بعد أيام من التهديدات المتبادلة، والتخوفات من انهيار وقف إطلاق النار في غزة، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سراح ثلاث رهائن إسرائيليين، في انتظار أن تفرج إسرائيل عن مئات السجناء الفلسطينيين.
وضعت حركة حماس ملصقاً ضخما على يسار المنصة التي نصبتها في خان يونس، حيث جري تسليم الرهائن إلى الصليب الأحمر.
ويحمل الملصق صوراً تعبيرية قوية؛ حيث يظهر القائد العسكري السابق لحماس يحيى السنوار جالساً على أريكة مغطاة بالغبار في غرفة مليئة بالرُكام، حيث لقي مصرعه بنيران إسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الصورة التعبيرية للسنوار على الملصق اعتمدت على اللقطات التي بثّها الجيش الإسرائيلي للحظات الأخيرة في حياة القائد الفلسطيني.
وفيها يتطلع السنوار، عبر ثغرة في الجدار، إلى رجل فلسطيني يمضي إلى قبة الصخرة مُمسكا عَلم بلاده.
وبما تحمله من رموز، ربّما تقول الصورة، في تحدٍّ، إن مقتل السنوار كان تضحية ضرورية في سبيل تحرير الوطن.
وفي صباح هذا اليوم، تلقيتُ رسالة من مسؤول إسرائيلي، تقول إنّ بثّ اللقطات الأخيرة لحياة السنوار كان خطأً وقعت فيه إسرائيل، مضيفا "لقد رفعتْه إلى مكانة أسطورية".
وعبر مثل هذه المنصّات التي يجري عليها تسليم الرهائن، سواء بأيدي حركة حماس أو بأيدي رفقائهم في منظمة الجهاد الإسلامي، يريد المسلحون الفلسطينيون القول إنهم لا يزالون قوة لا يُستهان بها.
سادت حالة من الترقب في كفار سابا مع خروج الرهائن لتسليمهم إلى الصليب الأحمر.
وكتب على إحدى الملصقات الموجودة هنا، في مسقط رأس الرهينة يائير هورن: "يائير هورن: ما أجمل عودتك إلى المنزل، "عائلة كفار سابا تعانقك وتتمنى العودة السريعة لإيتان وبقية الرهائن".
ولا يزال شقيق يائير، إيتان، محتجزاً في غزة ومن غير المقرر إطلاق سراحه في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
هنا في رام الله في الضفة الغربية المحتلة، تستعد قوات الأمن الفلسطينية للإفراج عن السجناء.
ومن المتوقع أن تفرج إسرائيل اليوم عن 369 سجيناً، بما في ذلك 29 من الضفة الغربية وسبعة من القدس وضواحيها - 24 منهم سيجري ترحيلهم للخارج، وفقًا لجمعية نادي الأسير الفلسطيني.
كما سيفرج عن حوالي 333 شخصاً محتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقاً للجمعية.
ويشمل السجناء الفلسطينيون المفرج عنهم بعض المعتقلين المدانين بهجمات أودت بحياة إسرائيليين، لكن معظمهم اعتقلوا أثناء الحرب واحتجزوا دون محاكمة أو تهمة.
عمّ الابتهاج ساحة الرهائن في تل أبيب، حيث احتشد الناس لمتابعة بث مشهد تسليم الرهائن - ألكسندر تروبانوف، وساغي ديكل حن، ويائير هورن - إلى الصليب الأحمر.
وحمل كثيرون صوراً للرهائن الذين جرى إطلاق سراحهم.
قال الجيش الإسرائيلي إن الرهائن الثلاثة الذين أُفرج عنهم صباح اليوم وصلوا إلى إسرائيل.
وسيجري تقييمهم طبياً أولاً في قاعدة عسكرية إسرائيلية قبل أن يتمكنوا من رؤية عائلاتهم.
أصدرت حركة حماس بياناً قالت فيه إن إطلاق سراح الرهائن اليوم يثبت أنه لا سبيل للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة "إلا من خلال المفاوضات والالتزام بمتطلبات اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضافت: "نقول للعالم أجمع: لا هجرة إلا إلى القدس"، رداً على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة بالكامل إلى دول مجاورة.
للتذكير، كان من غير الواضح طوال الأسبوع ما إذا كان سيجري إطلاق سراح الرهائن اليوم أم لا، كما كانت هناك مخاوف بشأن إمكانية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، قالت حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن، زاعمة أن إسرائيل انتهكت شروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع.
يقول الجيش الإسرائيلي إن الرهائن الثلاث يرافقهم الآن جنود إسرائيليون.
يجري الآن نقل الرهائن الثلاث إلى سيارات الصليب الأحمر، التي ستنقلهم إلى الجيش الإسرائيلي في مكان آخر في غزة، قبل أن ينقلهم الجيش إلى إسرائيل.
الآن، يقف ألكسندر تروفانوف ويائير هورن وساغوي ديكل تشين على المنصة التي أعدتها حماس، ويتحدثون إلى الحشود التي تجمعت في خان يونس.
خرج الرهائن الثلاث الذين من المقرر أن تُفرج عنهم حماس اليوم، وهم ألكسندر تروفانوف ويائير هورن وساغوي ديكل تشين، للتو من سيارة تابعة لحماس.
وصلت الآن ثلاث سيارات تحمل أعلام الصليب الأحمر إلى خان يونس لكي تتسلم الرهائن.
