبر أن حوالي عشرة مساكن دخلت من المعبر، حيث ستخضع للتفتيش ثم تتجه إلى القطاع الذي يفترش أغلب سكانه العراء بعد أن أدت الضربات الإسرائيلية لتسوية جزء كبير من القطاع بالأرض.
ودخلت هذه المساكن مفككة ليتم تجميعها داخل غزة، على أن تدخل حوالي عشرة منازل متنقلة أخرى في وقت لاحق من اليوم، لكنها ستكون كاملة التركيب.
وتعالت أصوات سائقي الشاحنات بالتكبير فور السماح لهم بالدخول من المعبر.
وتصطف مئات الكرفانات، حسبما علمت بي بي سي، على الجانب المصري في انتظار التنسيق مع الجانب الإسرائيلي حتى يتم السماح لها بالعبور.
ولا تقارن أعداد الكرفانات بمئات الآلاف من العائلات التي باتت بلا مأوى بسبب الحرب.
وعبرت أعداد محدودة من المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام والشروع في إعادة الإعمار، وحتى اللحظة لم يتم الاتفاق على خطة أو آلية لإعادة الإعمار.