آخر الأخبار

تمديد بقاء إسرائيل في لبنان.. تكتيك أمني أم أمر واقع؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

إسرائيل تمدد بقاء قواتها في لبنان رغم الرفض اللبناني

في تطور جديد يحمل في طياته تداعيات جيوسياسية معقدة، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل حصلت على موافقة أميركية غير معلنة للبقاء في بعض المواقع بجنوب لبنان بعد الموعد المحدد للانسحاب.

هذا القرار، الذي يتناقض مع التأكيدات الأميركية السابقة بضرورة الالتزام بجدول الانسحاب، يفتح الباب أمام تساؤلات حاسمة بشأن الاستراتيجية الإسرائيلية في لبنان وموقف القوى الإقليمية والدولية من هذا التمديد.

موقف لبنان.. الرفض الرسمي والضغوط الدبلوماسية

من الجانب اللبناني، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن حكومته ستستخدم كل الوسائل الدبلوماسية للضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ الانسحاب الكامل وفق الجدول الزمني المتفق عليه.

ويأتي هذا في ظل إدراك لبنان أن استمرار التواجد الإسرائيلي قد يزعزع استقرار الجنوب، لا سيما في ظل توترات قائمة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

الرئيس اللبناني جوزيف عون بدوره، خاطب المجتمع الدولي مطالبًا بضرورة احترام سيادة لبنان، مشددًا على أن تأجيل الانسحاب الإسرائيلي يمثل اختبارًا حقيقيًا لموقف الولايات المتحدة من الاستقرار الإقليمي.

إسرائيل والمبررات الأمنية.. تكتيك استراتيجي أم فرض أمر واقع؟

من جانبها، تسوق إسرائيل مبررات أمنية لتبرير بقائها، حيث أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن وجود قواتهم في 5 نقاط جنوب لبنان ضروري لمنع نقل السلاح إلى حزب الله، وضمان استقرار الوضع الأمني في المنطقة الحدودية.

في هذا السياق، يشير رئيس تحرير موقع "الكلمة أونلاين"، سيمون أبو فاضل، خلال حديثه إلى التاسعة على "سكاي نيوز عربية" إلى أن إسرائيل لن تقدم على خطوة إلا إذا كانت متأكدة من أنها ستحصل على غطاء أميركي كامل، حتى وإن لم يكن هناك تصريح علني بذلك.

ويضيف أن "القضية ليست فقط في الانسحاب، بل في تحديد ما إذا كانت إسرائيل ستسمح لنفسها بالبقاء لفترة أطول بحجة الأمن القومي، وهذا ما رأيناه في محطات سابقة من الصراع اللبناني-الإسرائيلي".

الموقف الأميركي وازدواجية في التصريحات

الولايات المتحدة، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أبلغت إسرائيل رسميًا برفضها تمديد التواجد العسكري في لبنان بعد الموعد النهائي المحدد في 18 فبراير. لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن واشنطن لم تمارس أي ضغوط جدية على تل أبيب للالتزام بالانسحاب، ما يفتح المجال أمام تكهنات بأن الولايات المتحدة قد تغض الطرف عن التمديد الإسرائيلي إذا لم يثر أزمة دبلوماسية كبرى.

حزب الله والمعادلة الجديدة.. بين التصعيد والتريث

يبقى موقف حزب الله محورياً في هذه التطورات. ففي الوقت الذي يلتزم فيه الحزب الصمت حيال التطورات الأخيرة، تؤكد بعض المصادر أن الحزب لن يقدم على أي تحرك عسكري مباشر ما لم يتأكد من وجود دعم إيراني واضح لذلك.

يضيف أبو فاضل: "القرار ليس بيد حزب الله وحده، بل مرتبط مباشرة بالإستراتيجية الإيرانية في المنطقة. فإيران لن تعطي الضوء الأخضر لأي تصعيد إذا لم يكن يصب في مصلحتها الكبرى، خاصة في ظل المفاوضات الجارية مع الغرب بشأن الملف النووي".

ما التالي؟.. سيناريوهات المرحلة المقبلة

مع استمرار إسرائيل في تعزيز وجودها العسكري جنوب لبنان، تبرز عدة سيناريوهات محتملة للمشهد القادم:


* الانسحاب الجزئي المشروط: قد توافق إسرائيل على الانسحاب التدريجي من بعض المواقع، مع الاحتفاظ بنقاط استراتيجية تحت ذرائع أمنية.
* تمديد البقاء إلى ما بعد فبراير: بحجة عدم استقرار الوضع الأمني، قد تبقي إسرائيل قواتها في جنوب لبنان، خاصة إذا لم تواجه ضغوطًا دولية كبيرة.
* تصعيد عسكري محدود: في حال ازدياد الضغوط السياسية، قد تسعى إسرائيل لافتعال اشتباك محدود مع حزب الله لتبرير استمرار وجودها العسكري.

في ظل هذه التعقيدات، تبقى الأنظار متجهة نحو الموقف الأميركي الحقيقي من هذا الملف، وكذلك إلى مدى قدرة الدبلوماسية اللبنانية على فرض واقع جديد يجبر إسرائيل على الالتزام بالانسحاب دون تأخير.

هل يصبح هذا التمديد مقدمة لبقاء أطول، أم أنه مجرد خطوة تكتيكية في إطار الصراع الدائم؟

الأيام القادمة وحدها ستكشف حقيقة النوايا الإسرائيلية ومدى صلابة الموقف اللبناني والدولي في مواجهتها.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا