في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
صحيح أن محمد الضيف القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام كرّس معظم حياته للمقاومة ومقارعة الاحتلال الإسرائيلي حتى استشهاده، لكن الجانب الرياضي كان حاضرا لديه، ولا سيما في مرحلة الشباب.
وأعلن أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام -الخميس الماضي- عن استشهاد الضيف وثلة من القادة العسكريين لحركة حماس خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.
وخلال مقابلة مع الجزيرة نت، كشفت غدير صيام زوجة الضيف عن بعض الجوانب الرياضية في حياة زوجها، مؤكدة أن محمد كان عاشقا لكرة القدم التي كان يفضّلها على بقية الألعاب الأخرى، لاعبا ومتابعا.
وأضافت "كان محمد لاعبا جيدا وكان يحرص على متابعة مباريات كرة القدم خاصة بطولات كأس العالم".
وعن الفرق التي كان يشجّعها، كشفت الزوجة عن اسم فريق عربي وآخر عالمي، مشيرة إلى أن "الضيف كان مشجعا للنادي الأهلي في مصر، أما عالميا فكان من محبي فريق برشلونة الإسباني".
من جانبه، كشف مصدر في نادي خدمات خان يونس أن الضيف التحق في شبابه بالنادي الواقع في محيط منزله، وتزامن ذلك مع الفترة الذهبية للفريق على الصعيد المحلي.
وأضاف للجزيرة نت أن الضيف بدأ ممارسة كرة القدم بداية في الساحات الشعبية ومع فرق المساجد على مستوى مدينة خان يونس، قبل أن ينضم لخدمات خان يونس.
وقال المصدر الرياضي إن الضيف كان يجيد اللعب مدافعا وتميز بالقوة والجدية، لكن مسيرته لم يُكتب لها أن تكتمل بسبب اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، أي حين كان بعمر 22 عاما.
وتابع: توقف النشاط الرياضي بشكل كامل في القطاع عقب اندلاع الانتفاضة باستثناء بعض بطولات الساحات الشعبية والمساجد، وفي بدايات تلك الفترة عمل الضيف مدربا لفريق مسجد بلال بن رباح في خان يونس، والذي كان مشكّلا من الأشبال والناشئين.
ومع استمرار الانتفاضة، انهمك الضيف -واسمه الحقيقي محمد دياب إبراهيم المصري- في العمل المقاوم واختفى عن الأنظار، ليكرس حياته بأكملها بعد ذلك للمقاومة حيث اعتقله جيش الاحتلال.
وقضى الضيف في السجن 16 شهرا، ثم غادر إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة القسام في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ومكث في الضفة فترة من الزمن، وأشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك، وبرز بصفته قائدا للكتائب بعد استشهاد القائد عماد عقل عام 1993.
وبحسب المتحدث نفسه، فإن الضيف لم يكن الوحيد من عائلته الذي لديه ميول واهتمامات رياضية، بل كانت الدائرة العائلية القريبة من الضيف منغمسة بشكل كبير في عالم كرة القدم خاصة المحلية.
وأوضح أن مدحت (ابن شقيق الضيف) كان عضو مجلس إدارة في نادي خدمات خان يونس، كما شغل عدة مناصب أخرى بالنادي أبرزها المشرف الرياضي ومدير الكرة.
وسبق مدحت عمه في طريق الشهادة، إذ قتل في بدايات حرب الإبادة بعد استهداف من قبل الطائرات الحربية إسرائيلية للمكان الذي وجد فيه بمدينة خان يونس جنوب القطاع.
ولم يكن الضيف الوحيد من بين كبار القادة العسكريين لحماس ممن كان لديهم نشاط رياضي خلال فترة الشباب، إذ كان نائبه مروان عيسى لاعب كرة سلة في فريق خدمات البريج.
وقاد عيسى الفريق لتحقيق العديد من الألقاب المحلية على مستوى قطاع غزة، قبل وصول السلطة الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي.
وقال مسؤول في نادي خدمات البريج -للجزيرة نت- إن عيسى كان بارعا في الرميات الثلاثية وصانع ألعاب مميزا، ثم تولى مهمة تدريب الفريق لفترة بسيطة قبل أن يعود للعب مرة أخرى.
كذلك كان الشهيد رائد ثابت (قائد ركن القوى البشرية في كتائب القسام) لاعبا في صفوف فريق خدمات النصيرات خلال تسعينيات القرن الماضي.