سوف ينقل الصليب الأحمر الرهائن إلى الجيش الإسرائيلي في غزة، بمجرد تسلمهم من حماس.
وكما حدث في عمليات تسليم الرهائن السابقة، تجمعت الحشود لكن يجري إبعادها في الوقت الحالي.
لفّ الغموض مصير الرهائن المقرّر الإفراج عنهم اليوم السبت، وكذا مصير اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، طوال الأسبوع الأخير.
وفي يوم الاثنين، قالت حركة حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن، مدعية أن إسرائيل انتهكت شروط الهدنة خلال الأسابيع الثلاثة منذ سريانها.
وردّت إسرائيل بالقول إنها ستواصل قصف غزة إذا لم يُطلَق سراح الرهائن في الوقت المحدد.
وأدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدَلوه، قائلاً إنه ينبغي على إسرائيل أن "تفتح أبواب الجحيم" إذا لم يُطلق سراح جميع الرهائن الـ 73 المحتجزين في غزة (وليسوا جميعاً أحياء) مع منتصف يوم السبت بحسب التوقيت المحلي.
ولاحقاً، قالت حماس إنها لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، مُحملة إسرائيل "مسؤولية أي تعقيدات أو تأجيلات".
بدأ الناس يتجمعون الآن في ساحة الرهائن في تل أبيب، ويشاهدون لقطات إخبارية حية من غزة على شاشة كبيرة، وينتظرون بفارغ الصبر عودة الرهائن.
نتوقع أن تبدأ عملية إطلاق سراح الرهائن قريباً - إليكم أحدث الصور من خان يونس، جنوبي قطاع غزة، حيث سيجري إطلاق سراح الرهائن.
للتذكير، لم تكن إسرائيل راضية عن الطبيعة الفوضوية لبعض عمليات الإفراج السابقة.
قالت إسرائيل إنها ستستأنف الحرب "بقوة أكبر" إذا لم يُطلق سراح الثلاث رهائن في الوقت المحدد.
وجاء التحذير، بعد أن قالت حماس إنها ستؤجل إطلاق سراح الرهائن، رداً على الانتهاكات الإسرائيلية المزعومة لوقف إطلاق النار.
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن وقف إطلاق النار يجب أن يُلغى إذا لم تطلق حماس سراح "جميع الرهائن" المحتجزين في غزة بحلول منتصف نهار السبت.
وقد أثارت الطريقة التي أطلق بها سراح الرهائن غضب إسرائيل، إذ جرى عرضهم علناً على منصات إلى جانب مسلحين وأمام حشود من المتفرجين، قبل تسليمهم إلى الصليب الأحمر في مشاهد وُصفت بالفوضوية.
من جانبها، اتهمت حماس إسرائيل بمنع دخول كمية الخيام وشاحنات المساعدات المتفق عليها لقطاع غزة بموجب شروط وقف إطلاق النار. وتنفي إسرائيل ذلك.
وفي الوقت نفسه، نشرت قوات الجيش الإسرائيلية مقطع فيديو لما زعمت إنه صاروخ أطلق على إسرائيل من غزة يوم الخميس.
وقالت إن الصاروخ فشل وسقط داخل غزة. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن مصدراً في الشرطة التي تديرها حماس قال إن الصاروخ كان ذخيرة إسرائيلية غير منفجرة أطلقت في الهواء أثناء إبعادها.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، التي تتخذ من الضفة الغربية مقراً لها، إن صبياً يبلغ من العمر 14 عاماً، وهو حمودة علاء سعود، قُتل في نفس اليوم بما قالت إنه ذخيرة إسرائيلية انفجرت في مخيم النصيرات للاجئين في غزة.
نذكركم سريعاً بمراحل وقف إطلاق النار في غزة الذي بدأ في 19 يناير/كانون ثاني.
منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون ثاني، أطلق سراح 16 إسرائيلياً وخمسة تايلانديين مقابل 766 سجيناً فلسطينياً.
وخلال المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع منذ بداية وقف إطلاق النار، من المقرر إطلاق سراح ما مجموعه 33 رهينة مقابل نحو 1900 سجين ومعتقل فلسطيني في إسرائيل.
واندلعت الحرب الأخيرة، بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وحينها قتل مسلحون قرابة 1200 إسرائيلي واختطفوا 251 رهينة.
وقُتل أكثر من 48,230 فلسطينياً في الحرب في غزة منذ ذلك الحين، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
وقد كان وقف إطلاق النار تحت الضغط منذ بدايته، إذ اتخذ كل جانب إجراءات بشأن انتهاكات مزعومة. وقد نجحت الجهود المكثفة التي بذلها الوسطاء؛ الولايات المتحدة ومصر وقطر، في منع انهيار وقف إطلاق النار.
بدأ مقاتلو حركة حماس بالانتشار في مدينة خان يونس وسط قطاع غزة، في تحرك يأتي بالتزامن مع استمرار تنفيذ اتفاق تبادل الرهائن والسجناء بين الحركة وإسرائيل. وأظهرت صور متداولة مقاتلين من كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، وهم يتمركزون في شوارع المدينة.
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه عملية التبادل، إذ من المتوقع أن تطلق حماس سراح ثلاث رهائن يحملون الجنسيات الأمريكية والروسية والأرجنتينية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية، بينما من المتوقع أن تُفرج إسرائيل عن 36 سجيناً فلسطينياً، بينهم محكومون بالمؤبد، مع إبعاد 24 منهم.