(CNN) -- قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو ، في ختام المحادثات الرئيسية في المملكة العربية السعودية والتي استثنت كييف، إن الولايات المتحدة وروسيا ستعينان فرقا رفيعة المستوى للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا وتعملان على إعادة فتح القنوات الدبلوماسية .
وفي حديثه للصحفيين بعد لقائه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في عاصمة المملكة العربية السعودية، الرياض، قال روبيو إنه يجب تقديم "تنازلات" من "جميع الأطراف" حتى ينتهي الصراع .
وحتى حقيقة عقد المحادثات كانت بمثابة انتصار كبير لروسيا، كان هذا الاجتماع هو المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤولون أمريكيون وروس رفيعو المستوى وجهاً لوجه منذ أن شنت موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا في عام 2022، وكان ذلك بمثابة انقلاب كامل لسياسة إدارة بايدن .
واقترح الوفد الأمريكي، الذي ضم روبيو بالإضافة إلى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومستشار الأمن القومي مايك والتز، أن هذه ستكون الأولى في سلسلة من الارتباطات لإنهاء الحرب، وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لقبول احتفاظ روسيا بأي من الأراضي التي ضمتها من أوكرانيا منذ فبراير 2022، قال والتز إن هذا أمر "يجب مناقشته"، مضيفا: "نحن نعلم أن الواقع العملي هو أنه ستكون هناك بعض المناقشات حول الأراضي وستكون هناك مناقشة حول الضمانات الأمنية.. هذه مجرد أساسيات أساسية من شأنها أن تدعم وتشكل أساس أي نوع من المناقشة".
وعقب الاجتماع، انتقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الثلاثاء، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال إنه لن يقبل أي اتفاق يتم التوصل إليه في غياب أوكرانيا .
وكانت روسيا قد طالبت في السابق أوكرانيا بالتخلي عن سيطرتها على مساحات كبيرة من أراضيها والتخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي - وهي الشروط التي رفضتها كييف في السابق، ولكن مع عدم وجود مقعد على الطاولة في الرياض، تُركت أوكرانيا لتراقب من بعيد بينما بدا أن الولايات المتحدة وروسيا تحددان مواقفهما الأولية.
أثار الإعلان عن بدء واشنطن وموسكو محادثات شخصية، بعد أيام فقط من إجراء ترامب مكالمة هاتفية مدتها 90 دقيقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حالة من الذعر في أوكرانيا ووسط حلفاء كييف الغربيين .
حتى أن الزعماء الأوروبيين عقدوا قمة طارئة، الاثنين، وأكدوا مجددًا أنه لا يمكن إجراء محادثات سلام دون أن يكون لأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين مقعد على الطاولة. ومن المقرر أن تستضيف فرنسا المزيد من المحادثات، الأربعاء .
ورفض فالتز فكرة تهميش أوروبا وأوكرانيا، في حين بدا روبيو حريصا على التأكيد على أن أي اتفاق سيشمل أوكرانيا. وبينما أشار الوفد الأمريكي إلى أن أوكرانيا قد تضطر إلى التخلي عن الأراضي، قال روبيو إنه لكي تنتهي الحرب "يجب أن يكون كل من يشارك في هذا الصراع موافقًا عليها".
وفي حديثه بعد المحادثات، قال زيلينسكي إن أوكرانيا "لن تستسلم للإنذارات الروسية.. لقد هاجمت روسيا أوكرانيا ولم يكن أمامنا خيار سوى حمل السلاح والدفاع عن أنفسنا"، وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي في العاصمة التركية أنقرة: "لم تكن هناك دبلوماسية لأن روسيا هاجمت أوكرانيا وهاجمتها ليلاً وحمل الأوكرانيون السلاح وبدأوا في الدفاع عن بلادهم".
وأضاف زيلينسكي أنه أرجأ زيارته المقررة إلى السعودية في ضوء المحادثات التي جرت هناك، الثلاثاء.