تشير الإحصائيات إلى أن 60 بالمئة من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال تحدث داخل المنزل، وهو المكان الذي يُفترض أن يكون الأكثر أمانًا لهم.
ويؤكد أحمد عبد العال، استشاري طب الأطفال، أن 950 ألف طفل يفقدون حياتهم سنويًا بسبب الحوادث، سواء داخل المنزل أو خارجه، مما يسلط الضوء على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية لحمايتهم.
الحوادث المنزلية.. الخطر الأقرب
تتنوع الحوادث التي يتعرض لها الأطفال في المنزل، إلا أن السقوط يأتي في مقدمتها.
يوضح عبد العال خلال حديثه للصباح على "سكاي نيوز عربية" أن الأطفال الصغار، خاصة الأشقاء، قد يكونون سببا غير مقصود في وقوع الحوادث، كما حدث مع إحدى الأمهات عندما تسلق طفلها ذو العامين عربة الرضيع، مما أدى إلى انقلابها وسقوط الطفل الصغير.
ويضيف: "يجب عدم ترك الأطفال دون رقابة، لأن لحظة غفلة واحدة قد تكون كافية لوقوع حادث خطير".
ويشدد على أن تأمين الأثاث وإبعاد الطاولات والكراسي عن النوافذ يعدان من الإجراءات الأساسية لحماية الأطفال من السقوط.
أسباب الحوادث عند الأطفال
وفقًا لتقارير، فإن 90 بالمئة من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال تنتج عن 4 أسباب رئيسية:
ورغم تفاوت النسب بين الدول، يؤكد الدكتور عبد العال أن "المطبخ والحمام من أكثر الأماكن خطورة على الأطفال، حيث يحتوي المطبخ على أدوات حادة وساخنة، بينما تزيد المياه في الحمام من احتمالية الانزلاق".
متى يحتاج الطفل إلى تدخل طبي؟
يوضح عبد العال أن بعض الحوادث يمكن التعامل معها منزليا، مثل الخدوش والجروح البسيطة، إلا أن هناك حالات تتطلب تدخلا طبيا عاجلا، ومنها:
السقوط العنيف، خاصة إذا فقد الطفل وعيه أو ظهرت عليه علامات ارتجاج في المخ.
الاختناق، وهو من أخطر الحوادث التي قد يتعرض لها الطفل، حيث يتغير لون بشرته وقد يفقد وعيه بسبب انسداد مجرى التنفس.
التسمم، سواء بابتلاع مواد كيميائية أو أدوية غير مخصصة للأطفال.
كيفية التعامل مع حالات الاختناق
يقدم عبد العال شرحا تفصيليا لطريقة التعامل مع حالات الاختناق عند الأطفال، مشددًا على ضرورة التصرف السريع وعدم الذعر.
ويوضح أن طريقة التعامل تختلف حسب عمر الطفل:
للرضع (أقل من سنة): يتم قلب الطفل على بطنه، مع دعم الرأس والرقبة، ثم توجيه 5 ضربات خفيفة على الظهر بين لوحي الكتف، يليها 5 ضغطات على الصدر في المنطقة أسفل عظمة القص.
للأطفال الأكبر سنا: يمكن استخدام مناورة هيمليك، والتي تعتمد على الضغط بقوة على أعلى البطن لدفع الجسم العالق خارج مجرى التنفس.
حماية الأطفال.. مسؤولية الجميع
يختم عبد العال حديثه قائلاً: "لا تستمعوا لمن يقول إنكم تبالغون في الحماية، فالوقاية هي المفتاح لتجنب الكوارث". ويوجه نصيحة للأهل بضرورة توعية أطفالهم بالمخاطر المحتملة وتعليمهم قواعد السلامة الأساسية، لأن الحماية تبدأ أولًا بالوعي.
أطفالنا أمانة بين أيدينا، وحمايتهم من الحوادث تبدأ من الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي قد تصنع الفرق بين لحظة آمنة ولحظة كارثية.